شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم فيحاء وانغ شين
إن الصين والدول العربية، اللتين جمع بينهما تاريخ طريق الحرير القديم، شركاء طبيعيون للتعاون في إطار الحزام والطريق. وفي السنوات الأخيرة، واصل الجانبان العمل على تعزيز التنسيق الإستراتيجي والجهود المتضافرة، وحقق البناء المشترك للحزام والطريق نتائج مثمرة.
في قلب الصحراء على بعد حوالي 50 كم شرق العاصمة المصرية القاهرة، تعلو بنايات مدينة جديدة حديثة لتظهر ملامحها على الأرض، إذ تعد منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر أكبر مشروع تتولى شركة صينية إنشاءه بمصر حتى الآن. وتغطي منطقة الأعمال المركزية مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع.
هذا المشروع لا يعد فقط مشروعا مهما لخطة النهضة الوطنية المصرية، وإنما يأتي أيضا ضمن باكورة المشاريع المقامة في إطار مبادرة الحزام والطريق. فمن بين حوالي 20 ناطحة سحاب، هناك مبنى أيقوني يبلغ ارتفاعه 385 مترا، وهو أطول مبنى في إفريقيا.
أما على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، يسابق العاملون بإحدى الشركات الصينية الزمن لبناء أحد منشآت التصنيع في ميناء رأس الخير.
إنه جزء هام من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تعد خطة طموحة تهدف إلى الحد من اعتماد البلاد على النفط وتنويع اقتصادها.
وقد قال لي تشانغ لين، مهندس بشركة “باور تشاينا” إن هذا المشروع من المتوقع أن يساهم، عند اكتماله، في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بمبلغ قدره 17 مليار دولار أمريكي ويخلق حوالي 80 ألف فرصة عمل.
وحول مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين، ذكر عوض بن ضاوي، مسؤول العلاقات الحكومية بمجمع الملك سلمان العالمي، أنها تتبع مبدأ التشاور الواسع والمساهمة المشتركة والمنفعة المتبادلة، وتساعد على تعميق التعاون متبادل المنفعة، فهي لا تعود فقط بالفائدة على شعوب الدول الواقعة بطول مساراتها، وإنما تمضي بالعالم للأمام باتجاه رؤية الرخاء المشترك.
تجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل على تعزيز المواءمة بين رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق. ويتمتع البلدان بتعاون وثيق في الاقتصاد والتجارة والطاقة والنقل والبنى التحتية وذلك من بين مجالات أخرى.
على مر السنين، حققت الشراكة الإستراتيجية الصينية-العربية تقدما ملحوظا وأخذت تنمو بشكل أوثق وأقوى وأعمق. وفي عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية حوالي 330 مليار دولار أمريكي، بزيادة حوالي 37 في المائة على أساس سنوي.وتضافرت جهود الصين والدول العربية لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وحتى يونيو 2022، تبرعت الصين وصدرت حوالي 330 مليون جرعة من اللقاحات إلى الدول العربية.
كما تعلم الشعبان الصيني والعربي من بعضهما البعض في إطار تشجيع التبادلات الشعبية والثقافية. وكما ورد في إعلان الإجراءات بشأن التعاون الصيني-العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق الموقع في عام 2018، تعد مبادرة الحزام والطريق بمثابة فرصة لتحقيق التنمية المشتركة للدول المشاركة ودفع الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية قدما.
*فيحاء وانغ شين- إعلامية صينية.