Tuesday 19th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

السيد إسماعيل ما جين بنغ  .. رجل دين أحب وطنه الأم الصين ، كان أستاذا مرموقا بجامعة بكين ، وخبيرا بارزا في ترجمة وشرح الكتب العربية الكلاسيكية

منذ 4 سنوات في 30/يناير/2021

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

السيد إسماعيل ما جين بنغ 

رجل دين أحب وطنه الأم الصين ، كان أستاذا مرموقا بجامعة بكين ، وخبيرا بارزا في ترجمة وشرح الكتب العربية الكلاسيكية 

 

بقلم: ما باو تشوان / نور*

*أستاذ اللغة العربية بجامعة شاندونغ للمعلمين 

 

 نشأته ومشواره الدراسي : 

 

ولد إسماعيل ما جين بنغ  عام ألف وتسعمئة وثلاثة عشر في أسرة فقيرة من  قومية هوي المسلمة في مدينة جنان بمقاطعة شاندونغ . التحق بالمدرسة الابتدائية رقم ( 5 ) بمدينة جنان في السابعة من عمره ، وواصل دراسته في مدرسة جندا الإسلامية ، تلك المدرسة التي كانت تهتم بتدريس العلوم المدنية والدينية على حد سواء . 

وقد حصل في جميع الامتحانات على نتائج طيبة وتخرج في عام ألف وتسعمئة واثنين وثلاثين ، ثم أوفده المجلس الأعلى لمدرسة جندا الإسلامية إلى جامعة الأزهر بمصر لتلقي العلوم . وعلى ضفاف نهر النيل ، نهل من معين العلم هو وأصدقاؤه الصينيون أمثال محمد مكين وعبدالرحمن نا تشونغ وغيرهما . وإلى جانب اهتمامه بالدراسة والتعرف على الأساتذة المشهورين واقتناء المصادر والمراجع فقد حدد وجهته القادمة .وفي عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين ، عاد إلى وطنه الأم بعد إتمام دراسته في الأزهر الشريف 

 

السيد إسماعيل ما جين بنغ في ريعان شبابه بمصر
السيد إسماعيل ما جين بنغ في ريعان شبابه بمصر

 

كان السيد إسماعيل أستاذا في محراب العلم لأكثر من أربعين سنة 

 

 بعد عودته من مصر ،اشتغل بتدريس اللغة العربية بمدرسة جندا الإسلامية ؛ مدرسته الأولى ، ثم بالمعهد الإسلامي بمدينة بكين . دعا السيد إسماعيل إلى إصلاح منهج تعليم لغة الضاد في الصين فاقترح إضافة درس ” قراءة الصحف العربية ” إلى منهج تعليم العربية في الصين وقد أصبح أول أستاذ لهذا الدرس . في الفترة ما بين عامي 1936  & 1949 ، شارك مع زملائه في تربية المسلمين الموهوبين الذين يتمتعون بالثقافة الوطنية والثقافة الإسلامية وعشق وطنهم الصين ، وذلك من أجل خدمة الوطن والأمة الصينية .

 من عام ألف وتسعمئة وثلاثة وخمسين حتى تقاعده في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين ، عمل أستاذا بقسم اللغة العربية بكلية اللغات الشرقية بجامعة بكين ؛ أفضل جامعة في الصين . بدأ محاضرا ثم مساعد بروفسور ، وشارك مع الأستاذ الجليل المعروف محمد مكين وغيره من الأساتذة في تربية أول دفعة من الطلاب الموهوبين في اللغة العربية لخدمة صيننا الجديدة ، إذ ساهم خريجو قسم اللغة العربية بجامعة بكين بشكل كبير في الشؤون الداخلية والخارجية ، والترجمة والنشر والتدريس والبحث ومجالات أخرى ، كما تقلدوا العديد من المناصب الرفيعة فكان منهم نواب وزراء   ، سفراء ، جنرالات ، أساتذة جامعيون ، باحثون ومحررون .

   قال الأستاذ الكبير صاعد تشونغ جي كون ؛ وهو بروفسور بقسم اللغة العربية بجامعة بكين : 

“شرح لنا أستاذنا إسماعيل ما جين بنغ وغيره من الأساتذة الكبار اللغة العربية وعلومها بالتفصيل ، ودرسوا لنا كل ما حصلوه في مصر ، فإذا قارنت بين مستوى طلابنا الدارسين للعربية وغيرهم من دارسي العربية في الدول غير العربية لاكتشفت مدى تفوق طلابنا من حيث النطق والقواعد أو القراءة والكتابة . كان أستاذنا يعد الدرس جيدا ثم يلقي المحاضرة بطلاقة كما هي الحال في دروس النحو ، وكان يعرف جوهر المصطلحات وكيفية استخدامها ، وكان ماهرا في تصريف الأفعال”.

 

كان السيد إسماعيل إماما بمسجد فو يو لو بمدينة شنغهاي 

 

في عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين ، سافر السيد إسماعيل من بكين إلى شانغهاي في جنوبي الصين تلبية لدعوة مسجد فو يو لو .وهناك عمل إماما ومارس الأعمال الدينية اليومية كالصلاة مع المسلمين الصينيين وإلقاء الدروس الدينية وتلاوة القرآن الكريم وغيرها . كما اهتم بتربية أطفال المسلمين وشبابهم اهتماما كبيرا لإيمانه بأن نجاح قومية هوي في المجتمع لن يتحقق إلا بالتعليم لذلك حث أطفال المسلمين وشبابهم على طلب العلم في المدارس والجامعات الحكومية إلى جانب ضرورة تقديم المعرفة الدينية الأولية الصحيحة  ومن هنا     حرص على إلقاء الدروس الأساسية المتعلقة بالعلوم الإسلامية في الحي عامة ولأطفال المسلمين وشبابهم بشكل خاص .إضافة إلى ذلك ، كان السيد إسماعيل مهتما بتثقيف نفسه وإثراء معلوماته بالقراءة في مختلف الموضوعات باللغتين الصينية والعربية . وخلال تلك الفترة كتب يومياته باللغة العربية مدونا فيها تاريخ القوميات والأديان ، تتألف يومياته من أربعة مجلدات وبلغ عدد كلماتها مئتي ألف كلمة ، ولاتزال يومياته محفوظة بشكل جيد حتى اليوم .

صورة يوميات السيد إسماعيل التي كتبت بشنغهاي
صورة يوميات السيد إسماعيل التي كتبت بشنغهاي

 

كان السيد إسماعيل خبيرا بارزا في ترجمة وشرح الكتب العربية الكلاسيكية

 

 عكف السيد اسماعيل ما جين بنغ على ترجمة ودراسة”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” لابن بطوطة كموضوع رئيسي لبحثه عندما كان طالب علم في مصر . وقد استغل  أوقات فراغه في ترجمة ودراسة هذا الكتاب على مدى عدة سنوات متغلبا على مصاعب جمة ، وفي عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين ،  نشرت دار الشعب  في نينغشيا ترجمته للكتاب.

"تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لابن بطوطة ترجمة إسماعيل ما جين بنغ، طبعات 1985 و 2001 و 2015
“تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” لابن بطوطة ترجمة إسماعيل ما جين بنغ، طبعات 1985 و 2001 و 2015

 

في أواخر حياته شرع السيد إسماعيل في ترجمة معاني القرآن وأهم تفاسيره إلى اللغة الصينية . ولا يخفى عليكم مدى صعوبة هذا العمل خاصة لشيخ تجاوز عمره الخامسة والسبعين   ، ومع ذلك نجح في إتمامه بإصرار منقطع النظير . لكن للأسف الشديد ، لم يكتب للرجل أن يرى بعينه ثمرة جهده وكفاحه إذ توفي قبل أن تقوم دار الشعب  في نينغشيا بنشر ترجمته في عام ألفين وخمسة . كما ألف وترجم العديد من الكتب ومنها ” السيرة النبوية ” و” المدائح ” ، وثمة كتب أخرى من ترجمته وتأليفه يتخطى عدد كلماتها المليون لم تنشر بعد .

"معاني القرآن وأهم تفاسيره "ترجمة إسماعيل ما جين بنغ طبعات 2005 و2016
“معاني القرآن وأهم تفاسيره “ترجمة إسماعيل ما جين بنغ طبعات 2005 و2016

 

كان السيد إسماعيل محبا لوطنه الصين طوال حياته 

 

في السنة التالية بعد عودته من مصر ، تسبب المعتدون الإمبرياليون اليابانيون في حادث  جسر ماركو بولو إيذانا منهم ببدء الحرب اليابانية الصينية . وكان للسيد إسماعيل وزملائه دور كبير حيث شارك في ” بعثة الدعوة لمقاومة الغزو الياباني لإنقاذ الصين بمقاطعات قانسو ونينغشيا وتشينغهاي ” فسافر من الجنوب  إلى شمال غربي الصين لإلقاء الدورس في المساجد مفندا حقيقة الغزو الياباني ومشجعا المسلمين في شمال غربي الصين على الحرب لمقاومة العدو الياباني عدو الأمة الصينية بما يتفق مع ما ورد ذكره في القرآن الكريم من ضرورة محاربة الأعداء الغزاة .وفي عام ألف وتسعمئة وخمسين ، اندلعت ” حرب مقاومة أمريكا ومساعدة كوريا ” ، فاتجه جيش المتطوعين الصينيين إلى كوريا لإكمال رسالته السامية المتمثلة في ” حماية البلد والدفاع عن الوطن ”  ، في ذاك الوقت كان السيد إسماعيل إماما بمسجد في شانغهاي ، فشرح للمسلمين حقيقة هذه الحرب وحثهم على ضرورة التبرع بالأموال لدعم جيشنا الغالي . وبالقاء نظرة بسيطة على حياة السيد إسماعيل يتبين لنا مدى وطنية وعشق هذا الرجل لتراب بلده الصين  . 

وفاة السيد إسماعيل ما جين بنغ في مدينة بكين وهو في الثامنة والثمانين من العمر .

السيد إسماعيل ما جين بنغ في شيخوخته بمنزله الكائن ببكين
السيد إسماعيل ما جين بنغ في شيخوخته بمنزله الكائن ببكين

 

بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده ، عقدت جامعة بكين في ربيع عام ألفين وثلاثة عشر مؤتمرا كبيرا لإحياء الذكرى المئوية للسيد إسماعيل . حضر هذا المؤتمر كل من : الأستاذ الكبير تشو وي ليه ؛ وهو بروفسور بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية وقد التحق بقسم اللغة العربية بجامعة بكين عام ألف وتسعمئة وستين ، وهو خبير معروف في قضايا الشرق الأوسط وكان أحد طلاب السيد إسماعيل ما جين بنغ ، قال عن أستاذه الراحل : 

” إن السيد إسماعيل ما جين بنغ رجل دين عاشق لوطنه الصين ، وأستاذ دمث الخلق ورجل بارز في مجال التعليم ، وهو خبير مرموق في مجال ترجمة وشرح الكتب العربية الكلاسيكية “. كما أكد تشو وي ليه على أن إحياء الذكرى المئوية للسيد إسماعيل هي ” رسالة شكر وتقدير لجهوده ” . 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *