CGTN العربية/
صرحت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن اليوم العالمي للدراجات الهوائية يسلط الضوء على إمكانية تغيير طرق التنقل حول العالم قبل جائحة كوفيد-19 وبعدها، مما سيساعد على خلق مستقبل أكثر صحة واستدامة.
وقال تيحاني محمد بندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في بيان بهذه المناسبة، “هذا العام … تعرفنا على مميزات الدراجة الهوائية وطول عمرها وتعدد وظائفها”، مشيرا إلى أن استخدام الدراجة الهوائية يمتد “من الدول الأكثر ثراء، إلى الدول النامية والدول الأقل نموا”.
قطعت أزمة فيروس كورونا التنقل والأنشطة الجماعية التي تنطوي على السفر بجميع أنواعه، مما أدى إلى تجميد أغلب أنواع النشاطات الرياضية الترفيهية في جميع أنحاء العالم.
لكن ركوب الدراجات الهوائية لم يثبت أنه مقاوم للوباء فحسب، بل يبدو أن شعبيته قد ازدادت في العديد من المدن، بما في ذلك مقر الأمم المتحدة – نيويورك.
توصي الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بركوب الدراجات الهوائية كوسيلة من وسائل النقل إضافة إلى كونها وسيلة للحفاظ على الصحة العامة طوال فترة انتشار كوفيد-19 وبعدها.
قال باندي: “إن الدلائل تشير إلى أنه حتى قبل انتشار عدوى كوفيد-19، تحول الكثيرون حول العالم لاستخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل بتكلفة مقبولة ومعقولة، ونشاط رياضي يحافظ على الصحة العامة. فركوب الدراجات الهوائية لا يحسن الصحة البدنية فحسب، بل له أيضا تأثير إيجابي على الصحة النفسية والشعور بالسعادة”.
فوائد الدراجات الهوائية المتعددة
أوضح رئيس الجمعية أن “امتلاك دراجة هوائية في العديد من البلدان له دور أكثر أهمية في حياة الأسر محدودة الدخل، حيث ينتشلهم من براثن الفقر، ويوفر لهم وسيلة نقل للذهاب لأماكن التعليم والعمل والأسواق والأنشطة المجتمعية في حين غياب وسائل النقل العام”.
ارتفعت شعبية الدراجات الهوائية في حين تسعى العديد من الحكومات للبحث عن سُبل تخفيف إجراءات الإغلاق، وتوفير فرص ترفيهية لأولئك الذين يعيشون في المدن وسد الفجوة التي خلفتها وسائل النقل العام المحدودة، مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي لمنع انتشار الفيروس.
كوسيلة نقل موثوقة ونظيفة وصديقة للبيئة، أصبحت الدراجات الهوائية مكونا رئيسيا لعملية “التعافي الأخضر” فيما بعد كوفيد-19.
قال باندي: “إن توفير وسائل التنقل الآمن والفعال، منخفض الكربون منخفض التكلفة للجميع أمر ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
ولا يساهم ركوب الدراجات الهوائية فقط في بناء مدن صحية وقابلة للعيش من خلال الحد من التلوث، ولكنه أيضا يحافظ على النشاط البدني للأفراد.
أكد باندي على “أنه في أوقات انتشار كوفيد-19، تواجه المدن تحديا لإعادة التفكير في بنيتها التحتية، حيث تلعب الدراجات الهوائية دورا حيويا في تقديم بديل هادئ واقتصادي وغير ملوث للسيارات وأنظمة النقل العام”.
إعادة النظر في البنية التحتية
في اليوم العالمي للدراجات، شجعت الأمم المتحدة الحكومات على تحسين سلامة الطرق ودمج احتياجات راكبي الدراجات الهوائية بشكل أفضل في تصميم البنية التحتية للنقل.
نظرا لاعتماد الملايين من الأشخاص حول العالم على استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة أساسية للتنقل، فأصبح من الضروري دمج احتياجاتهم بشكل أفضل في سياسات واستثمارات البنية التحتية للنقل والطرق.
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن “تدابير حماية المشاة وراكبي الدراجات الهوائية ستصبح جزء أساسيا من بناء المساحات الحضرية المستقبلية”.
استجابة للوباء، وضعت المدن في جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين، بما في ذلك لندن ونيويورك وباريس وبرلين وميلانو وبوغاتا، خططا لإفراغ الشوارع، التي كانت تهيمن عليها عادة السيارات، وتخصيصها للاستخدام الحصري لراكبي الدراجات الهوائية والمشاة لفترات معينة على الأقل كل أسبوع.
ويدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة “مبادرة مشاركة الطرق”، الذي يهدف إلى الابتعاد عن إعطاء الأولوية للأقلية التي تقود السيارات، والاستثمار في البنية التحتية للأغلبية: أولئك الذين يمشون ويستقلون الدراجات الهوائية.
وقال رئيس الجمعية “إن الاستثمار في البنية التحتية للمدن لدعم ركوب الدراجات الهوائية، مثل الممرات المحمية ومبادرة مشاركة الطرق مع الدراجات الهوائية، سيسهم في بناء مستقبل أكثر أمانا ومرونة واستدامة لنا جميعا”.
إن اليوم العالمي للدراجات الهوائية ليس مجرد احتفال بهذه الوسيلة التي تتميز بحركة خالية من الانبعاثات، بل هو فرصة للعمل معا لزيادة إمكانات ركوب الدراجات الهوائية وما يمكن أن تفعله لصحة الإنسان والبيئة.