شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تشيوانتشو (شينخوا)- من بين المعروضات التي ظهرت في معرض التراث الثقافي غير المادي الجاري في مدينة تشيوانتشو بجنوب شرقي الصين، اكتسبت أعمال الفنانين العرب شعبية كبيرة نظراً لما تتمتع به من جمالية المهارة والإبداع الفني.
وتحت عنوان “ازدهار التراث الثقافي غير المادي، وامتداد طريق الحرير لآلاف السنين”، أُقيم المعرض ضمن إطار الفعاليات المتنوعة لمهرجان طريق الحرير البحري، الذي انطلق يوم 8 ديسمبر الجاري في مدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، التي يُعتقد على نطاق واسع بأنها نقطة انطلاق طريق الحرير البحري القديم.
وخطفت الأعمال المنحوتة على قشور البيض، التي صنعها الفنان التشكيلي الكويتي صباح ناصر علي، أنظار زائريها، حيث يحترف على فنون النقش على كافة أنواع البيض وبمختلف أحجامها.
وقال الفنان علي، البالغ من العمر 53 عاماً، إنه دخل هذا المجال قبل نحو 20 عاماً عندما كان يتصفح مواقع الفيديوهات ليطلع على مهارة النحت على قشور البيض التي لا يُتقنها إلا القليل من الفنانين في العالم حتى اليوم، فقرر بعدها البدء في تعلم هذا الفن الإبداعي بنفسه وتزايد اهتمامه به مع مرور الوقت.
وأضاف علي خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء شينخوا أنه لا يضع أي نوع من المواد على قشرة البيضة لتقويتها، وإنما يستخدم “مثقب الخشب” أو أدوات طبيب الأسنان في النحت والرسم على مختلف أنواع قشور البيض الرقيقة للغاية، والتي تعود إلى طيور مختلفة مثل الدجاج والنعام وطائر النعام الإفريقي والفلامنغو.
وقال علي إن النحت على قشور البيض فن قديم جداً، ولا يزال الفنانون يدرّبون الأطفال وأجيال الشباب حتى لا ينسوا هذا التراث القديم الذي لا يقتصر فقط على الوطن العربي، وإنما يشمل العالم كله.
وأشار علي إلى وجود مجال واسع في التعاون في مجال التراث الثقافي غير المادي بين الدول العربية والصين التي تتمتع بحضارة عريقة وقديمة، معرباً عن رغبته في دعوة فنانين صينيين للمشاركة في معارض تراثية تقيمها دولة الكويت.
وفي جناح آخر، خطفت مجموعة من أعمال النحت الخشبية التشكيلية التي تتسم بالأفكار الخلاقة وروعة المهارة، خطفت أنظار الزوار.
وقال الفنان المصري أشرف الأعصر إن أعماله قائمة على التشكيل النحتي بأشكال بشرية أو حيوانية، حيث يجسد من خلالها التراث القديم مثل التراث المملوكي والعثماني والفاطمي برؤية معاصرة ما بعد الحداثة.
وأوضح الأعصر، وهو أستاذ التشكيل الخشبي المجسم بكلية التربية جامعة عين شمس: ” على سبيل المثال، آخذ جسم طائر وأضعه على جسم حصان، أو آخذ رأس أسد وأضعه على جسم تنين. إن صياغة البناء الكائن، إذا كان بشرياً أو حيوانياً، أقدمه برؤية حديثة.”
وأضاف الأعصر: “كممثل من مصر والوطن العربي، أرغب في تعريف المشاهدين الصينيين على صور وأعمال التراث العربي، الذي يتميز بتقنية دقيقة”، مشيراً إلى أنه استفاد كثيراً من الجولات التفقدية والسياحية في الصين لمدة أربعة أيام، حيث تعرّف بشكل أكبر على الحضارة الصينية العريقة.
وأضاف قائلاً: “التراث يسافر كسفير لكل دولة، والمعارض في مهرجان طريق الحرير البحري أتاحت فرصة لتعزيز التبادل بيننا وبين الفنانين الصينيين”.
وعلاوة على عرض التراث الثقافي العربي غير المادي، يشمل المعرض أيضاً 20 مشروعاً للتراث الثقافي غير المادي من 14 دولة، بما في ذلك خيول دالا السويدية والطائرات الورقية التقليدية الماليزية والدمى المتحركة من سريلانكا وغيرها.
واجتذب مهرجان طريق الحرير البحري، الذي سيُختتم في 13 ديسمبر الجاري، أكثر من 1600 فنان و52 فرقة من 43 دولة ومنطقة. وتم تنظيم الحدث، الذي تم إطلاقه في عام 2014، بشكل مشترك من قبل وزارة الثقافة والسياحة وحكومة مقاطعة فوجيان.