أظهر الأداء الاقتصادي للصين في النصف الأول من العام الجاري اتجاها تصاعديا متزايدا يتميز بمرونة وحيوية واستقرار، بما يتوافق تماما مع إستراتيجية صياغة نمط تنموي جديد في توجيه المسار المستدام في المستقبل.
وعلى خلفية الظروف العالمية المعقدة والمتغيرة، صممت الصين مسار إستراتيجية التنمية عالية الجودة من خلال الاعتماد على التحليلات والقرارات الدقيقة. واعتبارا من النصف الأول من العام الجاري، أشارت سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية إلى أن التنمية عالية الجودة لاقتصاد الصين قد حققت نتائج ملحوظة.
واحتلت صناعة التكنولوجيا المتقدمة زمام المبادرة في النصف الأول من العام، وقد لعبت الصناعات وأشكال الأعمال الجديدة دورا مهما في السعي لتحقيق التنمية المستدامة والانتعاش المستقر للاقتصاد الوطني. واستمر مستوى استهلاك الطاقة في الانخفاض، بينما تستمر نسبة الطاقة النظيفة في الزيادة، مما يرسم صورة بيئية جميلة في الصين.
وتم بناء مناطق التجارة الحرة على قدم وساق، وتحسنت بيئة الأعمال في الصين، مما يعكس مستوى أعلى من الانفتاح والشمول في البلاد.
وقال وانغ تشانغ لين، رئيس أكاديمية أبحاث الاقتصاد الكلي التابعة للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح: “في مواجهة الصعوبات والتحديات الرئيسية في عملية الانتعاش الاقتصادي، حافظت الصين على التصميم الإستراتيجي تحت ضغط غير مسبوق، واستجابت بهدوء للآثار الرئيسية الناجمة عن التغيرات في البيئة الخارجية، وإحراز تقدم قوي في تعزيز النمط التنموي الجديد والتنمية الاقتصادية عالية الجودة”.
مع التركيز على تطوير النمط التنموي الجديد، شددت الدولة على الإصلاحات الهيكلية في جانب العرض كمحور رئيسي، وشهدت تحسنا اقتصاديا من حيث الجودة والكفاءة بشكل عام.
وفي النصف الأول من العام الجاري، نمت القيمة المضافة لصناعة التكنولوجيا الفائقة الوطنية بنسبة 13.2%، وزادت الاستثمارات بنسبة 14.6%. وحافظ المؤشران على نمو مزدوج الرقم من حيث متوسط معدل النمو لمدة عامين. وزاد إنتاج مركبات الطاقة الجديدة والروبوتات الصناعية والدوائر المتكاملة بشكل كبير.
وفي الفترة نفسها، تقدمت التنمية الإقليمية المنسقة بشكل عميق، وتم تسريع بناء النمط التنموي الجديد. وأطلقت الدولة التحول الذكي للمتاجر الريفية التقليدية، وأقامت نظاما لوجستيا على مستويات المحافظات والبلدات والقرى.
وفي العام الأول من الخطة الخمسية الـ14 لها (2021-2025)، أدخلت الصين إجراءات عديدة بناء على الوضع الحالي والتنمية طويلة الأجل. وتضمن سلسلة من القيود الصارمة مثل قانون حماية نهر اليانغتسي وحظر الصيد في النهر الأصفر بأكمله.
وتم الانتهاء من بناء محطتي “وودونغده” و”بايخهتان” للطاقة الكهرومائية وتشغيلهما في العام الجاري، وقد أصبح توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون واقعا للمجتمع بأسره.
ولبناء النمط التنموي الجديد، واصلت الصين إطلاق إمكانات سوقها، ما جذب انتباه العالم. وفي النصف الأول من العام، زاد الاستثمار الأجنبي للصين بنحو 30% على أساس سنوي. وتجاوز العدد الإجمالي لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا 40 ألفا، وبلغ حجم الواردات والصادرات أفضل مستوى في نفس الفترة في الأعوام السابقة.
وفي مطار لييج في بلجيكا، وصلت طائرة شحن مستأجرة محملة بالملابس والأجهزة الصغيرة والأثاث من الصين.
وقال كريستيان ديلكورت، متحدث باسم المطار: “في عام 2017، تعاملنا مع 300 ألف طرد فقط، لكن العام الماضي، كان الأمر لا يصدق لأننا تعاملنا مع 548 مليون طرد”.
وفي العام الأول من الخطة الخمسية الجديدة، حقق الاقتصاد الصيني تقدما مطردا، وأظهر مرونة وحيوية قوية، وتتطور الصورة الجميلة التي صورتها الخطة الخمسية تدريجيا إلى مشاعر الناس الحقيقية في حياتهم.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.