شبكة طريق الحرير الإخبارية/
صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
أعلنت الصين خلال القمة الأولى لمجلس التعاون الصيني الخليجي التي عقدت مؤخراً، استعدادها للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في مجالات الاستشعار عن بعد وأقمار الاتصالات والتطبيقات الفضائية والبنية التحتية للطيران واختيار رواد الفضاء وتدريبهم وغيرها، وترحب برواد الفضاء من دول مجلس التعاون الخليجي لدخول محطة الفضاء الصينية لإجراء رحلات مشتركة وإجراء تجارب في علوم الفضاء مع رواد فضاء صينيين. كما رحبت بالدول الخليجية للمشاركة في تعاون بعثات الفضاء الصينية، ودراسة إنشاء مركز صيني خليجي المشترك لاستكشاف القمر والفضاء.
في هذا الصدد، قال حسن أحمد، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للاستثمار الفضائي في دولة الإمارات العربية المتحدة في لقاء مع صحيفة الشعب اليومية، إن ما أعلنت عنه الصين أعلاه يوضح تماما رغبتها المخلصة في تعزيز التعاون الفضائي الدولي، وسيوفر فرصًا مهمة لتطوير صناعة الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
ويعتقد حسن أحمد أن استكمال محطة الفضاء الصينية سيكون إنجازًا كبيرًا آخر في صناعة الفضاء الصينية، كما أنه سيوفر فرصًا لمزيد من الدول لفهم واستكشاف الكون.
واستعرض حسن أحمد أهم المحطات في تطوير صناعة الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحلم الوصول الى الفضاء. ففي عام 2014، أنفقت حكومة الإمارات 5.4 مليار دولار أمريكي لإنشاء وكالة فضاء، وتخطط لتصبح أول دولة عربية ترسل مسبارًا غير مأهول إلى المريخ. وفي مارس 2019، صاغت دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، حيث خططت 79 مشروعًا فضائيًا بما في ذلك علوم الفضاء والبحوث والتصنيع الهندسي والاختبار والتطبيقات التجارية. وفي السنوات الأخيرة، ركزت دولة الإمارات العربية المتحدة على تحسين قدرات البحث العلمي لديها، وتعزيز التعاون الدولي بنشاط، وتعزيز التطوير المستمر لصناعة الطيران لديها، حيث دخل أول قمر صناعة إماراتية محلية “خليفة” لرصد الأرض إلى الفضاء، ودخل رواد الفضاء الإماراتيون المتمركزون في محطة الفضاء الدولية، ودخل مسبار المريخ “الأمل” بنجاح إلى مدار المريخ، وتم إطلاق المركبة القمرية “راشد”.
تعد الصين شريكًا مهمًا في تطوير صناعة الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد تعزيز التعاون إجماعًا مهمًا بين الجانبين. ففي سبتمبر 2022، وقعت إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA)ومركز محمد بن راشد للفضاء مذكرة التفاهم حول التعاون في مهمة “تشانغ أه -7″، ما يعد الإطلاق الرسمي للمركبة القمرية الإماراتية “راشد 2” على متن “تشانغ أه -7” الصينية للقيام بأنشطة الدوريات والاستكشاف على سطح القمر. ووفقًا لمذكرة التفاهم، سيكون الجانب الإماراتي مسؤولاً عن تطوير المركبة القمرية “راشد 2”، وسيوفر له الجانب الصيني خدمات مثل التحميل والقياس والتحكم واستقبال البيانات الخاصة وتبادل الجانبان نتائج الاستكشاف للمركبة القمرية “راشد 2”. وسيضع هذا التعاون أساسًا متينًا لمزيد من تعميق وتوسيع التعاون في مجال الفضاء بين الإمارات والصين.
وأكد حسن أحمد أن تجربة تطوير صناعة الفضاء في الصين تستحق أن تقف أمامها دولة الامارات العربية والبحث فيها والتعلم منها. وصاغت الصين خططًا عملية لتطوير صناعة الفضاء لديها وعملت على تطويرها بشكل مطرد. كما تولي الصين أهمية كبيرة لتدريب المواهب الفضائية، ووسعت باستمرار فريق المواهب لديها، وقدمت دعمًا قويًا لتطوير صناعة الفضاء.
استكشاف الكون الشاسع هو الحلم المشترك للبشرية جمعاء. وتدعو كل من الإمارات والصين إلى الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وتلتزمان بتعزيز التعاون الدولي. وسواء كان ذلك لاستكشاف الكون المجهول أو الاستجابة للتحديات العالمية المختلفة، يحتاج المجتمع الدولي إلى الاتحاد والتعاون لخلق مستقبل أفضل للبشرية.