بدأ عدد كبير من المزارع الذكية والمزارع غير المأهولة التي تدمج تكنولوجيا المعلومات في الظهور على أرض الصين مثل الفطر بعد هطول الأمطار.
في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، تندمج التكنولوجيا الحديثة والعمليات غير المأهولة في جميع جوانب الإنتاج الزراعي بسرعة. على سبيل المثال، تتم زراعة البذور من خلال معالجة الماء الساخن لتطهير البذور في مزرعة تشيشينغ، وجميع الأنظمة هنا ذاتية التحكم، ما حقق تقصير وقت زراعة شتلات الأرز بشكل كبير وتقليل كمية البذور المستخدمة بنسبة 10%.
في مزرعة هونغوي، التي تبعد 75 كيلومترا عن مزرعة تشيشينغ، يراقب الموظفون عن بُعد تشغيل كل قطعة أرض من الدفيئة من خلال النظام الخاص. بعد بداية الصيف، يتم نقل الشتلات من الدفيئة إلى آلة غرس الشتلات بواسطة عربة نقل الشتلات بدون سائق. يحتاج الفنيون الزراعيون فقط إلى النقر على زر البدء على الهاتف المحمول، ويمكن لعشرات آلات غرس الشتلات إكمال عملية زراعة الأرز تلقائيا.
في مقاطعة آنهوي وسط الصين، وهي مقاطعة زراعية رئيسية، فإن المزرعة غير المأهولة في مدينة بوتشو هي أيضا لافتة للنظر. هنا، تعتبر آلات الحصاد بدون سائق من أهم العوامل الكبيرة لحصاد محصول القمح المحلي. يتم تحديد مسار المشي مسبقا من خلال التحكم في الحاسب الألي، وتبدأ آلات الحصاد العمل وتكمل حركات الانعطاف قبل دخولها الأرض للقيام بعملية الحصاد، كل حركة تكون سلسة للغاية. نظرا لجهاز استشعار الفقد المتقدم وجهاز الكشف عن الشوائب، يمكن لآلات الحصاد بدون سائق خفض النسبة المهدرة من الحصاد بنسبة 10% إلى 15% مقارنة بالآلات العادية.
أما في شانغهاي شرقي الصين، توجد قاعدة خضروات تغطي مساحة تقارب 2000 مو(ما يعادل 133 هكتارا)، حيث يمكن إكمال أكثر من 70% من الأعمال هنا بدون القوة البشرية. كل خضروات لها غرفة صغيرة خاصة بها، ويوجد خط خاص للري والتسميد ويتم توفير المياه والأسمدة بانتظام وبكمية محددة كل يوم. كما تتم إدارة درجة الحرارة والرطوبة وتركيز ثاني أكسيد الكربون وما إلى ذلك بواسطة الكمبيوتر في الوقت الفعلي هنا.