CGTN العربية/
ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة الصين-إفريقيا الاستثنائية بشأن التضامن في مواجهة المرض الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، من بكين يوم الأربعاء الماضي، حيث طرح سلسلة من المبادرات والدعوات المهمة، مؤكدا أن الصين وإفريقيا يجب أن تظلا ملتزمتين بمكافحة الفيروس معا، وتعزيز التعاون الصيني الإفريقي، ودعم التعددية، ودفع الصداقة الصينية الإفريقية إلى الأمام. هذه الجوانب الأربعة ستساهم في تعزيز التوافق المشترك بين الصين وإفريقيا بشأن التضامن في مكافحة الوباء، ودفع التعاون الصيني الإفريقي لتحقيق تنمية جديدة. كما أنها ستجلب طاقة جديدة لدعم التعددية وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء.
منذ تفشي الوباء، أولى الرئيس شي اهتماما كبيرا في الوضع الوبائي بإفريقيا. كان يؤكد عدة مرات في مختلف المناسبات، أهمية تعاون الصين وإفريقيا في مكافحة الوباء وبناء مجتمع ذي مصير مشترك بينهما، مما أشار إلى اتجاه لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي في مكافحة الوباء. أجرى الرئيس شي مكالمات هاتفية مع القادة من أربع دول إفريقية بما فيها إثيوبيا ومصر وناميبيا وجنوب إفريقيا لخمس مرات، حيث دعا إلى “التآزر في مصير مشترك، والتضامن في مكافحة الوباء، والعمل معا للتغلب على الصعوبات دائما”. كما أعرب الرئيس شي في الجلسة الـ73 لجمعية الصحة العالمية التي عقدت في 18 مايو الماضي أنه يعد تعزيز خطوط الدفاع للدول النامية، وخاصة الدول الإفريقية التي تعاني من ضعف أنظمة الصحة العامة، من أولويات في المعركة الدولية ضد الوباء، مضيفا أن “علينا تقديم المزيد من الدعم المادي والفني والبشري للدول الإفريقية”.
في الوقت نفسه، اتخذت الصين سلسلة من الإجراءات الملموسة للحفاظ على أمن الصحة العامة في إفريقيا. لم توفر كمية كبيرة من المواد الطبية بما فيها الكواشف المخبرية لأكثر من 50 دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي فقط، بل أرسلت فرق الخبراء الطبيين التي يبلغ عدد أعضاؤها 148 إلى 11 دولة إفريقية لمساعدتها على مكافحة الوباء. وأجرى أكثر من 40 فريقا طبيا صينيا ما يقرب من 400 نشاط تدريبي في إفريقيا، حيث وصل عدد المتدربين المشاركين إلى أكثر من 20 ألفا، كما عقد الخبراء الطبيون داخل الصين مؤتمرات الفيديو مع الجانب الإفريقي بنشاط لتبادل الخبرات حول التشخيص والعلاج. وظلت الصين تعمل على بناء مجتمع ذي صحة مشتركة للبشرية، كما أنها ضخت ثقة تامة لتعويض العيوب الطبية والصحية في العالم.
في المستقبل، ستواصل الصين العمل على تعزيز التعاون الصيني الإفريقي بواسطة إصدار السياسات والإجراءات ذات الصلة بناء على مفهوم إنشاء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية مما يدفع عملية بناء مجتمع ذي مصير مشترك بين الصين وإفريقيا. كما قال الرئيس شي في الجلسة الـ73 لجمعية الصحة العالمية، إن الصين سوف تؤسس آلية تعاون لمستشفياتها للعمل مع 30 مستشفى إفريقيا، وتسرع بناء مقر رئيسي للمركز الإفريقي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها لمساعدة القارة في تكثيف استعداداتها لمحاربة الأمراض ورفع قدرتها على السيطرة عليها. هذا سيساهم في تخفيف الصدمات التي جلبها الوباء للأنظمة الطبية الضعيفة في إفريقيا، وتقليل تأثيرات الوباء على اقتصادها، مما يساعدها على استئناف العمل والإنتاج، وتطوير الاقتصاد، وتحسين معيشة الشعب.
في هذا الصدد، أصدرت كينيا، رواندا، الجزائر، المغرب، جنوب إفريقيا وغيرها بيانات على التوالي، مشيدة بالتعاون الصيني الإفريقي في مكافحة الوباء. من بينها رشا كمال خبيرة في القضايا الصينية في جامعة عين شمس المصرية، قالت إن “الصين تتعهد بإفادة الدول الإفريقية أولا بعدما تم تطوير لقاحات فيروس كورونا الجديد ووضعها على قيد الاستخدام. هذا سيساعد الدول الإفريقية التي تعاني أنظمتها للصحة العامة من الضعف على مكافحة الوباء. إن ما تدعو إليه الصين من المنافع المتبادلة والفوز المشترك لا يقتصر على التعاون الاقتصادي فحسب، بل يشمل المساعدات الطبية والإنسانية أيضا، هذا هو ما يساهم في حل الصعوبات التي تواجهها الجماهير الأفارقة بالفعل”.