صحيفة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
قبل 12 سنة غادرنا الأخ الكبير والحبيب ورفيق الدرب (بدر عبد الحق) إلى دار الحق الأبدية، ليَنعم فيها بمحبة الخالق ورأفته التي طالما تغنّي الفقيد بها، إذ كان رحمه الله يتطلع دوماً إلى الأعالي حيث عرش الخالق. كان بدر لطيفاً وبسيطاً وطيب القلب.. مُخلصاً في صداقاته وتطلعاته ونظراته.. مُحباً للجميع ومتمنياً الخير لهم.. مُسَاعِداً لكل شريفٍ وصادق السريرة وسوي الفكر وراجح العقل ومُتعَب القلب.
زاملت الفقيد والأخ المخلص والمُعَلم المِثال بدر في جريدة «الرأي»، وكانت صداقتنا الشخصية متينة. كنَّا نتلاقي ونتقاطع وننسّق في العديد من القضايا والرؤى والمواد الصحفية، وكنت استشيره في كل ما أكتب، واستنير برأيه السديد في كل خطوة قبل شروعي بها. كان الأخ بدر مُحباً للمخلصين، وبعيداً عن أصحاب الأجندات والانتهازيين.. كان يَمقت الكَذَبَة، فقد كان قلعةً حقيقية وصَلدة حامية وآمنة لزملائه، ومُعلِياً مكانة جميع مَن يَستحسن أعمالهم، وباذلاً نفسه بلا تردد لأجل مَن يَطلب منه المساعدة.
لن أنسى ما حييت ابتسامته البهية، جدّيته وواقعيته.. مهنيته الرفيعة وعلو شأنه اللغوي والصحفي، بساطته وزمالته النقية وأخلاقه الرفيعة التي أخجلت العديدين. ساند الراحل الحبيب الكثيرين من الصحفيين بما تمتّع به مِن سلطات إدارية ومصداقية ومكانة شخصية رفيعة، زد عليها تأثيره الطاغي على المسؤولين لكونه صريحاً ومُباشراً ومُحباً للعمل ومُخلصاً له، فغدا جِسراً موثوقاً ليَعبر من خلاله كل مَن جار الدهر عليه، وكل مَن وقف في طريقه مُتسربلاً بالعتمة البرانية من جُملةِ أولئك الذين اعتادوا سرد أنصاف الحقائق، والندب والتنكيد على غيرهم من وراء الكواليس، حيث يجتمعون لتثبيط العزائم وتخريب مستقبل الناس، وتشويه سمعة الشخصيات!
بانتقال الأخ الفقيد بدر إلى الديار الخالدة فقدتُ نصف ذاتي، إذ كان المرحوم بالنسبة لي وللكثيرين من أبناء الوطن رمزاً لكل خير واستقامة، ومِثالاً يُحتذى للمواطن والصحفي والانسان الوطني والأممي بفكره وعمله ويومياته وآرائه السياسية وحبّه للعربية وقوميته.. كان فقيدنا (بدر الحق) مُقاتلاً بالكلمة الحق من أجل الحق وحَياةٍ فُضلى للشعب الأُردني والأُمة العربية والإنسانية جمعاء.
رحمك الله رفيقي الحبيب بدر، وإلى لقاء حميم في بيت الله الأبدي.
*صحفي وكاتب اردني.