Monday 23rd December 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الاشتراكية تفوقت على الرأسمالية فهل تقر الأخيرة بهزيمتها؟

منذ 5 سنوات في 15/أبريل/2020

*خاص من الكاتب لشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

سعيد مضية

جائحة وباء كوفيد – 19 نازلة مباغتة وتجربة بشرية تفوقت الصين ذات التوجه الاشتراكي خلالها على جميع البلدان الرأسمالية المتقدمة وحتى أكثرها ثراء وتقدما علميا. في هذا أكدت ريادة الصين مصداقية مخططي مشروع البناء الاشتراكي في الصين، إذ أكد القائد الشيوعي دينغ هيسياو بينغ واثقا حين طرح في العام 1977 المعالم الرئيسة للبناء الاشتراكي وفق خطوط المنهج الماركسي، “علينا في المستقبل الحصول، وبالتأكيد سوف نحصل على قدر من الحقائق نظهر من خلالها تفوق النظام الاشتراكي على النظام الرأسمالي. وهذا التفوق سوف يتجلى بعدة طرق، أولها وقبل كل شيء وتائر التنمية الاقتصادية وفعاليتها” *.

لم يكن التفوق وليد صدفة؛ إنما تمتد جذور له في عقود من التنمية الاجتماعية من طراز جديد، اعتمدت عوامل أولها “اتباع خط سياسي حازم ومثابر؛ والثاني ضمان الاستقرار السياسي والوحدة الوطنية؛ والثالث تعميق الروح الريادية النضالية؛ والرابع تربية فصيل من الكوادر ذوي توجه اشتراكي حازم، مزودين بمعارف مهنية علمية وقدرات عملية”. كل من العناصر الأربعة فاض على جماهير انخرطت في البناء الاجتماعي بالمعارف العلمية والخبرة العملية. جدل المعرفة والممارسة بلور الإنسان المحرر من قيم الرأسمالية، وعبر عقود النهج المثابر جرت التربية الاجتماعية لمئات ملايين البشر.

أدرك الفاشلون قصورهم، وتبينوا فضيحتهم أمام أعين مليارات البشر في مختلف أطراف المعمورة، إذ شاهدوا وشهدوا، في حمى قلق المعاناة، تناقض النجاح والفشل. تبينوا أزمتهم اخطر، في نظرهم، من أزمة الوباء القاتل. تلهى ممثلو الرأسمال عن مقاومة الوباء، وقدموا التصدي لعواقب فشلهم المريع. واضح انهم لن يقروا بالهزيمة ويغادروا الحلبة؛ وحسب تقدير المفكر الأميركي البارز، نوعام تشومسكي، “الخيارات المتاحة ستتراوح بين تركيبة دول وحشية شديدة الاستبداد، او إعادة بناء جذرية للمجتمع مشددين باتجاه أكثر إنسانية يلبي الاحتياجات البشرية بدلاً من الربح الخاص”.

في حمى الأزمة والموت الجماعي تكرس الرأسمالية أقصى طاقاتها لأزمة ما بعد الوباء. وحيث عبأت الصين، اشتراكية التوجه، كل طاقاتها العلمية والاقتصادية والكفاءات البشرية لوقف انتشار الوباء، فإن دول الرأسمال تقتر على مكافحة الوباء وتسخو في نفس الوقت على دعم احتكاراتها. في 24 آذار، أصدرت الأمم المتحدة نداء من أجل جمع ملياري دولار لمكافحة جائحة الفيروس القاتل في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية؛ وفي نفس الوقت اتخذت قمة العشرين الاقتصادية قرارا بتدبير مبلغ (4.5) تريليون دولار لإبقاء الاقتصادات الرأسمالية على قيد الحياة. شهادة جديدة على هشاشة النظام الرأسمالي وكذب مزاعم حرية السوق وخصخصة الاقتصاد؛ فللمرة الثانية خلال فترة قصيرة تقدم الحكومة حبل النجاة للاقتصاد الرأسمالي المتعثر.

من جهة ثانية أوضحت الإحصاءات المحدودة ان ضحايا الوباء هم بالذات ضحايا التمييز العنصري لثقافة الرأسمالية؛ إذ أفادت الإحصاءات من الولايات المتحدة ان 70 ٪ من الأشخاص الذين ماتوا بسبب جائحة كوفيد – 19 في مدينة شيكاغو الأمريكية هم من السود، على الرغم من كونهم لا يشكلون سوى 30 ٪ من السكان. وفي مقاطعة ميلووكي، التي لا يتجاوز عدد السكان السود فيها 27٪، كانت نسبة السود بين الوفيات 81 ٪.

تداري الدعاية الرسمية في عالم الرأسمال خيبتها بالزعم أن الحرية المطلقة التي يتمتع بها المواطنون تجعل من المستحيل تقليد الصين في التعبئة وفرض الحجر على نطاق واسع. حتى ان أكاديميا يدعي اليسارية راعه قدرة الصين على فرض حجر جماعي بقوة الذكاء الاصطناعي أكثر مما راعه هلاك عشرات الآلاف من ضحايا الوباء. ألا تعمد الرأسمالية في زمن الطوارئ تفعيل قوانين الطوارئ وتمارس الحجر تحجر على من ترى فيه خطرا عل النظام؟ ديمقراطية البرجوازية يمليها تعدد شرائح البرجوازية وتضارب مصالحها. والديمقراطية البرجوازية تقمع حرية الاختيار حين يهز ثوابت النظام. والممثلون الأيديولوجيون للرأسمالية لا يحاورون الأفكار الجذرية، بل يهيلون عليها أكداسا من التلفيقات والزيوف والشخصنة. البرجوازية تكافح بلا هوادة التعليم النقدي والثقافة النقدية والإعلام النقدي.

يقابل ذلك في الاشتراكية شحذ سلاح النقد في شتى الأنشطة. خلال التوجه الاشتراكي لا يملك المجتمع ترف التناحر بين الحكم والشعب. “نحن نمارس الديمقراطية الاشتراكية وليس البرجوازية”، أكد بينغ في معرض حديثه حول مهام البناء الاشتراكي. الديمقراطية الاشتراكية تتفوق على الديمقراطية البرجوازية بعوامل عدة في مقدمتها اقتران حرية الخيار بالوعي العلمي، يتمخض عنها وحدة الشعب والقيادة، الحزب والقواعد الشعبية من كل القوميات والطوائف.

خلال عملية التنمية الاجتماعية بأكملها يجري تطوير العلم وإدخاله في الإنتاج الموسع باضطراد. هنا يتجلى العامل الثاني لتفوق الديمقراطية الاشتراكية على الديمقراطية البرجوازية. فمنذ قيام دولة الصين ذات التوجه الاشتراكي، تقوم القيادة الكفؤة على المعرفة وسيلة للإقناع، وليس الأوامرية والإكراه: “على كوادرنا، خاصة في المستويات العليا، ان تمتلك الوعي الرفيع وتتخذ على الدوام مواقف حازمة حيال القضايا الأساس. وليس بغير هذه الطريقة نستطيع توحيد الشعب والحزب وتثقيفهما، بحيث يعبر الجميع الى تسعينات القرن بثقة تامة… نعمل بقلب واحد وعقل واحد، نخرج جميعنا، وننجز المزيد والأفضل والأسرع من النتائج الاقتصادية في بناء وطن اشتراكي قوي محدث.

تكتسب هذه المهمة العامة أهمية سياسية فائقة. المجتمع الاشتراكي شيء والأسلوب العياني لبناء الاشتراكية شيء آخر. فالطريق ليست ممهدة، وخبرة البناء ليست واضحة المعالم. أمكننا استعادة الخط الإيديولوجي للحزب، او بالأحرى استعدنا الخط الإيديولوجي للماركسية – اللينينية. وهذا ما يتجاهله الأكاديمي المرعوب من قدرة الصين على السيطرة على حاضرها المهدد بالوباء! يجهل الوحدة التي تفولذت خلال أربعة عقود من التنمية بوتائر عالية أثبتت بالملموس اختلاف الاشتراكية وافضليتها؛ فحسبها هيمنة وتسلط وسطوة. وهذا ديدن إعلام البرجوازية وثقافتها وعلومها الاجتماعية.
اما مزاعم الحرية البرجوازية فتوضح زيفها وقائع عديدة منها: “تحت حكم الرأسمال باغت الوباء الأميركيين وهم في ضائقتهم بدون غطاء صحي.

أجبر الفيروس الناس على البقاء في بيوتهم وأوقف البيزنيس العمال عن العمل؛ وحيث أن نصف الأميركيين تقريبا مؤمّنون صحيا في أعمالهم فإن توقيفهم عن العمل يعني فقدان الملايين الضمان الصحي والأجور. إن ذلك سخيف وقاس.نظام قلص المستشفيات والمصادر الطبية باسم الربحية ويقف مكتوف اليدين أمام الفيروس المميت بينما يلاحق الأرباح هو مجتمع سخيف وقاتل وقاس”، حسب تقييم الكاتب الأميركي باول ستريت، ثم استطرد في مقالة نشرها على موقع كاونتر بانش الإليكتروني:
“وقبل أربعة أيام أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن المستشفيات توجه تهديدات بطرد عمال الرعاية الصحية الذين ينشرون عن ظروف عملهم أثناء وباء فيروس كورونا.

وأبلغ مينغ لين، طبيب الطوارئ في ولاية واشنطون، أنه أبلغ بقرار الطرد من العمل لأنه أجرى مقابلة مع صحيفة قدم تفاصيل ما اعتبره عدم نجاعة معدات الحماية والكشف. وفي شيكاغو طردت ممرضة بعد ان أرسلت من بريدها الإليكتروني الى زملائها رغبتها في ارتداء قناع أفضل حماية أثناء العمل. تم طرد اخصائيين في الطب لأنهم أبلغوا الحقيقة بصدد عدم كفاية الحماية وسط أزمة صحية عامة قتل خلالها موظفو صحة. ليس بمقدورك خدمة الرب والمال معا.(ماثيو 6:12). وهذا ما لم تتطرق اليه منابر الإعلام الرئيسة في الولايات المتحدة أو خارجها. هيأت الثورة التقنية في الإعلام، الشبكة العنكبوتية، تكافح التعتيم الذي درجت عليه الميديا الرئيسة.

برزت كتيبة مقدامة من الكتاب النقديين تتزايد باضطراد، تفك قيود عزلة ألراده، وتنشر مطالعاتها على مواقع إليكترونية ضيقة الانتشار لكنها تتيح حرية التعبير .
قصور الحكومة في توفيلا وسائل الوقاية دفع سونالي كولهاتكار لعمل كمامات لها ولزملائها، فهيأت لها فرصة الاطلاع على “لاعقلانية الرأسمالية المعاصرة تنز مخاطر طويلة الأمد لمجتمعنا وللإنسانية.” سونالي كاتبة عمود بموقع تروثديغ، وهي المؤسِسة والمضيفة والمنتجة التنفيذية للبرنامج التلفزيوني “انهضوا مع سونالي”، الذي يبث من تلفزيون كلمة حرة (“فري سبيتش”). لا تستطيع سونالي مخاطبة جمهور واسع من خلال الميديا الرئيسة. “في الأسبوع الماضي اتصلت بي امراة من خلال التواصل الاجتماعي تطلب مني أن أجهز أقنعة لها ولزملائها؛ هي تعمل في أحد مرافق إعادة التأهيل في نيوجيرسي وأرعبها عدم توفر الأقنعة اللازمة.

يرضيني ان أستطيع تقديم المساعدة، لكن أغضبني وأحزنني أن أعلم أن في بلاد الثراء تجد امرأة نفسها مضطرة لطلب المساعدة كي تحمي نفسها وزميلاتها من وباء قاتل. يكاد يملأ كل فرد بالغضب أن يعلم ان أطباءنا وممرضاتنا يتلهفون للأقنعة والمعدات الطبية الأخرى التي يفترض أن توفرها لهم هيئات حكومية.
إن فقدان المعدات ناجم مباشرة عن نظام رأسمالي على درجة من التخبط بحيث لا يفيد سوى أصحاب الأسهم. اختصرت “الواشنطون بوست” الحالة مع كورونا في ما صدر عن نائب حاكم ولاية إلينويس، ‘هنا عالم الكلاب تأكل الكلاب’. بمقدورنا ويجب علينا الانضمام الى الجهود الشعبية كي نعتني ببعضنا البعض في زمن هذه الأزمة. سوف نسقط ضحايا أزمات قادمة إن لم تعزز جهودنا بانتقادات المظالم التي أنزلتها الرأسمالية بنا”.

أوجز الكاتب جوناثان كوك على موقع كاونتر بانش تأملاته بصدد ديمقراطية البرجوازية: “نافذة أعدت لنا كي نطل منها على الحقيقة. أتاح لنا الفيروس فرصة وعي زيف هذه الحقيقة وتطوير تصورنا النقدي؛ تصور يمت لنا حقا بصلة وليس للآخرين. هم بحاجة لحفظ النظام، وإظهار قدراتهم ومنع السخط من ان ينفجر غضبا أو ثورة … خوفنا الراهن عدو لتكوين تصور نقدي والاحتفاظ به. كلما زاد خوفنا مما يدور حولنا، أو من الموت تزداد احتمالية استسلامنا لكل ما يقال لنا انه يحافظ على سلامتنا. تحت غطاء الخوف المنتشر والقلق غير المبرر بصدد حالة الاقتصاد ومستقيل العمالة فإن البلدان من شاكلة الولايات المتحدة تقوم بتحويل مبالغ مالية ضخمة الى الشركات الكبرى. والسياسيون الخاضعون لسطوة البيزنيس الكبير والميديا المملوكة من قبل البيزنيس الكبير يندفعون في هذا السطو بلا إمعان نظر.

بصم الكونغرس على تقديم تريليونات من الدولارات للإنفاق على الحروب في أفغانستان والعراق دون النظر فيها من قبل مجلس الشيوخ ومجلس النواب”.

أحد عوامل تفوق الديمقراطية الاشتراكية تجسد في تكريس التطور العلمي – التقني القوة الأساس لتطوير الإنتاج، وليس من أجل الربح.” بمقدورنا فقط تحسين مستويات المعيشة بالتدريج على قاعدة الإنتاج الموسع.. فمن الخطأ توسيع الإنتاج بدون رفع مستوى معيشة الشعب؛ ولكن من الخطأ أيضا – في الحقيقة مستحيل- رفع مستويات حياة الناس بدون توسيع الإنتاج”. التطوير يشمل أربع قطاعات أساسية تتوزع المجتمع بأسره. “أربع مهمات جوهرية مطلوب الاهتمام بإنجازها معا لتحديث الصين الشامل، أو كما طرح في مؤتمر سابق التحديثات الأربع: الاقتصاد، الزراعة، العلوم والتربية، الجيش”.

خط السير هذا يُدخل العلم في تفكير المنتجين: المزيد من العلم في الإنتاج يسفر عن مزيد من مكاسب المنتجين المادية والثقافية. بالملموس يطرح دينغ المعادلة: متوسط الدخل السنوي في الصين (اوائل الثمانينات) 200 دولار، وفي هونغ كونغ وسينغافورة يزيد على 3000 دولار، ونسعى لمضاعفة الإنتاج الوطني عدة مرات لكي يصبح معدل الدخل السنوي ألف دولار في نهاية القرن. وهذا المستوى في الصين سوف يكون أفضل من معدل دخل ألفي دولار في بلد غير الصين؛ في الصين لا يوجد طبقة مستغلة أو نظام استغلال، حيث يتسع الفرق بين الغنى والفقر، وحيث يتركز الجزء الأعظم من الدخل بأيدي الرأسماليين.” ثم يزيد القضية وضوحا وبذا فالتمسك والاستقرار والوحدة وبالمبادئ الأربعة الرئيسة ينسجم كليا مع خط الالتزام بتلك السياسة. إنها السياسة الحازمة والمثابرة لحزبنا توسيع الديمقراطية وتطوير النظام الحقوقي باضطراد”.

مقابل هذا الوضوح والحزم نجد الديمقراطية البرجوازية تتعمد التزييف والتلفيق والتحريف وتجزئة الحقيقة والتعتيم .إعلام البرجوازية لا تهمه الحقيقة، بل حرية العبور الى ضحاياه يضلل أو يخدر، يربك المتلقين حين يورد الخيار ونقيضه ويشجع، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث الفجاجة والمماحكات المثيرة للغثيان، علاوة على تزوير الوقائع والشعوذات. برز في ازمة الوباء مشعوذون من مختلف الأديان يرجعون الوباء الى غضب من الله على خطايا بشر. للأوبئة مسبباتها في الواقع المعاش، ومن الواقع المعاش ترياقها، يستنبطه العلم والأبحاث العلمية يجريها علماء متمرسون. الله لا يأخذ البريء بجريرة المجرم.

  • مراجع: المقتطفات في هذا المقال منقولة عن الأعمال المختارة للقائد الشيوعي دينغ هيسياو بينغ، المجلد الثاني (باللغة الانجليزية) – الوضع الراهن والمهمات المطروحة يناير 1980، صفحات 241-272 .

#سعيدمضية: #كاتب و#باحث شهير؛ وعضو سابق في المكتب السياسي بالحزب #الشيوعيالاردني؛ وصديق للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين؛ وناشط في لجان الدفاع عن الأراضي في #فلسطين؛ وصدرت له الكثير من الكتب في #القضيةالفلسطينية و#الثقافةالوطنية الفلسطينية وغيرها، وانتخب في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتّاب #الفلسطينيين من 1996حتى 2004.

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *