بقلم د.بن خالد عبد الكريم،
*أستاذ محاضر بالجامعة الأفريقية بالجزائر، عضو الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين.
الصين اسم مرتبط بواحدة من أقدم الحضارات التي ظهرت على طول وادي النهر الأصفر هي ذلك العملاق الاقتصادي الذي يهيمن على قطاع الصناعة والزراعة والتجارة في العالم حيث انه في غضون السنوات العشرين الماضية، بلغ متوسط النمو السنوي لإجمالي الناتج المحلي الحقيقي الصيني 9.9%، ما حول اقتصاد الصين إلى أحد المحرّكات الرئيسية للنمو بين عامي 2000 و2009، نمت مساهمة اقتصاد الصين في إجمالي الناتج العالمي الاسمي (بالدولار الأمريكي ) من 3.7% فقط، إلى 8.1% وهي بلد القارة التي جمعت كل عناصر النهضة في اكبر سكاني في المعمورة وثاني أكبر مساحة على الأرض وأكبر تنوع ثقافي بما في ذلك الفنون والعلوم والطبخ والأدب بحيث مازلنا نتمتع بها الى الان بالرغم من ان كلا من الموسيقى والرسم في الصين القديمة شهدا تطورا ملحوظا لكن أدب الأناشيد القصيرة والاسطورية المبدعة المعروفة الى يومنا الحاضر الذي يؤرخ للتاريخ العريق و المستمر لأكثر من ثلاث الاف سنة يشكل الهوية الثقافية المشرقة التي تفتخر بها الامة الصينية اضافة الى المساحة الجغرافية والحجم الديموغرافي للأمة الصينية والمتمثلة في المجموعات العرقية المختلفة التي لكل منها لهجات وعادات وتقاليد.
والامر اللافت للنظر ان هذه الدولة قد استمدت اصل حضارتها الحديثة من ثقافتها وحضاراتها التي تعود الى تعاليم كونفوشيوس في كتابه الحوار الذي يعتبر أم المصادر للثقافة الصينية القديمة فمن لم يدرس “الحوار” تعذر عليه ان يلم بالحضارة الصينية القدية التقليدية التي امتدت متسلسلة في لألاف السنين وحتى في غضون العصر الحالي بدأ المجتمع البشري كله يولي بناء الحضارة الايكولوجية اهتماما اكبر فاكبر على مقولة كونفوشيوس “تقدير ارادة السماء ان يدل على قيمة جديدة في حياتنا اليوم واصغاء البشرية الى صوت الطبيعة باعتبار الطبيعة عالما من حياتنا العظمى بكل خشوع واهتمام وعلى كونها الرسالة المقدسة الواقعة على عاتقها ومصدر قيمة الحياة في الوقت نفسه”.
اضافة الى نتنوع مصادر اقتصادها الملفت للانتباه حيث لا تمثل المؤسسات المملوكة للدولة الجانب الوحيد من الاقتصاد الصيني ولكن الشركات الخاصة والأجنبية المختلطة في اطار الانفتاح على العالم عززت من مكانة الصين بين الامم من خلال مبادرات عديدة اهمها مبادرة الحزام والطريق والتي لها الدور البارز والاثر الاكبر في دفع تحول الحضارة الصينة من حضارة ذات طبيعة برية الى حضارة ذا طبيعة بحرية ومن حضارة ذات طبيعة زراعية الى حضارة صناعية ومعلوماتية ومن حضارة اقليمية الى حضارة ذات بعد عالمي هذه المبادرة التي صنعت معجزة نهضة الحضارة البشرية العريقة للصين من عملاق نائم الى عملاق ثائرا حضاريا ، مما عزز ثقة الصين ووعيها الحضاريين اتجاه العولمة عندما عانت الصين الانغلاق على نفسها الذي اربك التخطيط التنموي الصيني ، لكن مبادرة الحزام والطريق حسمت رؤية الصين بالمضي قدما في المسارين البري والبحري جنبا الى جبن مما اظهر اسبقية الصين الحضارية التقليدية على البحر ودعمت تطورها الحضاري البحري لتصبح بحق نموذج الدولة الحضارية التي تجمع بين الشقين مستفيدة من تجربة طريق الحرير التاريخي الذي ربط بين الشرق والغرب والذي اسس بدره لمبادرة الحزام والطريق .
بإلقائنا نظرة فاحصة على خريطة العالم ، نجد ان ممر مبادرة الحزام والطريق اصبح يضم مجموعة شرق اسيا الاقتصادية ، اما من الغرب فإنه يغطي مجموعة اوروبا الاقتصادية ليصبح بذالك أكبر ممر اقتصادي على مستوى العالم طولا وعمقا ، وما ساعد في ذالك التخطيط الدقيق في دمج الاقاليم الصينة في هذه العجلة التنموية ضمن نسق موحد ومشترك يفضي الى تحقيق الاهداف الاقتصادية والتجارية وحتى الثقافية من خلال اشراك العديد من المقاطعات والمدن المحلية الصينية و دخولها تباعا في عملية التخطيط والرؤية المتعلقة بهذه المبادرة المتكاملة في دفع عجلة النمو والتطوير من خلال اولا : تأسيس مقاطعات الحزام الاقتصادي والمتشكلة من المقاطعات التالية :
قانسو: قطاع الحزام الاقتصادي الذهبي، شينجيانغ: محور الحزام الاقتصادي ، شانشي : نقطة الارتكاز مهمة للحزام الاقتصادي ، تشينغهاي: الموقع الرئيسي للانفتاح نحو الغرب ، نينغشيا: نقطة الارتكاز الحزام الاقتصادي او يعرف بالمبادرة ، جوانغشي: الذي يعتبر مدخل هام وقطاع استراتيجي حيوي ، ييوننان : نقطة ارتكاز وممر محوي ، سهتشوان : ممر نقلي مهم ورافد اقتصادي للحزام الاقتصادي، تشونغتشينغ : ممر نقلي شامل عبر اليانغتسي وموقع للانفتاح على الداخل الصيني .
ومما سبق يمكنا ان نستنتج ان مبادرة الحزام والطريق تخطت المبادرة التي تشجع الشركات الصينية على الانطلاق نحو الخارج ولكنها اشركت ايضا المناطق الصينية على الانطلاق نحو الخارج لتؤسس مسارا جديدا بين الصين والعالم يتسم بالعمق والشمولية والتفاعلية لتحمل مسؤوليات مستقبلية كبرى، كل هذه المبادرات تهدف الى دمج الصين في بوتقة العولة من خلال ابتكار معاير عمل جديد من في ظل المبادرات الاحتكارية التي روجت لها وسائل الاعلام الأمريكية ك:اتفاقية الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادي ، واتفاقية الشراكة التجارية الاستثمارية عبر الاطلسي ، و كسر النزعة الأحادية وجعل الصين تلعب دورا عالميا هاما في تحقيق التوازن الدولي والاستفادة من خبرة الصين في مجال التنمية.
الحزب الشيوعي الصيني قاطرة النهضة الصينية الحديثة:
الملاحظ ان الحزب الشيوعي الصيني يعد بجد قاطرة النهضة الصينية الحديثة لما يحتويه من كفاءات ومهارات تنظيمية وادارية اضافة العمق الفكري العمق الفكري والعمل الديناميكية التي دامت مئة عام وأن خبرة الصين في الحزب الشيوعي الصيني التي تعد مدرسة رائدة في مجال الانظمة السياسية في العالم من خلال توحيد الشعب الصيني بجميع قومياته للعمل الجاد والاعتماد على النفس في تحقيق تحديث الصناعة والزراعة والدفاع الوطني والعلوم والتكنولوجيا, و التركيز الجيد على التنمية الاقتصادية , و المضي قدما لتحسين معيشة الشعب نتيجة وعي قيادات الحزب الشيوعي الصيني في اتباعها نموذجا يشجع الإصلاح الاقتصادي و الاصلاح السياسي بتوسيع هامش الحريات السياسية, وإصلاح النظام الانتخابي, وتشجيع كل اطياف المجتمع في المشاركة السياسية والمضي قدما في بناء النهضة الحضارية للصين, والاستقرار السياسي باعتباره الضمانة الوحيدة للوحدة الوطنية من خلال النظم الديمقراطية المنتجة في البلاد والحفاظ على المبادئ الاربعة للحزب وهي التمسك بخط الحزب الشيوعي، التمسك بتحرير الأفكار وطلب الحقيقة من الواقع، التمسك بخدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، التمسك بنظام المركزية الديمقراطية، الشيء الذي جعله حزب نابض بالحياة وناجح طيلة تاريخه الذي دام مائة عام في السلطة وتحقيق تحقيق لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصين الحديث وتحقيق المعجزة مما جعله يساهم في تنمية الاقتصاد العالمي وتحسين مستوى معيشة أكبر عدد من سكان الأمم والشعوب في اطارة مبادرة الحزام والطريق الذي اطلقه الرئيس شي جنغ بيغ.
الحزب الشيوعي الصيني والشرق الاوسط :
ان المتفحص للعلاقات الصينية العربية عموما والشرق الاوسط خصوصا يلاحظ التطور الملحوظ للعلاقات الصينية العربية من خلال المبادرات التي اطلقها القادة الصينين في على جميع الاصعدة ففي المجال السياسي التزم الحزب الشيوعي الصيني مبدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة والحكومات العربية والدعوة الى حل النزعات الداخلية عن طريق الحوار السياسي وبطريقة سلمية دون التدخل العسكري مثال : احداث سوريا واليمن والعراق وليبيا ……ولم تسعى يوما الصين الى التدخل العسكري في بلدان الشرق الاوسط عكس الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وايران الشي الذي الى تهديد امن واستقرار المنطقة ككل ،اما النقطة المفصلية في الشرق الاوسط الا وهي القضية الفلسطينية ومبادرة الاربع نقاط الصينية من بينها مبدأ حل الدولتين هي من المبادئ التاريخية التي ينادي بها القادة الصينين في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وذالك بدعوة كافة الاطراف المعنية إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة المعنية وحل الخلافات عن طريق المفاوضات وتدعيم السلام والاستقرار الاقليميين وجاء هذا بعد تصاعد وتيرة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بعد انحراف عملية السلام في الشرق الأوسط عن مسارها الأصلي وانتهاك حق الشعب الفلسطيني في بناء دولة مستقلة ، إضافة حدة المواجهات الفلسطينية – الإسرائيلية والنزاعات المتكررة حسب تصريح عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الرفيق وانغ يي الصين أمام مجلس الأمن.
النقطة الثالثة وهي ان الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ساعدت بلدان الشرق الاوسط في مجالات عديدة من بينها الاستثمارات الاقتصادية مع الدول العربية ودول الشرق الاوسط بالخصوص في اطار مبادرة الحزام والطريق ، اضافة الى سعي الصين على زيادة مشاركتها الاقتصادية مع دول منطقة الشرق الاوسط ، مما يدعم خدمة الطرقين بما دول الشرق الاوسط مما يعزز تطوير اقتصاداتها وبناء السلم الاجتماعي في هذه البلدان حيث قدرت واردات هذه البلدان من الصين حوالي 40 بالمئة وتقدر واردات الصين من هذه الدان من 10 الى 20 بالمئة من الغاز .
النطفة الاساسية الراهنة والتي تتمثل في مساعدة الصين لدول الشرق الاوسط في الحد من انتشار الفيروس التاجي ونقل الخبرة والمعدات الطبية لتلك البلدان والالتزام بمبدأ الانسانية مع هذه الدول واثبتت اخلاصها في الظروف الصعبة من خلال تعاونها مع هذه الاخرى وسط الوباء دليل على الارادة الداعمة لدول الشرق الاوسط التي تعاني نزاعات حادة وعدم استقرار داخلي في هاته البلدان.
مقترحات التعاون بين الحزب الشيوعي الصيني واصدقاءه العرب:
-تعزيز التبادلات بين الأحزاب السياسية في الدول العربية والحزب الشيوعي الصيني من الوصول الى رؤى وافكار مشتركة .
-الاستفادة من الافكار التنموية والتنظيمية للحزب من خلال مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وانشاء منصة لتعزيز تنمية الدول العربية.
-الاستمرار بالالتزام بالحياد الايجابي بشأن القضايا في الشرق الأوسط والحفاظ على السلام في المنطقة وفض النزاعات السياسية بالطرق السلمية.
-تعزيز فكرة والتعاون المشترك والمنفعة المتبادلة مع دول العربية ودول الشرق الاوسط.
-ايفاد بعثات طلابية الى الصين من اجل التعرف اكثر على التجربة الصينية وافكار الحزب الشيوعي الصيني و تفتح دول الشرق الاوسط على الثقافة والمجتمع الصيني .
-الاستفادة من العلاقات التاريخية بين بلدان الشرق في اطار طريق الحرير الصيني وتعزيرها فيما يخدم هذه البلدان.
-الاستفادة من التجربة الصينية في التعايش السلمي للأقليات العرقية والدينية ونقل هذه التجربة الى بلدان الشرق الاوسط من القضاء التطرف العرقي والديني في هذه البلدان.
-الاستفادة من تجربة الحزب الشبوعي الصيني في بناء رؤية تكاملية واشراك جميع الفئات في المجال السياسي لبناء اقتصاديات عربية قوية.
تجربتي مع الصين:
كانت أول زيارة لي للصين بمناسبة انعقاد منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق 2018” هاينان لكوني عضوا في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلامين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين ، الذي ترك في انطباع ايجابي نظير التنظيم المحكم لهذا المؤتمر الرفيع المستوى وما ابهرني هي المنظومة الأيكولوجية لمقاطعة هينان: “تجسيد نموذج درع أخضر لأمن غذائي وسياحي صيني ناجح” وتعد جزيرة هاينان (لؤلوة الجنوب الصيني) من بين المقاطعات الهامة في دعم استراتيجية الأمن الاقتصادي القومي الصيني، من خلال التركيز على أهم النقاط المفصلية والتي تتمثل في الزراعة والسياحة في شقها الايكولوجي، لِما تحويه هذه المنطقة من موارد سياحية طبيعية، مثل أشعة الشمس وإطلاها على المحيط، بشواطئها الرملية الأخاذة، ومساحتها الغابية الاستوائية الخضراء، ذات الطابع الايكولوجي الفريد من نوعه.
تُعتبر النقلة النوعية لهاينان في شتى المجالات، تمكيناً لها لتغدو قِبلة للكثير من الانشطة السياحية، مثل مسابقات تسلق الجبال والسياحة الصحية المشهورة في هذه المقاطعة، جعلها تتربع على عرش المقاطعات الايكولوجية الاولى في جمهورية الصين الشعبية، إضافة الى ثراءها الثقافي خاصة في مدينة “شانغ مي”، والذي صنف موروث النسيج من طرف منظمة العلوم والثقافة اليونيسكو كتراث عالمي لا مادي اهّلها ان تكون وجهة هامة لسواح من مختلف ربوع العالم، بفضل البرامج الثقافية والطبوع الغنائية والتفرد العمراني لقبيلتي “لي و مياو” في منطقة “جات شين“، والتي جعل من هذه القرية بعد ان كانت منسية، تصبح منطقة جذب سياحي ساهم في دعم عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية، وارتفاع معدل الدخل الفردي لهذه المدينة من 2107 يوان قبل سنة 2000، الى ان بلغ 1300 يوان في السنوات الاخيرة.
تم إنجاز كل ما تقدم، بفضل السياسة الرشيد والجادة التي تنتهجها الدولة الصينية في تنويع موارد البلاد، بحسب تخصص كل مدينة، حيث ركز رئيس جمهورية الصين الشعبية “شي جين بينغ” عندما زار هذه القرية في أفريل 2010 على ضرورة تخفيض عتبة الفقر يتم بناءً على الاستثمار في الميزات والخصائص المختلفة وطبيعة كل مدينة، والتأكيد على انظمة التعليم وتنمية القدرات الفكرية والمعرفية للمواطن ، وهذا ما سعت اليه شركة “تاتشو شاو تسو” السياحية في بناء مرافق من شانها تنمية القدرات الاقتصادية للقرية، ناهيك عن الاستثمار في المجال الزراعي والتي لم تدخر هذه المقاطعة جهدا في تطوير انظمة زراعية متفردة، على غرار ما تقوم القاعدة الوطنية للبحوث في المجال الزراعي في مدينة “سانيا” التي تساهم في تطوير مختلف البذور، وتطوريها ودعم بعض التقنيات الخاصة بالتهجين في المجال الزراعي، وتدريب الطلبة حتى من خارج الصين، والتعاون مع دول عديدة في هذا المجال، ونقل وتطوير الخبرة التكنولوجية، وبخاصة مع دول جنوب شرق آسيا في مجال تطوير زراعة الارز والبطيخ والخضروات، ضمن هذا المجال الايكولوجي الاستوائي الحار، والذي تعد قيمة الاستثمار في هذه القاعدة حوالي 8 ملاين يوان، إضافة الى كل هذا، فإن هذا تحوي هذه المقاطعة على قاعدة الهندسة الصناعية والتكنولوجيا الزراعية في مدينة “بوا” حيث أسس هذا المركز سنة 2013 وبدأ العمل به سنة 2015، وهو مؤسسة شراكة بين وزرارة التعلم العالي والزراعة ويحتوي على 16 مبنى للتجارب، مهمتها الاساسية هي التدريب في مجال تكنولوجيا الزراعة من قبل فريق من الباحثين، وتجربتها على أرض الواقع، ومما يُثبت نجاعة السياسة الرشيدة للقيادة تحقيق الامن الغذائي للدولة الأكثر تعداداً، ناهيك عن استثمارها من خلال نموذج الاراضي الرطبة في الغابات الساحلية The coastal Forest wetland park التي يبلغ طولها 63.7 كلم ومساحتها 34 كلم مربع في مدينة “شانغ جيان”، والتي تعتمد على زراعة محصول البطيخ لموسمين في سنة واحدة، من أجل تسميد الارض، وتهيئة التربة لغرس الغابات على شاطئ المحيط الجنوبي للصين، من أجل جعلها حائط صد للرياح والأعاصير، التي تضرب المنطقة، أضافة توفير المساحات الغابية للقضاء على التلوث وتوفير المناخ الايكولوجي لمدينة “شانغ جيان”، وعن التربية البيئية، وتنمية السلوك الايكولوجي والذي يتثمل في حديقة الزهور الاستوائية” شنغ لونغ”، هذه الغابة الفريد التي كلفت 100 مليون يوان لتهيئتها من طرف مؤسسة خاصة، تحت اشراف colin chezne ، والتي ساهمت في بناء فنادق خاصة يَكمن للسواح الأيواء فيها مما يجعلها مصدر تمولي للحديقة، يمكن لها تحقق أغراض عديدة في المجال البيئي، والحفاظ على التنوّع الايكولوجي، إضافة الى هدفها الاسمى وهو تشجيع الاطفال على التعامل مع الطبيعة وتنمية السلوك البيئي لدي الاجيال الصاعدة.
أما عن السلوك البيئي في مجال المقروئية، من خلال المكتبة السياحية التي تتميز بطابع إيكولوجي جميل من حيث انفتاحها على شاطئ المحيط، وعقدها لندوات فكرية وفينة وأدبية واحتوائها على قاعه مطالعة تحتوي على ازيد من 1400، عنوان من شتى أصناف العلوم، وهي مكتبة مطلة على الشاطئ. كل هذا يُعزّز فرضية ان الصين تعتبر من الدول الرائدة في المجال الايكولوجي ويدخلها ضمن مجموعة الدول التي تسعى للقضاء على التلوث من خلال توجيه المنظومة الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية والزراعية والعلمية والتربوية والسياحية، بشكل نسقي ومُنظّم، يُعطي صورة للعالم أن البيئة تعتبر من الأوليات الاستراتيجية لتحقيق الدرع الصيني الاخضر.
*سي جي تي إن العربية.
