وقال تشانغ إن الظروف الطبيعية في موريتانيا، البلد الرابض في شمال غربي أفريقيا وتشكل الصحراء 80 في المائة من مساحته، لديه العديد من القواسم المشتركة مع مسقط رأسه، نينغشيا. ومع المناخ الجاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، يواجه هذا البلد تحديات هائلة في تنميته الزراعية.
وأصبح معرض الصين والدول العربية، الذي أقيم لأول مرة عام 2013، منصة مهمة للصين والدول العربية لتعزيز التعاون البراغماتي والتعاون عالي الجودة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وفي عام 2015، أنشأت وزارة التجارة الصينية وحكومة نينغشيا المحلية مركزا نموذجيا لتكنولوجيات تربية الماشية في موريتانيا كجزء من جهود الصين لتعزيز التعاون الزراعي مع الدول العربية.
وعُيّن تشانغ مسؤولا عن المركز، وقام جنبا إلى جنب مع المجموعة الأولى من الخبراء الصينيين الذين تم إرسالهم إلى موريتانيا بتزويد السكان المحليين بالإرشادات الفنية حول تربية الماشية وإنتاج الأعلاف ومعالجتها.
هذا وتعتبر تربية الماشية واحدة من الصناعات الأساسية في موريتانيا، ولكن النموذج الرعوي التقليدي في البلاد قد ألحق أضرارا وخيمة بالبيئة الإيكولوجية المحلية. وقال تشانغ: “بما أن الماشية تتغذى عادة على العشب، فإن تحقيق زراعة المحاصيل العلفية على نطاق واسع في الصحراء يعد أمرا أساسيا للتنمية المستدامة لصناعة الماشية في موريتانيا”.
وتم إرسال رن شيويه شان، وهو خبير في العشب من نينغشيا، للعمل في المركز النموذجي في عام 2017. وبعد زراعة ما يربو على 40 صنفا من المحاصيل العلفية في الصحراء وإجراء العديد من اختبارات المقارنة، حدد رن الخيارات الأكثر ملاءمة لظروف الطقس والتربة المحلية، ألا وهي: البرسيم الحجازي وعشب قاودان.
وفي هذا السياق، قال رن: “يُزرع هذان الصنفان على نطاق واسع في شمالي الصين، وهما مقاومان للحرارة والبرودة أيضا، كما أنهما ملائمان للتربة الرميلة، مما يجعلهما أنواع العشب المثالية للرعي في موريتانيا”.
علاوة على ذلك، لقد أدخل المركز أساليب الري الموفرة للمياه إلى موريتانيا، بما في ذلك الري بالتنقيط والري بالرش، وشجع على استخدام الأسمدة العضوية مثل روث الماشية والأغنام لتحسين جودة التربة.
ومن خلال مجموعة من التقنيات، زرع المركز النموذجي قرابة ألف مو (حوالي 67 هكتارا) من المحاصيل العلفية في بعض من المناطق الأقل خصوبة في العالم، ونجح في تحويل الصحراء الجرداء إلى أرض خضراء مع تنويع أعلاف الماشية المحلية.
وعلى مدى السنوات الفائتة، توسعت زراعة البرسيم الحجازي وعشب قاودان في المزيد من المناطق في جميع أنحاء موريتانيا وحازت على ثناء المحليين. وتقديرا لمجهودات رن، منحه الرئيس الموريتاني وساما وطنيا لمساهمته البارزة في تحسين التقنيات الزراعية للبلاد في عام 2019.
وبالإضافة إلى توفير خيارات تغذية وفيرة ومغذية للما%B