“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
في كل مناسبة مرتبطة بالذاكرة الوطنية يستوقفنا واجب إجلال تضحيات الشعب الجزائري والانحناء أمام نضالات طويلة مريرة وكفاح شاق باهظ سجلهما له التاريخ المعاصر على صفحات حافظة لدروس وعبر في التعلق بالحرية.
تأتي الذكرى الرابعة و الستون (64) لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 لتبرز معاني بالغة الدلالة في الوفاء والولاء للوطن. فلقد كانت في زخم تلك الظروف التاريخية القاسية صوتا للحرية والكرامة وصرخة بالحق في وجه الطغيان والهيمنة الاستعمارية، أكدت بجلاء ساطع تلاحم الشعب الجزائري وانصهاره في أتون ثورة التحرير المجيدة وفي صميم الأهداف التي رسمها بيان أول نوفمبر الخالد.
إن الشعب الجزائري الفخور بإرثه المقدس في التماسك والدفاع عن وحدة الأمة وسيادة الشعب وحرمة التراب الوطني، هو شعب تشبع عبر المراحل والحقب بروح وطنية متجذرة وعقد العزم على الوفاء جيلا بعد جيل لأرض الشهداء ولرسالتهم الأبدية، وبهذه الروح يبني دعائم الدولة القوية المحصنة بمؤسساتها وبقدراتها الاقتصادية وبأهبة جيشها ودرع دفاعها، مدركا لحجم التحديات الراهنة في محيطنا القلق المشوب بالتوتر.
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
لقد أكرم الله تعالى الجزائر، فمن عليها بالنعم وأعزها شعبها الأبي بوعي وطني يحصنها به أمام نوايا المتآمرين وحقد الحاقدين ويبطل به المحاولات اليائسة لإحباط إرادة الوطنيين الغيورين على الجزائر، حاميا بوعيه المتقد لأمن واستقرار المجتمع ومنشغلا في هذه المرحلة الحساسة برهانات كبرى وأولويات ملحة لاستكمال المشروع الوطني التنموي الشامل والمستديم الذي انطلق في الجزائر الجديدة وتتواصل ترجمة أبعاده الاستراتيجية بعبقرية الشعب وسواعد الجزائريات والجزائريين في الجزائر المنتصرة.
وإننا لنعتر أيما اعتزاز بشعب عظيم يتجه إلى الأهداف النبيلة وجذوة الوطنية لا تنطفئ في أعماقه، يحمل الوطن على أكتافه وديعة من الشهداء الأبرار الذين نترحم على أرواحهم الزكية في هذه المناسبة الخالدة التي أتوجه فيها بالتحية والتقدير إلى أخواتي المجاهدات وإخواني المجاهدين أطال الله في أعمارهم.
تحيا الجزائر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.