تونس 30 ديسمبر 2019(وات)- قال سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وانغ وين بين إن الدول الغربية “استخدمت معيارا مزدوجا ” في التعاطي مع مسألة الإيغور في الصين واعتمدت سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع مسألة مكافحة الإرهاب ،وهدفها الحقيقي تخريب الاستقرار بمقاطعة شينجيانغ كما فعلت في سوريا وليبيا” .
وأضاف الدبلوماسي الصيني خلال ندوة صحفية بمقر السفارة الصينية في تونس اليوم الاثنين، خصصت لتسليط الضوء على الظروف الحقيقية في منطقة شينجيانغ ( أقصى شمال غرب البلاد) والتي تتداول وسائل الإعلام الدولية بخصوصها أنباء حول اعتداءات الحكومة الصينية على قومية الايغور المسلمة، أن هذه الممارسات من قبل الدول الغربية التي تنقل “صورة مغايرة للواقع”، هدفها تقويض العلاقات الصينية مع الدول الإسلامية إلى جانب عرقلة النمو الاقتصادي في هذه المنطقة التي تعد من أكثر المقاطعات مساهمة في نمو الاقتصاد الصيني.
واعتبر أن شينجيانغ الصينية هي الجبهة الأمامية لمكافحة الإٍرهاب ،وأن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلط المحلية والمركزية لاجتثاث الإرهاب و القضاء على العناصر الإرهابية في هذه المنطقة قد أثبتت نجاعتها، حيث لم يتم تسجيل أي عمل إرهابي منذ ثلاث سنوات ، بعد أن كانت المقاطعة مسرحا لآلاف العمليات والحوادث الإٍرهابية التي سقط فيها عدد كبير من المدنيين والمئات من رجال الشرطة، مابين سنة 1990 ونهاية عام 2016، كما نجحت المنطقة في استعادة حيويتها الاقتصادية واستقبلت أكثر من 200 مليون سائح صيني وأجنبي خلال الأشهر العشر الاولى لسنة 2019.
كما بين السفير أن السلطات المحلية والمركزية في الصين كانت قد اعتمدت سياسة لمواجهة الإرهاب تقوم على اجتثاث العوامل الرئيسية لتفشي الظاهرة ،من خلال التخلص من الفقر ودعم الحكومة المركزية الصينية للتنمية في شينجيانغ اقتصاديا واجتماعيا وتعزيز روابط الصداقة والانسجام بين مختلف القوميات وتوحيد اللغة التي تعتبر عاملا أساسيا للتواصل فيما بينهم.
وذكر بأن الحكومة المركزية قدمت دعما ماليا الى منطقة شينجيانغ بواسطة الدفع التحويلي الانتقالي بقيمة 400 مليار يوان ، واتخذت عديد الاجراءات التي ساهمت في زيادة اجمالي الاقتصاد الاقليمي 200 ضعف خلال السنوات الستين الماضية ومضاعفة نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي 38 ضعفا،إلى جانب ضمان احترام حقوق المواطنين من مختلف القوميات وحرية المعتقد ، حيث يبلغ عدد المسلمين المقيمين في شينجيانغ 13 مليون نسمة وعدد الأئمة 29 ألف إمام ينشطون في أكثر من 24 ألف مسجد وتوفر لهم الحكومة إعانات مالية .
ومن بين الإجراءات الوقائية التي ساهمت في مكافحة الإرهاب في المقاطعة ، وفق تصريح السفير بعث مراكز موجهة للشباب تقدم تكوينا حول الضوابط القانونية التي لا يمكن تجاوزها محليا ومركزيا وتلقين اللغة الصينية الرسمية ( اللغة الصنية القياسية أو المندرية) إلى جانب تمكين الشباب من مهارات مهنية تؤهلهم للدخول إلى سوق الشغل، وهي إجراءات تتماشى مع مخطط العمل الذي وضعته الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب، حسب السفير.
واعتبر وين بين في هذا السياق أن بعض الدول الغربية غير راضية عن الإجراءات التي اتخذتها الصين لمكافحة الإرهاب والحال أن ما يزيد عن 20 دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت إجراءات مماثلة لحماية مواطنيها من خطر الإرهاب . وقال “إن هناك دول تساند الأحداث الإرهابية في شينجيانغ بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتقود حملة ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هناك تأثير خارجي بصورة واضحة على الأحداث في هونغ كونغ أيضا ، وبالتالي فإنه من الواضج أن هناك قوى خارجية تعمل على استغلال التنوع العرقي وتعدد القوميات لضرب صورة الصين في العالم”.
وحول جنسيات الإرهابيين خلال العمليات المسجلة سابقا في المنطقة ذكر السفير الصيني ‘مجموعة الحركة الاسلامية’ لتركستان الشرقية ، منبها إلى أن هذه المجموعات ليست معزولة وأنها مرتبطة بالمجموعات الارهابية الدولية.
وقد تم خلال هذه الندوة عرض شريط فيديو حول الوضع في شينجيانغ وبعض الشهادات لضحايا عمليات ارهابية تم ارتكابها من الجرحى وعائلات المتوفين في هذه المقاطعة الصينية ذاتية الحكم.