خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الزعيم (شي) يدعو للعقلانية ونُصرة مجتمع المصير المشترك للبشرية
الاستاذة رواء العلي*
*تعريف بالناشرة: كاتبة ورئيسة مؤسسة الجيل الجديد للثقافة والإعلام ومنتدى الشباب للمؤسسة في سورية، ورئيسة الصفحة الثقافية لوكالة المدائن الإخبارية (العراق).
رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، إشار في خطابه الذي ألقاه خلال اجتماع “أجندة دافوس” للمنتدى الاقتصادي العالمي، مساء يوم الاثنين (25 يناير)، من بكين، إلى قضايا هامة في حياة البشرية وبما يتصل بمستقبلها، في خضم الجوائح الخطيرة التي تعصف بها حالياً.
لاحظت شخصياً، أن الزعيم شي تطرق في كلمته لقوانين الطبيعة، الإلهية، التي تُعتبر من المُسلّمات مهما تقلّبت الفصول، فقوله الشتاء مهما اشتدت رياحه وتعاظَم الرعد والمطر لن يوقف قانون زمن قدوم الربيع بخضرته.
ولفت فخامته إلى قانون ثابت، إذ تناول التاريخ الذي يسير لزاماً إلى الأمام وليس للخلف. هذه الكلمات التي تحدث بها الرئيس شي تحمل بين طياتها مفاهيم واضحة لجميع السويات البشرية، من حيث إعمال الفكر الإنساني والحكمة في حياة الشعوب، فقد ركّز سيادته في هذا المنحى على الثبات والتعاون والمحبة ومحاربة الفساد، ودعا للابتعاد عن عوامل التشتت والحروب التي سيدفع ضريبتها العالم بأسره.
كذلك، تحدث عن أن استشراء الفساد بأشكاله القديمة والحديثة يُقيم عقبة في وجه التصدي له، ويصبح ردعه أمراً خطيراً. انطلق الرئيس بشكل غير مباشر من أجواء فيروس كورونا – الذي عمّ العالم في كل المجالات ومارس تأثيراً سلبياً على المناحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية، ومدَيَات تأثيرها على كل نواحي الحياة وإعاقتها، وبرغم ذلك أحرز العالم تقدماً كبيراً في مكافحة الفيروس، وإن لم يكن جذرياً إلا أن العالم حَجّمهُ من خلال ما يتمتع به من عزيمة وعقل وعِلم وروح إنسانية مُبدعة.
في هذه الكلمات العميقة التي انطلقت مِن فِيِهِ الرئيس شي، لمستُ حكمة رجل عظيم، بخاصة في مناشدته العالم إلى ضرورة تضافر الجهود في كل المجالات، إذ أكد ضرورات أن يُعلي العالم ومؤسساته المختلفة قضايا التنسيق المشترك والعميق في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية، بغية تحقيق النمو القوي المتوازن، عوضاً عن تواصل هذا الركود العالمي الذي نراه ونشهد على أشكاله المختلقة التي تتجسد في نواحٍ يُفترض العمل على نبذها، كالتحيّز الأيديولوجي، في سبيل استبدالها بأجواء التعايش السلمي وتطبيقات الكسب المشترك.
يعود سيادة الرئيس شي هنا مرة أخرى إلى قانون الطبيعة، الذي يُبرز أهمية أن يَشرع العالم بدوله وشعوبه وعقوله المفكِّرة إلى تعظيم مصفوفات النضوج الفكري والعَملاني العالمي والتخندق فيها، كونها تفتح المجال رحباً أمام الجميع للتمتع بالتنوع البشري في كل فضاء، وهنا نتوقف عند كلمات الرئيس شي وأبعادها التي ترنو إلى إتمام الكمال عندما يقول أنه لا توجد وَرَقَتا شجرة إثنتين متطابقتان، وإنما مكملتان لبعضهما البعض، وهذه حقيقة تلفت أنظار الإنسانية إلى أن القوي يَسند الضعيف، والعكس صحيح، فلا يصح أن تتفوق دولة على أخرى إلا بما تمتلكه من ثقافة ونظام اجتماعي وازن وفاعل وإنساني يحترم الذات الإنسانية ويُعلي قيمتها، والدور الايجابي الذي تلعبه في التقدم والحضارة التي ركيزتها التنوع الذي يترجم واقعاً جديداً بعيداً كل البُعد عن القلق والتحيز والكراهية.
رسالة الرئيس شي تحمل في ذاتها هموم الإنسانية وتطلعاتها وسوية العمليات التعليمية والأنساق الفكرية العادلة قولاً وفعلاً، وبخاصة عندما شبّه الأرض بمنزل يضم البشرية وعلى مَن يسكنه بناء مستقبل، وهو مِثال ينطبق على الأسرة البشرية التي تتفكك عندما لا تستند إلى فكرة صحيحة وإنسانية.
على العالم الاستجابة لقوانين العيش المشترك السلمي، وإقامة مجتمع مشترك يعم خيره على الجميع من خلال التسامح والروح الصادقة، التي هي حقيقة يومية يحملها الرئيس شي الذي يكتنز عقله بأسمى الأفكار المُعززة لمكانة الدول، لا سيما بإشارته لحتمية تجاوز الفجوة بين البلدان النامية وتلك المتقدمة، وهنا تكمن قوة الحوكمة من خلال قانون، وإن لم يكن القانون وتفعيلاته فالعالم ينزلق إلى هاوية دون قرار، ويبقى التصادم والخلل سيد المواقف.
قرأت خطاب الرئيس شي عدة مرات، ووجدت فيه توثيقاً تاريخياً، وهو عبارة عن مَحفظة عالمية، و “مجلدات أفكار العالم”، لِما يحمله هذا الرجل العبقري من شمولية فكرية إنسانية تتسم بأدق التفاصيل، وتحمل أجوبة وعلاجات لكل ما يسود العالم من خلل.
الرئيس شي يضع الحلول التي لا يمكن أن يكون غيرها حلول، حيث يحترم التباين الاجتماعي ويؤكد على احترام سيادة الدول والأمم، ويثبت القواعد الصلبة لتبقى ركيزة يمضي التاريخ قدما على ثباتها وفولاذيتها من خلال مواجهة التحديات الكونية بإزالة جميع الحواجز التي تعرقل التقدم والنمو الاقتصادي والاجتماعي والتجاري.. إلخ
أكد الأمين العام شي على ضرورات الالتزام بالقواعد الدولية بدلاًعن مساعي الهيمنة، كما وحَقَّقَ الحفاظ على المنظومة الدولية وتفعيل منظمة الصحة العالمية وضمان المصالح والحقوق للجميع.
وليس ختاماً، ناشد الرئيس شي كذلك، ضرورة اجتراح خطوات واضحة في المجالات البشرية الانسانية التي تطرق إليها في خطابه، ومن أجل أن لا تبقى مناشداته حبراً على ورق لا تأخذ الدول بها، مؤكداً في الوقت نفسه على تواصل أستمرارية المشاركة والتعاون في عَملانية محاربة وباء كورونا، وشموله كافة المجالات العالمية، زد على ذلك أنه بيّن إلى الأهمية القصوى للتعاون بروح الفريق الواحد، سواء لمواجهة الأزمات أو لبناء مستقبل متوازن ومشرق.
عظيم خطاب الرئيس شي و مقالة جميلة
خطاب مهم تطرق فيه الرئيس الرفيق شي جين بينغ إلى مواضيع غاية في الأهمية وتمس حياة البشر بمختلف اتجاهاتهم.
شكرا للكاتبة رواء العلي
نشجع رفيقتنا الأستاذة رواء المكرمة للمزيد من التعريف بنهجها وأفكارها وإبداعاتها الكتابية على مثال هذه المقالة اللافتة للانتباه و الممتلئة بالمعاني الإنسانية..