CGTN العربية/

أبلغت بكين عن أول حالة إصابة في الـ11 من يونيو الماضي، وذلك بعد شهرين تقريبا من دون تسجيل حالات إصابة جديدة، مما أثار مخاوف من حدوث موجة ثانية من الوباء في البلاد.

ولكن ردة فعل بكين كانت أسرع بكثير مما اعتقده معظم الناس، حيث استغرق 24 ساعة فقط بعد تأكيد الحالة الأولى لتحديد سوق شينفادي للبيع بالجملة في منطقة فنغتاي كمصدر للعدوى.

فكيف حددت بكين بسرعة سوق شينفادي كمصدر للعدوى؟

إعادة ترتيب الذكريات والسجلات

“أفاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في منطقة شيتشنغ عن حالة اختبار حمض نووي إيجابي”، هذه هي الرسالة التي تلقاها دو شيانغ فنغ، الطبيب في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ببكين، في الساعة 0:30 صباحا في الـ11 من يونيو الماضي، وكانت نتيجة إعادة التأكيد ظهرت إيجابية مرة أخرى بعد أربع ساعات.

توجه الطبيب دو وزميله من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ببكين إلى مستشفى شيوانوو بمنطقة شيتشنغ في الساعة الـ7:00 صباحا لإجراء تحقيق تكميلي للمريض المؤكد السيد تانغ.

استعرض السيد تانغ سجلات مكالماته ومحتويات WeChat وسجلات الدفع الإلكتروني اعتبارا من 30 مايو مرارا وتكرارا، وقام بفرز العديد من المواقع المشبوهة خلال وقت قصير: سوبر ماركت ومتجر للمواد الغذائية ومحطة البنزين بالقرب من منزله، وسوق شينفادي.

جمع الطبيب دو محتويات السجلات الإلكترونية للسيد تانغ، ورتبها، ثم رواها مرة أخرى للسيد تانغ لمساعدته على التفكير في المزيد من التفاصيل.

أهمية تتبع سجلات الدفع الإلكتروني

قام موظفو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على الفور بترتيب أخذ العينات البيئية والتتبع في كل المواقع المشبوهة التي ذكرها السيد تانغ، وإجراء تحقيق من كان لديه اتصال وثيق مع المريض.

وصف السيد تانغ بدقة كيفية ذهابه إلى سوق شينفادي لشراء المأكولات البحرية واللحوم في الـ3 من يونيو، “حصلنا على معلومات مفصلة لمسار تحركاته بالاعتماد على سجلات الدفع الإلكتروني”، حسب الطبيب دو.

بعد أكثر من ساعتين من التبادل والتواصل، كان السيد تانغ يتذكر بوضوح كل شخص اتصل بهم خلال الأسبوعين قبل ظهور مرضه، كما قدم قائمة مفصلة لهؤلاء وهم 38 شخصا.

ظهور نتائج إيجابية في العينات البيئية في سوق شينفادي

في ليلة الـ11 من يونيو، أبلغت وكالة اختبار تابعة لجهة خارجية عن حالة أخرى لاختبار إيجابي للحمض النووي في منطقة فنغتاي، والتي أصبحت ثاني حالة مؤكدة في بكين، وبعد نصف ساعة فقط، وجد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها نتيجة اختبار إيجابية في العينات البيئية من طابق البيع للحوم البقر والضأن في سوق شينفادي.

قام الطبيب دو وفريق الاختبار بإجراء مسح الأوبئة وأخذ العينات على الفور في داخل السوق، حيث كانت البيئة باردة ورطبة، كما أن التهوية سيئة للغاية، تناسب بقاء فيروس كورونا الجديد فيها.

في نفس اليوم، ظهرت 40 عينة بيئية و45 اختبار عبر الحلق إيجابية بعد الاختبار.

في الساعات الـ24 التالية، تم إغلاق سوق شينفادي و11 حيا سكنيا حول السوق، وتم إجراء اختبار الحمض النووي على نطاق واسع من قبل أولئك الذين دخلوا السوق منذ 30 مايو أو حافظوا على اتصال وثيق مع موظفي السوق.

في الـ18 من يونيو، أعلن وو تسون يو، كبير علماء الأوبئة في الصين أن الوضع الوبائي في بكين تحت السيطرة. حتى الـ4 من يوليو الجاري، ظل تسجيل عدد الحالات الجديدة فى بكين دون العشرة لمدة سبعة أيام متتالية.