*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر/
بقلم عبدالله كامل *
منذ الإعلان الرسمي عن تفشي وباء فيروس كورونا حول العالم، وما نتج عنه من تداعيات طالت على وجه الخصوص الطبقة العاملة وسائر الكادحين، الذين يحرقوا جهدهم الجسدي في مصانع وشركات البرجوازيين مقابل أجور وضيعة لا تضمن لهم أكثر من استمرار عملية النهوض والالتحاق بورش العمل والمصانع الضخمة والشركات الرأسمالية لاستمرار عجلة الاقتصاد، وتراكم فائض الإنتاج في جيوب سارقي الإنسانية ومستغليها، دون حتى أدنى مقومات الحياة الأساسية في بعض البلدان.
وما فاقم الأزمة هو الإغلاق الشامل الذي وضع هؤلاء العمال خاصة ذوي الدخل اليومي المحدود أمام تحدي البقاء وعائلاتهم على قيد الحياة والنجاة من خطر الموت جوعا وبلا مأوى، ناهيك عن خطر الإصابة بهذا الفيروس وعدم التمكن من إيجاد العلاج اللازم بفعل عدد الإصابات الكبير وانكشاف زيف النظام الصحي في معظم الدول الرأسمالية أو أذنابها التي تنفق الملايين من الدولارات على السلاح والحروب والقتل.
وفي ظل الحديث عن محاولات عديدة لصنع لقاح لهذا الفيروس الخطير تخرج علينا بعض الأصوات من مركز هذه الدول اللا إنسانية الوضيعة لتقترح شعوب إفريقيا ميدانا لاختبار هذه اللقاحات، بحيث صرح رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى كوشين في باريس جان بول ميرا خلال مقابلة على قناة تلفزيونية بانه يجب تجريب لقاح محتمل لفيروس COVID-19 في أفريقيا.
هذه العقلية المجرمة التي لا ترى في البشر الا أعدادا تنقص او تزيد خدمة لمصالحهم البرجوازية هي اخطر من الفيروس نفسه، ففي حين يحتضر العالم ويعيش مأساة إنسانية كبيرة يخرج تجار الموت والاسلحة والأدوية ليمتصوا دماء الفقراء والمساكين ان شعوب إفريقيا ليست ميدان تجارب لتجارة الموت الإمبريالية، بل هذه الشعوب الحرة هي من ستسقط اجرامكم مهما طال الزمن.
*عبد الله كامل– عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين