شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: طارق قديس *
أي متابع لتصريحات الساسة الأمريكيين تجاه الصين على مدار أزمة كورونا في العالم، سيلاحظ اختلالات جسيمة في التهم الرئيسية الموجهة إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي أنها قد أخفت حقيقة خطورة الفيروس عن العالم منذ ظهوره في ووهان نهاية عام 2019، وأن الفيروس قد نشأ في معهد ووهان للأبحاث الفيروسية.
الاختلالات الجسيمة في هذه التهمة المركبة هي أنها تستند بمجملها إلى تكهنات وافتراضات أطلقتها شخصيات سياسية أمريكية، ففيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه اطلع على دليل يؤكد ذلك، وتلاه وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بالإعلان عن أن الأدلة التي بحوزته لإدانة جمهورية الصين الشعبية هي هائلة، عمدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية للإعلان بأنها انتهت إلى استنتاج مهم وهو أن فيروس كورونا ليس من صنع بشر ولم يتم تعديله جينيّاً. هذا في ذات الوقت الذي أكد فيه بومبيو نفسه بأن “الأدلة الهائلة” التي بحوزته لا ترقى إلى حد اليقين!
هذه الاختلالات في التصريحات الأمريكية الداخلية، هي في حقيقتها ادعاءات بلا دلائل. وقد بدت كافية للعيان لإظهار حجم المأزق الذي يعيشه الساسة الأمريكيون ديمقراطيون وجمهوريون، والذي تعمق في الموقف من جمهورية الصين الشعبية، وأكدت أن كل ما أثير من هجوم على بكين كان هجوماً كيديّاً تم تحت ضغط سياسي بحت من قوى كبيرة في مركز القرار، وذلك بهدف تعزيز فرص الرئيس دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية القادمة.
بدورها لم تقف القيادة الصينية الحكيمة محتومة اليدين أمام هذا الاتهام الزائف، وإنما عادت للتأكيد على نفي التهمة شكلاً ومضموناً، فامتناع وزير الخارجية عن رفد الإعلام بدليل واحد من ركام “الأدلة الهائلة” التي يمتلكها لهو دليل كافٍ لتعرية من تفوه به ودحضه من الأساس.
فالأمر أصبح ظاهراً كالشمس في وضح السماء أن الإخفاق الذي حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع جائحة كورونا منذ أن أعلنت بكين عن ظهورها في بواكير أيامها، وعن مدى تطورها، لم يدع مناصاً أمام الرئيس ترامب إلا البحث عن كبش فداء للقضية، عثر عليها في إلقاء اللوم على جمهورية الصين الشعبية التي ما فتئ يتوعدها ويكيل لها التهم في كل حين.
وفي النهاية أرى من اللزام علي أن أكرر من جديد توصية القيادة الصينية الحكيمة ممثلة بالرئيس شي جين بينغ التي تعالت عن الاتهامات الأمريكية الظالمة لها والمؤججة للمواجهات بين الدول والمخالفة للقانون الدولي، ووقفت جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية في مواجهة المرض، وقد بادرت إلى إرسال مساعدات لدول متعددة منها أمريكا ودول غربية والأردن لمكافحة كورونا، بينما أمريكا لم تساعد أحداً في العالم لمكافحة الوباء، الأمر الذي يكشف حقيقة السياسة في واشنطن ذات المنحى الأحادي لخدمة نفسها ومصالحها لا لخدمة الإنسانية، وتوصية القيادة الصينية هي بأنَّ أفضل شيء يمكن أن تفعله القيادة الأمريكية هو أن تصب تركيزها على مكافحة الوباء على أراضيها بدلاً من دراسة خطط مقترحة لمعاقبة بكين على تقصير لم يحدث منذ البداية، منها التفكير بإلغاء بعض الديون المستحقة على واشنطن، وفرض تعرفات جمركية على البضائع الواردة من جمهورية الصين الشعبية.
#طارققديس: #شاعروكاتب #أردني معروف وله العديد من الإصدارات الشعرية، وعضو #قيادي متقدم ومستشار رئيس #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين لقضايا الثقافة والأدب والقلميين في الصين.