عززت الحكومة المركزية الصينية الاستثمار في البنى التحتية لمنطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي البلاد من خلال تنمية قطاعات النقل والطاقة والاتصالات وتحسينها باستمرار على مدار الـ70 عاما الماضية بعد التحرير السلمي للمنطقة في عام 1951، مما مكن “سقف العالم” من الانطلاق على طريق الازدهار.

إن خط السكك الحديدية بين مدينتي لاسا ونينغتشي، أول خط سكك حديدية كهربائي في التبت افتتح في أواخر يونيو الماضي، قلص وقت السفر بين المدينتين إلى حوالي ثلاث ساعات. كما عزز النقل الأكثر كفاءة المزيد من أفق التنمية، على سبيل المثال، ساعد في زيادة مبيعات العنب من المزارع في المناطق عالية الارتفاع في مدينة شاننان في التبت.

وقال تشو لين، رئيس قاعدة زراعة العنب في المناطق العالية: “قمنا بتوسيع مساحة الزراعة بـ233 هكتارا هذا العام، وسنواصل توسيعها إلى أكثر من 667 هكتارا في العام المقبل”.

كجزء من السكك الحديدية سيتشوان-التبت، يعبر خط لاسا-نينغتشي نهر يارلونغ تسانغبو 16 مرة. ومع وجود أكثر من 90% من الخط في مناطق يزيد ارتفاعها عن 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، استغرق الأمر من المهندسين وعمال البناء ست سنوات لإيجاد حلول للتربة المتجمدة والانفجار الصخري القوي، وغيرها من التحديات على المستوى العالمي.

وقال باي قوه فنغ، المشرف على مشروع السكك الحديدية سيتشوان-التبت: “إن الظروف الجغرافية والجيولوجية معقدة للغاية، مع صعوبة بناء هائلة نادرا ما ترى في العالم. وسنواصل المضي قدما في البناء عالي الجودة للمشروع، ونسعى جاهدين لتقديم مساهماتنا للسماح للسكان المحليين بتحقيق الازدهار في وقت مبكر”.

يسكن في التبت، ثاني أكبر إدارة على مستوى المقاطعات في الصين، ثلاثة ملايين شخص فقط، ولم تكن لديها طرق سريعة قبل التحرير السلمي قبل 70 عاما. الآن تربط الطرق السريعة التي يبلغ طولها ما يقرب من 120 ألف كيلومتر التبت بجميع المناطق المجاورة منها مقاطعات سيتشوان وتشينغهاي ويوننان ومنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم.

وتم افتتاح العديد من المطارات في مدن نينغتشي وتشانغدو وشيغاتسه وغيرها، وتساعد ما يصل إلى 140 طريقا جويا السكان المحليين على السفر إلى 66 وجهة محلية ودولية. وقبل عشر سنوات، كان انقطاع التيار الكهربائي لا يزال شائعا في التبت، ولكن المنطقة تعمل الآن بواسطة آلية الطاقة الشاملة من الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والحرارة الأرضية.

وقال تنزين تسيغار، أحد السكان المحليين: “لم يعد هناك انقطاع في التيار الكهربائي. ويمكننا مشاهدة الألعاب الأولمبية والأخبار على التلفزيون، إن ذلك مذهل حقا”.

غطت منطقة التبت 99% من قراها بالألياف الضوئية وشبكة الجيل الرابع للاتصالات (4G). وبناء على هذه البنى التحتية الراسخة، يمكن للدفع عبر الهواتف المحمولة والبث المباشر تقديم المزيد من الفرص لتعزيز الاقتصاد المحلي في المنطقة.

وقالت كلسانغ، ساكنة في لاسا: “يساعدنا البث المباشر على الترويج لمنتجاتنا الزراعية المميزة في أسواق أوسع، كما أن الخدمات اللوجستية ميسرة للغاية الآن، حيث أن العديد من شركات التجارة الإلكترونية بنت مستودعات في التبت. وإذا قدمت طلبا اليوم، فسيصل الطرد في غضون يومين إلى ثلاثة أيام فقط. وفي طريق بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، لم تتخلف التبت عن الركب”.

وقالت تيان قوانغ هوا، نائبة مدير لجنة التنمية والإصلاح لمنطقة التبت: “عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، سنركز على بناء المزيد من البنى التحتية، وبناء قاعدة وطنية للطاقة النظيفة لتنمية صناعة الطاقة النظيفة، ودفع بناء تبت جميلة مع تنمية اقتصادية عالية الجودة”.

*سي جي تي إن العربية.