CGTN العربية/
نشر مركز بحوث تنمية شينجيانغ مؤخرا مقالا بعنوان “الخيال والوهم: حول نفاق “المنتجات الثقافية” الخارجية المناهضة للصين والمتعلقة بشينجيانغ”. فيما يلي النص الكامل:
في السنوات الأخيرة، أنتجت بعض القوى الخارجية المعادية للصين على نحو متعاقب عددا من “المنتجات الثقافية” مثل الروايات والأفلام والأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة والمسرحيات والألعاب الإلكترونية من أجل تشويه صورة شينجيانغ وإعاقة التنمية في تلك المنطقة، مما ترك تأثيرا سلبيا على الصين في المجتمع الدولي. إن هذه “المنتجات الثقافية” المزعومة مشبعة بالتحيز الأيديولوجي وتحكي قصصا غير موجودة أصلا ومليئة بالآراء التاريخية المشوهة، وغارقة في الهجمات الخبيثة ضد شينجيانغ. ومن ثم، فهي امتهان تام لكلمة “ثقافة”.
محتوى كاذب: فضح الطبيعة القبيحة لـ “المنتجات الثقافية” المناهضة للصين والمتعلقة بشينجيانغ
وفقا للتحقيق، فإن “المنتجات الثقافية” الخارجية المناهضة للصين والمتعلقة بشينجيانغ تتطرق إلى جوانب عديدة مثل مكافحة الإرهاب، واجتثاث التطرف، والعرق، والدين، والثقافة، والتعليم، والسكان، والعمل، وحقوق الإنسان وغيرها، وتحاول خداع القراء عبر جمع كل نوع من “الأشياء المروعة” لكسب تعاطفهم.
على سبيل المثال، كتاب ((إعادة تثقيف مسلمي شينجيانغ))، والفيلم والفيديو التلفزيوني ((الذعر والقمع في شينجيانغ))، و ((اكتشاف: كيف تخلق الصين أكبر سجن في العالم)) و ((معسكر إعادة التثقيف في شينجيانغ، غسيل المخ واستئصال الثقافة، الحكومة الصينية تحتجز أكثر من مليون مسلم)) وغيرها من الأعمال زعمت أن مركز التعليم والتدريب المهني في شينجيانغ هو “معسكر اعتقال” و “معسكر لإعادة التثقيف” و”يحتجز” أكثر من مليون ويغوري. وكتاب ((209 قصص)) الذي فبركته الكاتبة الهندية جمانة شبانة يزعم زورا، ومن خلال جمع وتلفيق ومعالجة معلومات كالدعاية والتكهنات من قبل القوى الغربية المعادية للصين و”القوى الثلاث” ومقطع فيديو عبر الإنترنت حول شهادة أقارب متدربين في مركز التعليم والتدريب المهني، يزعم زورا أن الصين نفذت “القمع الوحشي” لأبناء “تركستان الشرقية”، وأن هناك ما يزيد عن 3 ملايين من أبناء “تركستان الشرقية” تم احتجازهم في “معسكرات اعتقال” ويعانون من تعذيب لا يمكن تصوره، وأن النساء الويغوريات تعرضن للمعاناة والإهانة في “معسكرات الاعتقال”.
وفيلم ((الويغور يعانون في معسكرات الاعتقال)) يزعم زورا أن الويغور تعرضوا لـ “القمع” في الصين على مدار 10 سنوات، وأن الحكومة الصينية تتعامل معهم على أنهم إرهابيون وتضعهم في “معسكرات إعادة التثقيف”. وفي حقيقة الأمر، تعد جميع مراكز التعليم والتدريب المهني التي تم إنشاؤها وفقا للقانون في شينجيانغ، مدارس بطبيعتها، ولا تختلف بشكل جوهري عن “دي دي بي” (برنامج الامتناع وفك الارتباط) في بريطانيا و”مركز اجتثاث التطرف” في فرنسا، فكلها تعتبر محاولات مفيدة واكتشافات وقائية إيجابية لمكافحة الإرهاب واجتثاث التطرف، تستهدف القضاء على الإرهاب والتطرف الديني من المنبع.
يلتزم مركز التعليم والتدريب المهني بمفهوم “توفير الفرص التعليمية والاقتصادية لأعضاء الجماعات المتطرفة العنيفة وتشجيعهم على الابتعاد عن الجماعات المتطرفة العنيفة”، الذي تدعو إليه ((خطة عمل الأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف))، فهو يتفق تماما مع مبادئ وروح ((استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب)) ويعتبر إجراء مهما لاجتثاث التطرف.
وإن الزعم بأن هناك “أكثر من مليون ويغوري قيد الاحتجاز” غير جدير بالتصديق بدرجة أكبر. وحسبما أفاده موقع “غراي زون” الأمريكي، فإن هذه البيانات هي “استنتاج” للموقع الإلكتروني لـ “المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين” وتستند إلى مقابلات مع ثمانية من الويغور وتقديراتهم التقريبية، ولا تستطيع الوقوف في وجه الفحص الدقيق على الإطلاق.
وفي أغسطس 2019، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة (مجلس الوزراء) الصيني كتابا أبيض بعنوان “التعليم والتدريب المهني في شينجيانغ”، الأمر الذي وضّح بشكل منهجي الخلفية الواقعية والأساس القانوني ومحتوى التعلم والإجراءات الإدارية والنتائج الملحوظة لأعمال التعليم والتدريب. وفي أغسطس 2020، بثت القناة الدولية الصينية لتلفزيون الصين المركزي فيلما وثائقيا بعنوان ((الأكاذيب والحقيقة: التعليم والتدريب المهني في شينجيانغ)) والذي يعرض بوضوح ظروف التعلم والمعيشة للمتدربين في مركز التعليم والتدريب المهني من خلال أشخاص حقيقيين وقصص ومشاهد حقيقية، مما دحض على نحو فعال الأكاذيب والمغالطات من قبل بعض القوى المعادية للصين.
وعلى سبيل المثال، كتاب ((الضباب: غروب الشمس في تركستان الشرقية)) يزعم أن الحكومة الصينية تنفذ سياسة “المحو الديني” في شينجيانغ. وفي الحقيقة، إن شينجيانغ تنفذ على نحو شامل سياسة احترام وحماية حرية المواطنين في الاعتقاد الديني، وتضمن أن المواطنين المتدينين وغير المتدينين يتمتعون بحقوق متساوية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. إن البلد يحمي الأنشطة الدينية العادية.
وانطلاقا من العمل الفعلي، هناك أربعة محاور يجب الإشارة إليها:
أولا، تحظى الأنشطة الدينية المشروعة للمسلمين من جميع المجموعات العرقية بالحماية. وإن المسلمين من جميع المجموعات العرقية يمكنهم ممارسة الأنشطة الدينية العادية على أساس رغبتهم الشخصية حسب التعاليم واللوائح والعادات التقليدية للدين في المساجد أو المنازل على حد سواء. كما أن الحكومة تنظم الطائرات المستأجرة للمسلمين من أجل تأدية مناسك الحج في مكة بالسعودية كل سنة وتقدم الخدمات طوال الرحلة، باستثناء سنة 2020 التي تم فيها إلغاء الحج بعد اندلاع وباء كوفيد-19.
ثانيا، ضمان نشر وتوزيع أمهات الكتب الدينية الإسلامية. وتقوم لجنة توجيه الشؤون الإسلامية في شينجيانغ، والتي أسستها الحكومة خصيصا، بتنظيم نشر العديد من أمهات الكتب الإسلامية بما فيها ((القرآن)) و ((ومختصر صحيح البخاري)) باللغات الصينية والويغورية والقازاقية والقرغيزية، حيث توسعت إمكانية وصول المسلمين إلى المعلومات الدينية.
ثالثا، عدد الكوادر الإسلامية المحترفة ازداد بشكل ملحوظ. فهناك 10 معاهد إسلامية في شينجيانغ وهي معهد شينجيانغ الإسلامي وفروعه الثمانية في أنحاء شينجيانغ بالإضافة إلى مدرسة شينجيانغ الإسلامية لعلوم القرآن. وهذه المعاهد يلتحق بها الطلاب الجامعيون وطلاب المعاهد العليا وطلاب المدارس الثانوية حسب الطلب، مما يضمن التوارث السليم للدين الإسلامي.
رابعا، حق الأوساط الدينية في المشاركة في شؤون الدولة ومناقشتها مضمون على نحو شامل. وهناك أكثر من 1000 شخصية دينية من مختلف المجموعات العرقية تعمل كنواب أو أعضاء في مجالس نواب الشعب أو مجالس المؤتمر الاستشاري السياسي على مختلف المستويات، وتمارس حقها في الرقابة الديمقراطية ومناقشة شؤون الدولة. وبينما تضمن شينجيانغ حرية الاعتقاد الديني، فإنها تولي اهتماما بالغا لحماية المساجد وترميمها.
كما يجب التأكيد هنا على أن أغلبية المساجد في شينجيانغ بُنيت في الفترة ما بين ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين أو قبلها، وبعضها بُني من الطين، والبعض كان ضيقا، والبعض الآخر كانت حالته سيئة. ومن ثم، فإنه كلما هبت عاصفة أو نزل المطر، تعطلت الأنشطة الدينية العادية، ناهيك عن أنه عندما يقع زلزال، تصبح سلامة المسلمين مهددة. وفضلا عن ذلك، فإن بعض المساجد صُممت بشكل غير مناسب، مما تسبب في صعوبة أداء الشعائر الدينية بالنسبة للمسلمين.
وإلى جانب تجديد الأحياء العشوائية في المدن وتنظيم تجمعات السكان في المناطق الريفية وإعادة التوطين من أجل التخفيف من حدة الفقر، فإنه في السنوات الأخيرة، ومع تسارع عملية الحضرنة وتنفيذ استراتيجية النهوض الريفي واستجابة لدعوة وطلب المسلمين المحليين، عالجت الحكومات المحلية المعنية مشكلة المساجد المتداعية من خلال بناء المساجد ونقل مواقعها وتوسيعها، وكل هذه الإجراءات تم اتخاذها تماشيا مع خطة التنمية الحضرية والريفية. وشعر المسلمون بالرضا إزاء المساجد الأفضل والأكثر أمانا.
ولغاية الآن، يمكن للمساجد في شينجيانغ أن تلبي حاجة المسلمين بشكل تام. وفي 3 نوفمبر 2020، أصدرت الجمعية الإسلامية في شينجيانغ ((التقرير حول واقع الاعتقاد الديني في شينجيانغ)) والذي يستعرض على نحو شامل وضع حرية الاعتقاد الديني في شينجيانغ. وحظيت سياسة احترام وحماية حرية الاعتقاد الديني في شينجيانغ بتقدير إيجابي من المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول المسلمة. وفي مارس 2019، أصدر مجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي قرارا للإشادة بالجهود المبذولة من قبل شينجيانغ في توفير الرعاية للمسلمين.
على سبيل المثال، زعم كتاب ((حل المشاكل غير القابلة للتجزئة بالصين: الفصول التعليمية بشينجيانغ وهوية الويغور)) والفيلم الوثائقي ((ويغور شينجيانغ: الصين، أين أطفالي)) أن “الحكومة الصينية تأخذ أطفال الويغور “إلى معسكرات احتجاز رسمية وتجبرهم على الانفصال عن والديهم”. كما نعرف جميعا، تتمتع منطقة شينجيانغ بمساحة شاسعة، والمسافة بين القرى والبلدات بعيدة، لذلك فإنه من غير المريح تماما للطلبة أن يذهبوا إلى المدارس، وإنه من الصعب على الوالدين أن يصطحبوا أولادهم في الذهاب إلى المدرسة والرجوع منها. ولأجل حل هذه المشكلة، تم تأسيس قرابة 400 مدرسة داخلية ابتدائية وثانوية في شينجيانغ بداية من الثمانينيات من القرن الماضي.
وفي السنوات الأخيرة، قامت الدولة بتدابير لتقوية أعمال بناء المدارس الداخلية. وحسب المتطلبات، قامت منطقة شينجيانغ بالتخطيطات العلمية والمناسبة تماشيا مع تطور الحضرنة الجديدة، وتنفيذ إستراتيجية النهوض الريفي، واتجاه التغيير بالنسبة للأطفال المحليين في سن المدرسة، علاوة على عناصر مثل الجغرافيا والنقل والبيئة والسلامة. وتلتزم أعمال بناء المدارس الداخلية على نحو صارم بمعايير البناء ذات الصلة على مستوى الدولة والمنطقة، مع إكمال جميع مرافق التعلم والمعيشة بشكل كبير. ويتم ضمان طواقم المعلمين في المدارس الداخلية من خلال التوظيف والتدريب وبرنامج التعليم الداعم من المقاطعات الداخلية وخدمات الشراء الحكومية.
وفي مرحلة التعليم الإلزامي، يكون الطلبة في المدارس الداخلية معفيين من الرسوم الدراسية ورسوم الكتب الدراسية، مثل الطلبة في المدارس الأخرى. أما الطلبة في المدارس الداخلية الريفية، فيكونون معفيين من رسوم الطعام والسكن ويتمتعون بإعانات معيشية خاصة. ويتم منح كل طالب في مدرسة ابتدائية 1250 يوانا في كل عام دراسي، وكل طالب في مدرسة إعدادية 1500 يوان في كل عام دراسي، الأمر الذي يخفض على نحو فعال الأعباء المالية عن كاهل أسر هؤلاء الطلبة.
وبالنسبة إلى إقامة الطلبة داخل المدرسة من عدمه، فإن الأمر متروك تماما للطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم للاختيار الطوعي. ولم تقم المدارس الداخلية في شينجيانغ بأي تقييد للاتصالات بين الطلبة وأولياء أمورهم. ويذهب طلبة المدارس الداخلية إلى منازلهم في نهاية كل أسبوع. ويذهب الطلبة إلى المدارس صباح يوم الاثنين من كل أسبوع ويعودون إلى المنازل بعد انتهاء الدراسة بالمدرسة بعد ظهر يوم الجمعة. ويبقى الطلبة في منازلهم في الإجازات وعطلتي الشتاء والصيف. وإذا لزم الأمر، يمكن للطلبة أن يطلبوا مغادرة المدرسة في أي وقت.
ولأجل تيسير الاتصال بين أولياء الأمور والطلبة، تم تجهيز كل مهجع في المدرسة بهاتف، ويمكن أن يتصل الطلبة بآبائهم في أي وقت. ويوجد رقم تليفون المعلم المشرف لكل فصل مع جميع أولياء أمور الطلبة، ويمكن لأولياء الأمور أن يتصلوا بالمعلم المشرف عند الضرورة. إن الزعم القائل بـ “إجبار أطفال الأقليات العرقية على الالتحاق بالمدارس الداخلية، مما يؤدي إلى فصل اللحم عن الدم” هو افتراء تام.
وعلى سبيل المثال، قام كتاب ((التعقيم واللولب الرحمي وتنظيم الأسرة الإجباري: حركة الحزب الشيوعي الصيني لقمع معدل ولادة الويغور في شينجيانغ)) بتحليل ما يسمى بـ”الإحصاءات الرسمية للصين” وزعم أن “شينجيانغ قامت بإبادة جماعية ضد الويغور وأقليات عرقية أخرى”. ويُجري فيلم ((نبضة: معسكرات إعادة التثقيف في شينجيانغ)) مقابلات مع أفراد من الأقليات العرقية في شينجيانغ وتشينغهاي ونينغشيا، علاوة على من يُطلق عليهم “الناجون من مركز التعليم والتدريب المهني” في قازاقستان، مدعيا أن الصين انخرطت في “إبادة جماعية” في شينجيانغ بدعوى مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف.
ويزعم فيلم ((أدلة تتهم الصين بإجبار النساء الويغوريات على التعقيم)) أن “الحكومة الصينية تجبر النساء الويغوريات على التعقيم أو تركيب وسائل منع الحمل في محاولة للحد من أعداد الويغور”. ويذكر كتاب ((مذبحة الويغور)) الذي له اسم إنجليزي آخر هو ((أسوأ من الموت: التفكير بشأن الإبادة الجماعية للويغور))، وهو كتاب كتبه باللغة الويغورية ميميتيمينغ آيلا، الرئيس السابق لـ”جمعية الويغور في أستراليا”، يذكر زورا أن الشعب الويغوري يواجه إبادة جماعية ويعاني من غسيل الدماغ والتعذيب والاغتصاب ونزع أعضاء الجسد وعمالة السخرة ويموتون في النهاية. وفي الحقيقة، تظهر البيانات الرئيسية للإحصاء الوطني السابع في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم أن إجمالي عدد السكان في شينجيانغ وعدد سكان الويغور قد حافظا على اتجاه نمو قوي، ومن ثم، فإن ما يسمى بمشكلة “الإبادة الجماعية” محض هراء.
وعلى سبيل المثال، قام شون آر. روبرتس ، أستاذ مشارك لممارسات الشؤون الدولية ومدير برنامج بحوث التنمية الدولية في كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، قام بتأليف كتاب ((حرب الويغور)) وزعم فيه أن “النظرية القائلة بأن شينجيانغ أراض صينية منذ العصور القديمة هى من اختراع الحكومة الصينية ومفروضة على الويغور بوصفها تاريخ شينجيانغ”، من خلال ما يسمى بـ”المقابلات المكثفة مع الويغور ومجتمعات اللاجئين والمنفيين من شينجيانغ”. كما يشوه الصين بقوله إن الصين تتبنى “سياسة قمع الشعب الويغوري” وتحتجز الويغور بشكل تعسفي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف، الأمر الذي يؤدي إلى احتواء الشعب الويغوري وتهميشه.
ويختلق كتاب ((التاريخ العام للويغور)) الذي كتبه نابيجيانغ توآرشيون، محرر راديو آسيا الحرة، ونشره ما يسمى بمعهد بحوث الويغور، يختلق أن تاريخ “تأسيس جمهورية تركستان الشرقية” يرجع إلى حوالي عام 1944. ويشوه كتاب ((التاريخ السياسي للويغور:1949-2012)) الصين بزعم “احتلال تركستان الشرقية وقمع الويغور”. وفي الحقيقة، ظلت شينجيانغ منذ زمن بعيد جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وفي عام 60 قبل الميلاد، تم ضمها إلى الأراضي الصينية وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الصين التي كانت دولة موحدة متعددة الأعراق.
وفي تاريخ الصين، لم يطلق على شينجيانغ اسم “تركستان الشرقية” مطلقا، ناهيك عن اسم “دولة تركستان الشرقية”. وفي يوليو عام 2019، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض بعنوان “مسائل تاريخية مُتعلقة بشينجيانغ”، حيث تناول تلك النقطة بالشرح المفصل. كان الأتراك (توجوي باللغة الصينية) من البدو الرحل الذين نشأوا في جبال آلتاي في منتصف القرن السادس. وتم إنشاء الخانات التركية ذات الأراضي الشاسعة تباعا (والتي انقسمت لاحقا إلى خانات تركية شرقية وخانات تركية غربية).
وفي أواخر القرن الثامن، تشتت الأتراك البدو مع انهيار آخر خاناتهم. واختلطوا مع القبائل المحلية أثناء هجرتهم إلى آسيا الوسطى وغربي آسيا، غير أن تلك الشعوب التي تشكلت حديثا كانت مختلفة جوهريا عن الأتراك القدماء. وأثناء الفترة بين القرن الـ18 والنصف الأول من القرن الـ19، ومع قيام الغرب بالتمييز بين اللغات التركية المنوعة (فروع اللغات الألطية)، صاغ عدة علماء وكتاب أجانب مصطلح “تركستان” للإشارة إلى المنطقة الواقعة جنوب جبال تيانشان وشمال أفغانستان، والتي غطت تقريبا المساحة من جنوبي شينجيانغ إلى آسيا الوسطى. وأطلقوا على المنطقتين على جانبي جبال بامير اسم “تركستان الغربية” و “تركستان الشرقية”.
وفي مطلع القرن الـ20، ومع دخول أيديولوجيات “القومية التركية” و “الوحدة الإسلامية” إلى شينجيانغ، قام الانفصاليون داخل الصين وخارجها بتسييس المفهوم الجغرافي وتلاعبوا بمعناه، وحرضوا جميع المجموعات العرقية على التحدث باللغات التركية واعتناق الإسلام، للانضمام لإقامة دولة “تركستان الشرقية” الدينية. وليس من الصعب أن نرى أن الدعوة إلى ما يسمى بـ “دولة تركستان الشرقية” أصبحت أداة سياسية وبرنامجا للانفصاليين والقوى المعادية للصين في محاولة لتقسيم الصين. إن الزعم بـ”احتلال تركستان الشرقية واضطهاد الويغور” أمر سخيف وغبي، وهى “نظرية مؤامرة” نموذجية.
على سبيل المثال، تزعم كتب مثل ((المسافرون)) و((الحرب ضد الويغور)) زورا أن شينجيانغ تتبنى نمط تنمية اقتصادية “افتراسيا واستعباديا”، وهذه ليست الحقيقة على الإطلاق.
أولا، تلتزم شينجيانغ بفلسفة التنمية الجديدة وتسرع التنمية الاقتصادية عالية الجودة. ومن عام 2014 إلى عام 2019، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة شينجيانغ من 919.59 مليار يوان إلى 1359.71 مليار يوان، بمتوسط نمو سنوي قدره 7.2 بالمائة. وارتفعت إيرادات الميزانية العامة من 128.23 مليار يوان إلى 157.76 مليار يوان، بمتوسط نمو سنوي بلغ 5.7 بالمائة. وبفضل التحسن المستمر للبنية التحتية، دخلت جميع الولايات والمدن “عصر الطرق السريعة”.
ثانيا، تحسنت سبل عيش الناس من جميع المجموعات العرقية بشكل ملحوظ. ومن عام 2014 إلى عام 2019، بلغ متوسط النمو السنوي لنصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان شينجيانغ 9.1 بالمائة. وتم إكمال بناء أكثر من 1.69 مليون منزل في إطار مشروع الإسكان الريفي و1.56 مليون منزل في إطار مشروع الإسكان الحضري ميسور التكلفة، وانتقل أكثر من 10 ملايين شخص إلى منازل جديدة. وتحسن مستوى الخدمات العامة الأساسية في المناطق الحضرية والريفية بشكل مستمر، وتحسن نظام الضمان الاجتماعي بشكل تدريجي، وتم تنفيذ الفحص البدني المجاني، وتحسنت المرافق الطبية في المناطق الزراعية والرعوية بشكل كبير، ووصل معدل توحيد المعايير الخاصة بالمستشفيات في البلدات والعيادات القروية إلى 100 بالمائة. وبلغت نسبة الاشتراك في التأمين الصحي الأساسي للمقيمين 99.7 بالمائة.
ثالثا، لقد حققت شينجيانغ انتصارا شاملا في التخفيف من حدة الفقر. ووفقا للمعيار الحالي، تم انتشال 3.0649 مليون شخص فقير من براثن الفقر، وتخلصت 3666 قرية فقيرة من الفقر، وتمت إزالة 35 محافظة فقيرة من قائمة المحافظات التي تعاني من الفقر، ليتم على نحو تاريخي حل مشكلة الفقر المدقع التي استمرت لآلاف السنين.
ومن عام 2014 إلى عام 2019 ، زادت المدفوعات المحولة من الحكومة المركزية إلى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير من 263.69 مليار يوان إلى 422.48 مليار يوان، بمتوسط نمو سنوي قدره 10.4 بالمائة. وفي خلال ست سنوات، تجاوز الدعم المالي لمنطقة شينجيانغ 2000 مليار يوان.
عززت المقاطعات والمدن الداعمة الـ19 من دعمها الشامل لمنطقة شينجيانغ، حيث استثمرت 96.4 مليار يوان في شينجيانغ (بما في ذلك فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير)، ونفذت أكثر من 10000 مشروع دعم في شينجيانغ، وقدمت 1684 مليار يوان إلى شينجيانغ من قبل الشركات في هذه المقاطعات والمدن، وتم استثمار أكثر من 700 مليار يوان من الشركات المركزية المملوكة للدولة. وأثبتت الحقائق تماما أن ما يسمى بنموذج التنمية الاقتصادية “الافتراسي والاستعبادي” لشينجيانغ غير معقول ولا يتوافق مع الواقع، ولا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق.
“المنتجات الثقافية” المناهضة للصين في خارج البلاد والمتعلقة بمنطقة شينجيانغ تحول عددا من “الممثلين والممثلات” الذين ارتكبوا جرائم وفسادا أخلاقيا وممارسات سيئة إلى ما يسمى “أطراف” و”ضحايا” و “شهود رئيسيين”، وتختلق ما يسمى “تجربة في مركز التعليم والتدريب المهني” “و” تجربة مؤلمة “، في محاولة لتحفيز الجمهور على المواساة وكسب تعاطف المجتمع الدولي ودعمه، حيث تعد الوسائل التي يتبنونها قذرة للغاية.
إذا ألقينا نظرة فاحصة على “المنتجات الثقافية” التي لفقتها القوى المعادية للصين والمتعلقة بشينجيانغ، فسنجد أن معظمها قصص وأشياء غير معقولة وبعيدة الاحتمال تم تجميعها على نحو متدني المستوى ومضطرب المنطق، حيث بادرت تلك القوى إلى إطلاق افتراضات لا أساس لها ووجهت اتهامات غير مبررة إزاء الأعمال المتعلقة بشينجيانغ وأيدت “افتراض الإدانة”، وقامت حتى بتبديل المفاهيم وطمس الحدود بشكل عمدي. وفضح كل ذلك الدوافع الخفية المشينة للقوى المعادية للصين، ما جعل الأمر واضحا أنه لا يوجد شيء لن تفعله تلك القوى عندما يتعلق الأمر بتشويه صورة شينجيانغ.
وفقا لتحقيقاتنا، فإن منتجي “المنتجات الثقافية” الخارجية المناهضة للصين والمتعلقة بشينجيانغ ينتمون إلى كافة الفئات. بعضهم يطلق عليه وصف “علماء” و”مؤسسات الفكر البحثية” والبعض الآخر ممن يُطلَق عليهم اسم “منظمات غير حكومية”. ورغم وظائفهم، إلا أنهم لديهم نفس الخلفية السياسية وينخرطون في أنشطة بذات القدر من الانحطاط.
وفي ضوء ما سلف ذكره، فإنه تحت ستار “نشر الثقافة”، تقوم القوى الغربية المعادية للصين ممثلة في الولايات المتحدة في الواقع بتشويه شينجيانغ في جميع أنحاء العالم بهدف خداع الأجانب الذين لا يدركون الحقائق جيدا، وذلك من خلال الوسائل والدوافع القبيحة والشريرة للغاية لتلك القوى. ورغم ذلك، فإن الأفعال أبلغ من الأقوال ويمكن للناس أن يميزوا الصواب من الخطأ. إننا نعتقد اعتقادا راسخا أن الاستقرار والوئام الاجتماعي في شينجيانغ لا يمكن أن يتضرر من مجرد “كتب” مزعومة؛ ولا يمكن إنكار الوحدة العرقية والتناغم الديني في شينجيانغ من خلال بعض “الأفلام” فقط؛ ولا يمكن تشويه المساعي المستمرة الرامية إلى تحقيق سبل عيش وسعادة أفضل لجميع المجموعات العرقية في شينجيانغ من خلال حفنة من “الصور الكرتونية”. إننا نحث القوى الغربية المعادية للصين، مثل الولايات المتحدة، على وقف حيلها الوضيعة. فالأكاذيب لا يمكن أن تصبح حقيقة وأن ترددت ألف مرة. وإن أصحاب البصيرة في جميع أنحاء العالم يمكنهم تمييز الحقيقة.