اقترحت قمة خاصة للناتو في بروكسل أواخر الشهر الماضي زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا لأن الأزمة الأوكرانية وصلت إلى مأزق دبلوماسي وعسكري. كما صرح الأمين العام للناتو ستولتنبرغ علنا أنه إذا تقدمت فنلندا والسويد بطلب للانضمام إلى الناتو، فإن الناتو سيرحب بهما ويضمن قبولهما بسرعة، وقد أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن ترحيبهما بذلك. علاوة عن ذلك، واصل الناتو أيضا تضخيم ما يسمى بـ”التهديد الصيني”، حيث قال ستولتنبرغ إن نهج العلاقات الصينية الروسية يهدد أمن الناتو.

إن موقف الترحيب بدول جديدة في الناتو هو أيضا استمرار لممارسات الحرب الباردة المتمثلة في خلق المواجهة والحواجز، ويسمي الناتو هذه التحركات “حلولاً”، لكنها في الحقيقة تصب الزيت على النار . إن التكتلات العسكرية من مخلفات الحرب الباردة، وقد واجه حلف الناتو وحلف وارسو بعضهما البعض منذ ما يقرب من نصف قرن، ومع تفكك الاتحاد السوفيتي، كان من المفترض أن ينقضي الناتو من التاريخ في نفس الوقت الذي دخل فيه حلف وارسو. ومع ذلك، بدلا من حل الناتو، واصل الناتو التوسع وتعزيز قوته، وتدخل بالقوة في يوغوسلافيا والعراق وسوريا وأفغانستان ودول أخرى. يمكن تصور النتيجة إذا استمر هذا الأمر، فإن أزمة أوكرانيا هي واقعة تحذيرية.

يختلف مفهوم الصين في العلاقات الدولية اختلافا جوهريا عن مفهوم الغرب.إذ لطالما أصرت الصين وروسيا على تطوير علاقة صداقة وحسن الجوار الطويلة الأمد والتعاون المتبادل المنفعة على أساس عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف طرف ثالث. منذ اندلاع أزمة أوكرانيا، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ موقف الصين واقتراحها بشأن حل الأزمة وتهدئة الأوضاع في عدة مناسبات دبلوماسية. خلال المكالمة الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 25 فبراير، دعا الرئيس شي جين بينغ إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة، والاهتمام بالشواغل الأمنية المشروعة لمختلف الدول واحترامها، وتأسيس آلية متوازنة وفعالة ومستدامة لأمن أوروبا من خلال التفاوض. وكذلك في 18 مارس، صرح الرئيس شي جين بينغ أيضا في مكالمة فيديو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الحل الدائم هو أن تحترم الدول الكبرى بعضها البعض، وترفض عقلية الحرب الباردة، وتستبعد المواجهة بين التكتلات، وتبني هيكلا أمنيا متوازنا وفعالا ومستداما بشكل تدريجي للمنطقة وللعالم.

تؤثر الأزمة الأوكرانية على العالم بأسره، ويرى المجتمع الدولي بوضوح شديد من هو المثير الحقيقي للمتاعب والتهديدات الأمنية. تسعى الصين وروسيا إلى التعاون في السعي لتحقيق السلام والمعارضة للهيمنة بلا حدود، وتتميز العلاقات الصينية الروسية بعدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

*سي جي تي أن العربية.