صحيفة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
اختارت (الدستور) أول وأعرق جريدة أردنية نحتفل هذه الأيام باكتمال 53 سنة على تأسيسها (في العام1967) ودخولها في اليوم الـ28 من مارس/آذار الحالي السنة الـ54 لعملها الدؤوب؛ اسماً مَهيباً ومُعبّراً بعمق عن استقامة رسالتها التاريخية الشريفة،الوطنية والقومية، وكفاحها لتعظيم الوحدة العضوية للأردن وفلسطين وشعبنا الواحِد الموحَّد في مسيرته الكفاحية المُستَندة إلى دعم ومساندة أحرار العرب والعالم وحُلفاء الأمة، الذين يقفون إلى جانبنا مُؤازرين بوعي ومسؤولية في سوح النضال المصيري والضاري لاستعادة الحق المُغتصب من الحِلف الصهيوإمبريالي، ولِكنس المحتلين الدوليين عن التراب المُقدّس لفلسطين العربية، التي اختارها الخالق العظيم بعينه وإرادته الأزلية مهبطاً ومُستقراً لأنبيائه وقدّيسيه وأصفيائه ووطناً لهم.
جريدة (الدستور) مُستمسكة بالدستور الوطني بثبات، وهي تَعرض للوعي الجمعي لشعبنا وتحتضن خِطابه المتأصل لوحدته في قضاياه القومية وتطلعاته لتأكيد واحِدية الأمة العربية من الماء إلى الماء،ضمن الفضاء الإنساني الرحب.و(الدستور) أيضاً صاحبة رسالة رافضةً تشرذم العرب وتفتّتهم، وتقف في صف الانتصار لاجتماعهم ووحدتهم،وتساند بفعالية رسالتهم التاريخية الخالدة، وهي بذلك صورة وانعكاس جلي لأماني أبناء الأُمة سياسياً واجتماعياً، أُسرياً وعشائرياً، المترابطين باللغة والدم والتاريخ والمصير الواحد.
يواصل كادر (الدستور)المُتألق مهنياً، وعلى رأسه وفي مقدمته رئيس التحرير المسؤول،الأخ الأُستاذ المُبدع مصطفى الريالات، عمله الدؤوب والمتميّز والمُوجّه بوعي ودقّة وتصوّر واضح صَوب توسيع وتأصيل مديات الثقافة القانونية والوطنية والوعي الاجتماعي في أوساط شعبنا العزيز، بخاصة في هذه الأيام التي نواجه فيها فيروس (كورونا/ كوفيد-19)، مُوحَّدين خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، لنحرز النصر تلو النصر على التحدي الذي يُعلنه هذا العدو المتدخل الخبيث الذي يَستهدفنا جميعاً،ويَغزو دول العالم ومليارات شعوبه،مُلحِقاً أضراراً فادحة بالإنسان والبُنيان والاقتصاد العالمي.
أفخر بأنني بدأت أقرأ وأكتب في (الدستور) في سنة قريبة من تأسيسها، وأذكر مقرّها القريب من منزلي وتردّدت عليه كثيراً.وكان أبي موسى رحمه الله، جاداً في تدريبي يومياً على القراءة والكتابة والمراسلة الداخلية والخارجية والتواصل مع (الدستور)، فقد كان من قُرّائها منذ صدور أعدادها الأُولى، وما أزال احتفظ بنسخٍ قديمة منها، وكان والدي يزوّدها ببعض نتاجاته، فهي صحيفة ذات تأثير حاسم ومُفضّلة للعائلة لتميزها بالجماهيرية، ولعلو التقنيات والأجناس الصحفية المختلفة وتنوع أبوابها واهتماماتها إلى اللحظة،ولمصداقيتها وواقعيتها في الطرح، ومعالجتها الناجحة للظواهر والقضايا والأزمات برباطة جأش ومسؤولية وطنية عالية، ولذلك غدت صحيفة الشعوب العربية، العامة والخاصة، رقيقي الحال وعِلْيَة القوم، وتحوز على مصداقية عالمية، وتتمتع بثقة عددِ قراء يُعد بالملايين على صعيد الكون بشهادة منظمات دولية متخصصة.وها هي (الدستور) تتقدم حملة وطنية لتكتيل الوطن والأمة لسحق (كورونا) بسلاح الوعي الصحي والعِلمي الذي تنشره على صفحاتها وموقعها الالكتروني المتقدّم والجاذب، والذي لا يهدأً عمله ونشره بقيادة رُبّانها الأخ مصطفى الريالات، وبالتالي تَبرز صحيفتنا النابهة بمكانتها التنويرية المحورية في الأردن ووطننا العربي الكبير العزيز ومُغتربات الأردنيين في الدنيا.
كانت (الدستور) وما زالت وستبقى تدافع عن الإنسان والفِكر، والقيم والمبادئ التي يقوم عليها الأردن الحديث، مصلحة الأردن والأردنيين، وتستقطب برسالتها الشريفة كل المخلصين الوطنيين والأُمميين.
*كاتب وصحفي اردني.