في سيل الأخبار الصيني الذي لا ينقطع، تأكيد القيادة الحزبية والحكومية الصينية بأنها ماضية في طريقها الانفتاحي الاقتصادي والسياسي على العالم، فواقع صين اليوم يتناغم مع تطلعات البشرية في اقتصاد متطور يلبي حاجاتها المادية، ولهذا صارت الصين “مصنع العالم” بامتياز، يلجأ إليها الفقراء كما الأغنياء، من أجل تلبية متطلباتهم المادية والحياتية اليومية، وهذا الأمر تعيه القيادة الصينية التي تمضي في مشوارها الاقتصادي لصالح شعبها الضخم أولاً، ولمصلحة شعوب العالم، وبخاصة النامية منها، التي تتطلع إلى إصلاح اقتصاداتها ومسيراتها التنموية بتقنيات وخبرات صينية متطورة، ومقدمة لها في إطار الصداقة والمصالح المشتركة وفكرة “الربح للجميع” دون استثناء.
في الأخبار الصينية التي تطالعنا اليوم، (أظهر “تقرير بيئة الأعمال لعام 2020”، الصادر عن البنك الدولي في 24 أكتوبر 2019، أن بيئة الأعمال في الصين قد حلّت في المرتبة 31 من بين 190 اقتصادًا في العالم. وذلك بفضل الإصلاحات القوية التي قُدمت مقارنة بالعام الماضي، والذي احتلّت فيه الصين المرتبة الـ46. كما تم تصنيفها ضمن أفضل 10 اقتصادات شهدت تحسناً في بيئة للعام الثاني على التتالي. وفي هذا الصدد، أشار بعض خبراء الاقتصاد العالمي، إلى أن بيئة الأعمال في الصين قد تحسّنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وأصبحت وجهة استثمار جذابة بشكل متزايد.).
من هنا نلاحظ، بأن بعض القوى في “الغرب” غير معجبة بمسيرة الصين الاقتصادية المتطورة، والتي تصنع سياسة ناجحة مستندة الى اقتصاد قوي ومفعم بنتائج تفوق نتائج اقتصادات عدد من الدول المتطورة، التي كانت حتى عهد قريب مَضرب المَثل في رخاء مواطنيها وبيئة الاعمال ووتائر النمو السنوي لديها، إلى أن جاء يوم تتراجع فيه على خلفيات مشاكل داخلية وعلاقات دولية متكسرة لها، وتقهقر في استثماراتها بمجمعاتها العسكرية على خلفيات، منها التدخل الصيني والروسي في النزاعات بغية تسويتها والتخلص منها تماماً، ونقلها الى حواضن السلام والاستقرار، ذلك أن الإقتصادين الروسي والصيني واقتصادات الدول المحايدة وتلك النامية وغير المنضوية في تحالفات لاقطاب عسكرية حربية وعدوانية، مهتمة بصنع واقع جديدة لشعوبها يضمن تطوراً وسلاماً اجتماعياً وطبقياً.
والملاحظ هنا، بأن الانفتاحية الصينية رسمياً وشعبياً ماضية في طريقها، برغم الهجمات التي تقوم بها يومياً قوى تعمل على تقويض الصين والنظام الصيني في الداخل الصيني تحديداً، وبخاصة في هونغ كونغ، التي صارت مهبط التحركات الاستعمارية الهادفة الى إضعاف النظام السياسي الصيني، من خلال إشاعة فبركات وأفكار باطلة وكاذبة درج الإعلام عليها في حربه الاعلامية، حيث يجد هذا الإعلام مهبطاً له في عقول الشباب الفالت من عقاله، وغير المثقف سياسياً وفكرياً، وغير الواعي مجتمعياً وطبقياً في هذه البقعة الصينية، ويتمكن منهم ويحوّلهم إلى ملاذات له لتكسير واقع هونغ كونغ الصينية، كواحدة من المواقع المتطورة في العالم، والأكثر جذباً للاستثمارات وبيئات الأعمال، التي يرى فيها جزء من الغرب تهديداً لمسيرته التنموية وواقعه السياسي غير المستقر على خلفيات خطيرة، منها الحركات العامة الانفصالية في عدد من دول الغرب، وتردي اقتصاداتها، سوياً مع تراجع اقتصادات عدد من دول اوروبا الشرقية التي غزاها الاجنبي، وحوّلها إلى سوق لتجاربه المختلفة، حتى غدت بلا قواعد وخطط تنموية وسياسية محلية نابعة من مصلحتها الوطنية.
خلاصة القول، أن التنمية الصينية المخطّطة وذات الآليات المنضبطة والعلمية، تصبح مضرب المثل للدول والشعوب التي عافت أجواء الحروب والاستثمارات في موت البشر، فالهدف هو الإنسان ورخائه وإنسانيته التي لا تتفعّل سوى في بيئة السلام والآمان ولصالح الجميع، ولهذا نقف مع الصين يداً بيد من أجل تخليق بيئات أممية متآخية في كل المجالات
مقال مهم ونشر في وقته
مقال مهم ونشر في وقته سيما وانه يتحدث عن السياسة الصينية ذات النهج الثابت برغم العواصف السياسية التي تعصف بالعالم