شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
عبد الاله جبر المهنا*
#عبدالاله جبر المهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية العراقية الأُولى-الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.
عندما تم الإعلان رسميا عن قيام جمهورية الصين الشعبية في الاول من اكتوبر 1949؛ هذا الحدث جاء بعد ثمانية وعشرين عاما من انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الشيوعي الصيني, آنذاك، كانت الصين عبارة عن اجزاء مقطّعة كمغانم بين عدة دول، ولكم أن تتصورا بلدا كبير المساحة مقسّم بين الدول الطامعة، فقد كان أول أهداف الحزب الشيوعي الصيني هي توحيد البلد بعد طرد المحتلين الغزاة الذين استباحوا الأرض والإنسان. كان الانسان ضائع، أجساد بلا أرواح بفعل تفشي المخدرات والافيون، حيث كانت العامل الرئيسي في تدمير المواطن الصيني.
مهمة غير سهلة ولكنها ليست مستحيلة، وفعلا تم خوض حرب ضد الافيون وضد المحتل، ونظرا للمساحة الشاسعة مع تعداد السكان الهائل وتنوعها القومي والجغرافي، من غابات وسهول ومناطق جبلية وعرة وصحارى، بالإضافة إلى سواحلها التي تمتد من بحر الصين الجنوبي إلى بحر الصين الشرقي، إذ ورثت القياده الصينية بلدًا مفككًا نتيجة لإنهاء سيطرة السلالات الملكية، ولكن الحزب قاد حملة تحرير الصين وتوجت بالنصر عام 1949، حيث خاضت الجماهير الصينية حروب التحرير.
وفي الأول من اكتوبر 1949 أعلن الزعيم ماو سي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية، واستمر الحزب بسياسة بناء الدولة والهئات الاقتصادية والعلمية، كان الشعب يعاني من الفقر والأمية مع ضعف الموارد الإقتصادية ودمار البنية التحتية بسب الحروب التي جرت خلال سنوات التحرير.
توّجت نضالات الشعب الصيني عام 1978 بطرح مبادرة الاصلاح والانفتاح.
وانطلقت الصين انطلاقة جبارة، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد بالعالم والأسرع نموا، وخلال أربعين سنة ازدادت القوة الشرائية للمواطن الصيني، وكان هناك أكثر من مليار مواطن صيني يعانون من الفقر قبل طرح مبادرة الاصلاح والانفتاح، والآن تم القضاء على الفقر بالكامل وفق الخطة التي وضعتها قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حيث تم القضاء على الفقر في عام 2018، حيث ارتفع دخل المواطن الصيني بشكل كبير، مع ازدياد الوحدات السكنية، حيث تم بناء وحدات سكنية خلال 40 سنة، ما يعادل ما بنته امريكا خلال 200 سنة.
ونتيجة لما وصلت اليه الصين من ازدهار اقتصادي، طرحت مبادرة الحزام والطريق، لكون الصين أصبحت مركز التجارة العالمي، و شهدت بناء شبكة للسكك الحديدية والمطارت والموانئ، واستثمرت الصين 20 ترليون يوان صيني خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2019، وشهدت بالتالي التسارع الحضاري المنشود وإنجاز بناء 640 مدينة حضارية، وكانت نسبة هذا التسارع بحدود 60% وفق الحضرنة ووفق الخصائص الصينية، وقد رافق ازدياد المدن البناء العلمي والطبي والبُنى التحتية، وكانت هذه المدن قد ساهمت في دعم التطور المُستدام للاقتصاد، وما زال الحدث الأهم والأكبر هو انتشال مئات الملايين من حالة الفقر، عبر السنوات الماضيات، علمًا أن عام 2020 هو التاريخ الذي تم تحديده للقضاء على الفقر نهائيا، وتم ذلك.
وبعد القضاء عليه أصبح الهدف هو توفير حياة رغيدة، وهذه كانت من أولويات سياسة الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بنغ الذي يعرف جيدا مرارة الفقر، حيث عاشه ولمس واحس بمعانته. كانت جولات الرئيس شي جين بينغ في الاقاليم الصينية كثيرة جعلته قريبا من مشاكل المواطن الصيني، مما حدا بالقيادة الصينية اإلى ٕتخاذ قرار بناء المدن النموذجية في الأرياف وتمت مساعدة فقراء الفلاحين لتطوير الزراعة حيث تم إنتاج محصولات زراعية وبكميات كبيرة جدا غطت الاستهلاك المحلي، وكان هناك فائض في الإنتاج تم تصديره للخارج.
وهنا أصبحت تجربة الصين بالقضاء على الفقر محط تقدير وإعجاب واستلهام للآخرين، بالإضافة الى تجربة مكافحة الفساد. وقد شهد قطاع التربية والتعليم هو الاخر تقدم واسع وسريع، وإتّساقا مع توجيهات الرئيس شي جين بينغ ببناء دولة العلم والابتكار، كان لدعم الحكومة المركزية والحكومات المحلية للتعليم الأثر البالغ في تطوره، وكان يخصص مبلغ هائل من الميزانية لقطاع التعليم، مما جعله يرفد كافة القطاعات الأخرى بالبحوث والابتكارات العلمية.
من الأول من أكتوبر 1949 إلى الأول من أكتوبر 2020 أصبحت جمهورية الصين من أكثر الدول في مجال الإبتكار والاختراعات والبحوث العلمية في كافة المجالات الاخرى، إذ كانت هذه إستراتيجية إدارة الدولة بعد الاصلاح والانفتاح ومبادرة الحزام والطريق، ما جعل حياة المواطن أسهل مما كانت عليه، وكانت هناك منطلقات إستراتيجية للتنمية والبناء بالرغم من الظروف الصحية التي تمر بها الصين والعالم نتيجة لفايروس كوفيد19 ، وفعلا تم وضع ملايين الصينيين في طريق الرفاهية ودعم المواطن الصيني دعما حقيقيا، وكانت من مميزات العقود الماضية هي مكافحة الفقر على مستوى العائلة الواحدة وصولا لكل المناطق والتجمعات السكانية.
ان ما أنجزته الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني يعتبر انجازا إعجازيا بكل المستويات، قد لا تستطيع ان تنجزه امم اخرى خلال قرون .
تحية للحزب الشيوعي بقيادة أمينه العام الزعيم شي جين بينغ، ومزيدا من التقدم والازدهار لجمهورية الصين الشعبية .