أشاد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد بعلاقات بلاده مع الصين بمناسبة الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ووصفها بأنها قديمة وجيدة ومتطورة، معربا عن تقديره لمساهمة الشركات الصينية في إعادة إعمار العراق.
وقال الرئيس رشيد في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا في قصر بغداد بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد “أهنئ الشعب الصيني والشعب العراقي وكذلك الحكومة الصينية وحكومة جمهورية العراق بالعلاقة الجيدة بين الطرفين، وعلاقاتنا قديمة وطويلة”.
وأوضح أن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية بينهما قبل 65 عاما، مضيفا “الآن العلاقات في تطور جيد، ونحن نهتم بشكل جدي وكبير للعلاقات مع الصين، ونعمق العلاقة في كثير من النواحي، ونحترم ونشجع هذه العلاقة”.
وأعرب الرئيس العراقي عن تقديره لجهود الشركات الصينية التي شاركت في عمليات إعمار العراق، قائلا “نقدر جهود الشركات العالمية بما فيها الشركات الصينية على بذل الجهود من أجل إعادة إعمار البنى التحتية للعراق”. ولفت إلى أن تلك الجهود شملت قطاعات الماء والكهرباء والنفط والطاقة والزراعة وغيرها.
وتابع “نحن نحتاج دعم المجتمع الدولي والشركات العالمية والشركات الصينية، ونحن جدا مسرورون ونهتم بوجود الشركات الصينية في البلد ونشكرهم على وجودهم وعلى الدعم من ناحية البنى التحتية وكذلك الخدمات في العراق”.
وأكد وجود عدة شركات صينية تعمل بجهد في العراق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العراق بحاجة لبناء طرق وجسور وسدود وكذلك سكك حديدية وغيرها من الأمور المتعلقة بتحسين البنية التحتية وأن الشركات الصينية يمكن أن تدعم العراق في هذا الصدد.
وفي تعليقه على مبادرة الحزام والطريق، قال الرئيس رشيد “مثلما أشرت، علاقاتنا جيدة مع الصين وكذلك مع الشركات الصينية وندرس كل المشاريع الموجودة والاتفاقيات الموجودة بين الطرفين، والحكومة العراقية جادة من أجل تحسين الخدمات في كافة المجالات”.
جدير بالذكر أن الحكومتين العراقية والصينية أعلنتا في عام 2015 إقامة شراكة استراتيجية ووقعتا وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، مما ضخ زخما جديدا في العلاقات الثنائية. وبدعم من الحكومتين، تم الاتفاق أو تنفيذ عدد كبير من المشاريع ذات المنافع الاقتصادية والاجتماعية بسلاسة في السنوات الأخيرة، وأصبح التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وثيقا بشكل متزايد.
وبحسب بيانات لوزارة الخارجية الصينية، تعد الصين أكبر شريك تجاري للعراق، والعراق ثالث أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية. وفي عام 2022، وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 53.37 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 42.9 في المائة.
وفي رده على سؤال حول مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، أجاب الرئيس رشيد قائلا “هذه النقطة جدا مهمة، وأنا شخصيا مهتم جدا بالحضارات القديمة حتى نستفاد منها”، مشددا على أهمية التنسيق والتعاون من أجل إحياء الحضارات القديمة في مجالات الثقافة والعلم.
وتابع “يجب أن نستخدمها لخدمة البشرية ككل وليس فقط لمنطقة خاصة، والتعاون من أجل تنسيق في إطار الحضارات ضروري جدا بين كل شعوب العالم لأن كل الحضارات مرتبطة مع كل الشعوب وليس لمكان أو منطقة واحدة”، مشيرا إلى أن الصين والعراق من أقدم الحضارات في العالم.
وعن مكافحة الإرهاب، أكد أن العراق عانى من الإرهاب لفترات طويلة، داعيا المجتمع الدولي للتعاون والتنسيق لمحاربة الإرهاب كونه يشبه مرض السرطان عندما يوجد في مكان ينتشر في كافة أنحاء العالم، مشددا على أن محاربة الإرهاب واجب على كل دول العالم.
ومن ناحية أخرى، قال الرئيس رشيد في رده على سؤال حول مفاهيم الرئيس شي للتنمية الخضراء “أنا أرحب بالمؤتمرات التي تعقد، وكذلك المبادرات الموجودة في العالم من أجل تحسين البيئة، وهذه تحتاج تضحية من كافة دول العالم، وأنا أرحب بكل المبادرات الموجودة في العالم من أجل تحسين البيئة لأن لها تأثير كبير على صحة البشر ومستقبلهم وكذلك أجيالنا القادمة”.
وأعرب عن تأييده لخطوات الصين في القضاء على الفقر، قائلا “أؤيد كل عملية أو كل إجراء أو كل خطوة من أجل الحرب على الفقر في كل بلد في العالم، وهذا ضروري جدا، وأنا أهنئ أي دولة في العالم تأخذ هذه الخطوات الجدية من أجل إنهاء الفقر”.
وأثنى على الخطوات التي اتخذتها القمة الصينية العربية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية نهاية العام الماضي، قائلا “أنا أؤيد كل الخطوات من أجل التعاون والتنسيق وكذلك الشراكة في كافة المجالات بين دول العالم وهذه ضرورية جدا”.
أما عن الدور الذي لعبته الصين والعراق بشأن المصالحة بين السعودية وإيران، عبَّر الرئيس العراقي قائلا “أقدر جهود الصين وكذلك الجهود التي بذلناها في العراق من أجل تقارب وجهات النظر بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية”. وأكد في هذا الصدد أن “التنسيق والتعاون بين البلدان يخدم الإنسانية بشكل أفضل ويبعدنا عن الصراعات والحروب أو المشاكل”.
ورأى الرئيس رشيد أن دور الدول الكبيرة من أجل تقارب وجهات النظر بين الدول الأخرى ضروري جدا وأنه واجب إنساني وليس فقط واجب سياسي، مختتما حديثه بالقول “لذلك أنا أهنئ أي دولة أو أي زعيم له دور في تقارب وجهات النظر بين الدول الأخرى أو بين الدول التي لديها صراعات من أجل الوصول إلى السلم”.