توسع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 2.3% على أساس سنوي في عام 2020، ليصبح الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نموا إيجابيا في العام الذي دمرته الجائحة، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء.
وأوقفت الجائحة التي فاجأت دولا عديدة الحياة العادية لعدد لا يحصى من الناس، ولم يفلت الاقتصاد الصيني أيضا من الضربة. ففي الربع الأول لعام 2020، انخفض النمو الاقتصادي للبلاد بنسبة 6.8%، أدنى مستوى منذ عام 1992، عندما بدأت الصين إصدار بيانات ناتجها المحلي الإجمالي الربعي.
ومع ذلك، وتحت قيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، عقدت الصين اجتماعا على نطاق غير مسبوق في فبراير عام 2020، بحثا عن طرق للتصدي للجائحة ودفع الاقتصاد.
وقال شي “تمثل الجائحة أزمة واختبارا كبيرا لنا”.
وبعد تفشي الجائحة، قام شي بـ12 زيارة تفقدية خلال عام 2020، للحصول على نظرة عامة أفضل على حياة المواطنين العاديين، ووضع مخططات للتنمية عالية الجودة طويلة الأجل في البلاد. وبحلول أواخر مارس لعام 2020، نجحت الصين في كبح العدوى المحلية للجائحة. وفي منتصف أبريل، استأنف أكثر من 90% من الشركات العمل بمساعدة السياسات الداعمة.
وبدءا من الربع الثاني للعام، شهد الاقتصاد الصيني جولة من الانتعاش على شكل حرف V.
وقالت تساو لي، نائبة عميد قسم الاقتصاد للمدرسة التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني “أظهر ذلك حكم الحزب الشيوعي الصيني وحسمه وقدرته على الحكم والإدارة. ومنذ السنوات العشر الماضية، أنشأت الصين مجموعة كاملة من الأنظمة الأساسية لتعزيز تحديث نظام الحكم الوطني والقدرة على الحكم تحت قيادة الحزب. ولعبت هذه الأنظمة بالتأكيد دورا مهما”.
رغم التقلبات المؤقتة الناجمة عن الجائحة، أظهر الاقتصاد الصيني أداء عاما جيدا، حيث نما من 67.9 مليار يوان في عام 1952 ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وعلاوة على ذلك، تصدرت الصين قائمة تجارة البضائع واحتياطات النقد الأجنبي.
ومنذ السنوات العشر الماضية، حققت القوة الوطنية الشاملة للصين قفزة تاريخية، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي عتبة 110 تريليون يوان (17.7 تريليون دولار أمريكي بمتوسط سعر الصرف السنوي)، وتجاوز نصيب الفرد للناتج المحلي الإجمالي 12 ألف دولار أمريكي.
وقال تشانغ لي تشيون، باحث بمركز أبحاث التنمية لمجلس الدولة الصيني “على طريق تحقيق أهداف بناء المجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، تم تأسيس جمهورية الصين الشعبية وفتح طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وبعد بداية من الصفر، شرعنا نحو اتجاه التنمية عالية الجودة منذ السنوات العشر الماضية. وحققنا سلسلة من الإنجازات الكبيرة”.
في الوقت نفسه، نما نصيب الفرد لدخل الصينيين أيضا بالتوازي مع التقدم الاقتصادي في البلاد. وفي عام 2020، وفرت البلاد فرص عمل لـ11.86 مليون شخص في المناطق الحضرية. وحتى الآن، تجاوز عدد الناس المشمولين بالتأمين الطبي الأساسي 1.3 مليار، وتجاوز عدد الناس المشمولين بالتأمين الأساسي على الشيخوخة مليارا.
وقال تشانغ “سيستمتع الجميع بنتائج تنمية الصين. وذلك لا يزال يتجلى بوضوح في ظل التأثير الشديد للجائحة، وأعتقد أنه أظهر التماسك القوي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، لأنها تمثل المصالح الأساسية للشعب الصيني، وكانت قادرة على توحيد أوسع الجماهير وقيادتها للوصول إلى مستوى لا مثيل له من التقدم”.
*سي جي تي إن العربية.