فتحت دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن صياغة الوعي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية، آفاقا جديدة حول إضفاء طابع صيني على النظريات الماركسية بشأن القوميات العرقية ومكّنت الصين من تحقيق إنجازات جديدة في قضية التوحيد بين جميع المجموعات العرقية، والمساهمة في إحلال السلم والأمن على المدى الطويل في البلاد والنهضة العظيمة للأمة الصينية.

في أبريل من عام 2014، قام شي بجولة تفقدية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، حيث زار قرية أياغمانغان في مدينة كاشغر، والتقى بعبد القيوم روزي، أحد السكان المحليين، وعائلته وأجرى معهم حوار ودي.

وقال شي: “لا يمكن فصل الأغلبية من قومية هان عن الأقليات وبالمثل لا يمكن فصل الأقليات عن قومية هان. ولا يمكن فصل الأقليات عن بعضها البعض. وتعد هذه الوحدة أساسا لتنميتنا وتقدمنا. ولهذا السبب يجب أن نفعل ذلك بشكل جيد”.

بعد سبع سنوات، حدثت تغيرات هائلة في القرية. وقامت عائلة عبد القيوم التي كانت تعاني من الفقر، بزراعة الزهور في الصوبات الزراعية وتربية الماشية حتى أنهم بدأوا بالقيام بأعمال للأنشطة الترفيهية في المزرعة. وارتفع دخل العائلة إلى 110 آلاف يوان (17 ألف دولار أمريكي) سنويا وأصبح عبد القيوم قائدا لجيرانه على طريق الازدهار.

وقال عبد القيوم في مقابلة إنه يريد دعوة الرئيس شي إلى منزله مرة أخرى وتذوق الشمام الذي يزرعه ورؤية التغيرات الجديدة في القرية، مضيفا أنه بعد أن حلت الطرق الإسفلتية محل الطرق الترابية الأصلية، أصبحت مواقد الغاز والتدفئة الكهربائية متاحة للجميع في القرية، بفضل السياسات الجيدة.

وفي مايو عام 2014، طرح شي تأكيدا مهما على “صياغة الوعي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية” في الندوة المركزية الثانية حول عمل شينجيانغ. ثم أوضح في مناسبات عدة المعنى العميق وأهمية هذا المفهوم.

وفي أكتوبر عام 2017، تم إدراجه في دستور الحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر الوطني الـ19 للحزب. وفي مارس عام 2018، أدرج مصطلح “الأمة الصينية” في دستور البلاد لأول مرة في الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في البلاد.

وفي أغسطس من العام الماضي، شدد شي على أهمية صياغة وعي قوي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية في الندوة المركزية السابعة حول عمل التبت. وبعد شهر، أكد شي مرة أخرى على أهمية اتباع الخط الأساسي لهذا المفهوم ومواصلة تعزيز الوحدة العظيمة للأمة الصينية في الندوة المركزية الثالثة حول عمل شينجيانغ.

وفي أواخر يوليو الماضي، وخلال جولته التفقدية في منطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، قال شي مرة أخرى إنه من الضروري تعزيز التبادل والتفاعل والتكامل بين جميع المجموعات العرقية، وتعزيز اعترافها بالوطن الأم والأمة الصينية والثقافة الصينية والحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وخلق أساس أيديولوجي للوحدة الوطنية.

وقال تشنغ دا فا، مدير مركز أبحاث الفكر الصيني الحديث بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “يعد مفهوم صياغة الوعي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية ابتكارا نظريا قام به الرئيس شي. ويعد أحدث إنجاز في إضفاء طابع صيني على النظريات الماركسية بشأن القوميات العرقية، وتيارا سائدا واضحا في الأعمال المتعلقة بالقوميات العرقية في العصر الجديد”.

قال شي “لن تترك أي أقلية عرقية وراء الركب في معركة بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل”. ولتحقيق هذا الهدف، قام بزيارة ثماني مقاطعات ومناطق ذاتية الحكم حيث يعيش أفراد الأقليات بشكل مترابط، وقاد المعركة المحلية للحد من الفقر.

وتخلصت جميع الأقليات الـ28 التي تضم عدد قليل من السكان من الفقر الآن، ما خلق معجزة بشرية تسجل في التاريخ للأمة الصينية.

وخلال السنوات الخمس الماضية، دفعت الدولة 380 مليار يوان (58.7 مليار دولار أمريكي) من المدفوعات التحويلية وأكثر من تريليوني يوان (309 مليارات دولار أمريكي) من المدفوعات التحويلية المتوازنة إلى المناطق التي تقطنها الأقليات بشكل رئيسي، مما قدم دعما قويا لتنمية هذه المناطق.

وبدعم من الحكومة المركزية، نجحت هذه المناطق في مساعدة 30 مليون شخص على التخلص من الفقر. وحقق السكان المحليون قفزات تاريخية في التنمية، مع تحسين البنية التحتية وضمان الخدمات العامة وازدهار ثقافات الأقليات وارتفاع مستويات المعيشة.

وقال بان تشي رونغ، قروي في قرية ليوجيا بجنوبي الصين التي تخلصت من الفقر في أبريل عام 2019: “صادفنا حقبة جيدة. وآمل أن تتذكر الأجيال القادمة أن تنمية الأقليات لا يمكن فصلها عن الأسرة الكبيرة للوطن الأم. ويجب علينا صياغة الوعي بالمجتمع المشترك للأمة الصينية، وبذل جهود مشتركة لبناء وطننا الجميل”.

*سي جي تي إن العربية.