شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
تعتبر التنمية المستدامة لغة العصر الجديدة لربط سكّان العالم. فقد باتت التنمية الخضراء همزة الوصل بين بلدان العالم، وقد اقترحت العديد من الدول خططا للنهوض بالتنمية الخضراء. وحتى الآن، اقترحت أكثر من 120 دولة مبادرة لخفض الانبعاثات والحدّ من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري أو لتحقيق هدف “الحياد الكربوني”. والبلدان التي طرحت هدف “الحياد الكربوني” يمثل حوالي نصف إجمالي انبعاثات الكربون في العالم.
لطالما تعاونت الصين مع البلدان والمناطق الواقعة على طول “الحزام والطريق” لتعزيز التنمية الخضراء لهذه المبادرة، ونفذت بنشاط مشاريعا للتعاون في مجالات البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والتمويل الأخضر وغيرها. على سبيل المثال، قامت شركة الصين الوطنية للبترول بزرع جينات التنمية الخضراء في كل خطوة من خطوات بناء حقل “حلفايا” للنفط في العراق. فعند مرور خط أنابيب النفط عبر أراضي المزارعين، كان الطرف المنفّذ للمشروع ملزما بإصلاح القنوات المائية والسدود والجسور لإفادة أبناء المنطقة على طول الخط بشكل مباشر؛ وعند عبور خط الأنابيب لأحد الأنهار، كان الطرف المنفّذ للمشروع ملتزما بإعادة مجرى النهر في الوقت المناسب وتوفير عشرات الآلاف من يرقات الأسماك ووضعها في النهر لحماية البيئة الإيكولوجية المحلية.
السكان المحليون قالوا للشركة الصينية : “إنكم تساعدون حقا في بناء منزلنا! “. كما يشجع مشروع حلفايا بنشاط على استخدام الطاقة الخضراء المحلية: اذ يوفر الغاز الطبيعي المنتج في حقل حلفايا الطاقة لمحطة الكحالة، والتي أصبحت أول مصنع للكهرباء في العراق يستخدم الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء.
منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في السويس— ” تيدا مصر” تعتمد بدورها على حماية البيئة الخضراء كأحد شروط الدخول. فالطريق الرئيسي في المرحلة الأولى من منطقة التوسع، وعلى مساحة كيلومترين مربعين، كان مجهزا بالكامل بإنارة عمومية تعمل بـ”طاقة الرياح والطاقة الشمسية “، مما يجعله أول منطقة في مصر تستخدم الطاقة الخضراء لإنارة الشوارع. في الوقت نفسه، تستكشف مجموعة “تيدا” بنشاط التطبيق التجاري المحلي “لتحلية مياه البحر” و”تخضير الصحراء”، وتسعى الشركات الصينية البارزة جاهدة لتعميم مفهوم التنمية المستدامة منخفضة الكربون وتقديم المساعدة على التنمية الخضراء للبلد المضيف.
مشروع محطة كهرباء “حسيان” التي تعمل بالفحم النظيف في دبي
مثال آخر أيضا يعتبر شاهدا على جهود الصين في دفع التنمية الخضراء، هو مشروع محطة كهرباء “حسيان” التي تعمل بالفحم النظيف في دبي والتي بنتها شركة هاربين للكهرباء الصينية، هو أول محطة كهرباء نظيفة تعمل بالفحم النظيف في دولة الامارات العربية المتحدة. أثناء إنشاء المشروع، لم يطبق فريق المشروع معايير عالية من حيث التكنولوجيا وكفاءة الطاقة فحسب، بل قام بحماية البيئة بنشاط أيضا لضمان عدم تأثّر السلاحف البحرية التي تصعد إلى الشاطئ بالقرب من موقع المشروع لوضع بيضها، وقد تمّ نقل الشعاب المرجانية واستزراعها في مكان آخر.
على الرغم من أن الصين ساهمت بشكل لا يحصى في التنمية الخضراء على طول “الحزام والطريق”، فإن بعض السياسيين ووسائل الإعلام الغربية تعمّدت تشويه سمعة الصين، واتّهامها بما يسمي بتدمير البيئة المحلية للدول الأخرى من خلال مشاريع تحسّن سبل عيش السكان المحليين ورفاهيتهم. إلاّ أنّ مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة يعدّ حجر الزاوية في إدارة المناخ العالمي. ومنذ بداية هذا العام، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ للمجتمع الدولي سلسلة من السياسات والتدابير التي اتخذتها الصين للتحول الأخضر ومنخفض الكربون، بما في ذلك الرقابة الصارمة التي تفرضها البلاد على مشاريع طاقة الفحم، والرقابة الصارمة على نمو استهلاك الفحم خلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” وتقليل الاستخدام تدريجيا خلال فترة “الخطة الخمسية الخامسة عشرة”. وهو ما سيدعم تنمية الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون بشكل قوي في البلدان النامية، مع الالتزام بعدم تنفيذ مشاريع الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم خارج الصين.
ترى الصين أن تحسين هيكل الطاقة وتقليل نسبة استهلاك الفحم هي عملية تدريجية تتطلب احترام الظروف الوطنية المختلفة ومراحل التنمية والموارد لمختلف البلدان. فلا تزال العديد من البلدان النامية تفتقر إلى توفر الكهرباء بشكل شامل وإمدادات الطاقة الكافية. وقبل مطالبة الدول بإنهاء استخدام الفحم، يجب النظر إلى فجوة الطلب على الطاقة في هذه البلدان أولا لضمان أمن طاقتها.
في المستقبل، ستواصل الصين تعميق “طريق الحرير الأخضر”، وتشجيع الشركات على الوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية، والتعلم من مفاهيم البيئة والمجتمع والحوكمة، وبناء المزيد من المشاريع الصديقة للبيئة بمعايير عالية، بحيث يصبح اللون الأخضر أساس البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”.
*سي جي تي إن العربية.