شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
الأنباط-الأردنية/
حقائق كوريا تفضح فبركات مدافع إعلام الاحتكارات
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
قرأت الكثير من التلفيقات والتشويهات الشيطانيَّة بحق كوريا الديمقراطية في وسائل الإعلام الغربية، نقلها جزء من الإعلام العربي دون أي تدقيق أو تمحيص في حقيقتها. أَعجب لأمر هذه الوسائل الإعلامية التي لا تلتزم بنُبلِ مهنة الصحافة والإعلام التي تفترض ضرورة تقديم الوقائع دون غيرها للقراء.
جزء من هذه الاكاذيب إدّعى بأن الحكومة الكورية منعت مواطنيها من الضحك والابتسام والاحتفاء بحلول العام 2022..! تقول الفبركات كذلك، بأن الحكومة “الكورية الشمالية!” منعت مواطنيها من ارتداء الملابس الزاهية والملونة والجميلة، وحَظَرت عليهم اللهو حتى في شوارع العاصمة والمدن الأخرى والقرى، على أبواب العام الجديد!
عندما تتحدث أنباء بعض الصحافات عن كوريا “الشمالية” بالمعنى الجغرافي حصراً، هي توحِي ضمناً رفضها الاعتراف بوجود هذه الدولة الاشتراكية، إلا أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية موجودة منذ عشرات السنين، وها هي ابتداء منذ خواتيم الحرب العالمية الثانية تتطور وتزدهر وتمنح مواطنيها كل أسباب الراحة والعمل والطبابة والتعليم في مصايف الدولة وعلى شواطئ بِحارِها بالمجان تماماً، وهو واقع غير موجود في أيٍّ من دولِ “جنَّة الرأسماليَّة” المزعومة، التي تنشغل دون أي سبب وجيه بتصويب مدافعها ضد كوريا والكوريين، وشَنّ حروب الكلام ضد عشرات الشعوب والدول الفقيرة والثالثة وفي مواجهة تلك التي لا تسير وفقاً لأهداف الاحتكارات الدوليَّة وسياساتها.
في حقيقة الأمور، أن الشعب الكوري وقيادته السياسية استقبلا العام الجديد 2022م بمزيدٍ من البهجة والسرور واللهو والاحتفالات، وتم تقديم العروض الفنية المتنوعة في المركز والمناطق المحلية بهذه المناسبة، مِمَا زاد أجواء العيد بهجة وأصحابه حُبوراً. وفي صورٍ مُمَاثِلة، عُرِضَت الحفلات الموسيقية بأداء الأوركسترا السيمفونية الوطنية الكورية الشهيرة في “مسرح مورانبونغ” المعروف، والعرض الفني العام للموسيقى والرقص بأداء فناني “فرقة بيبادا للأوبرا”، والفرقة الفنية القومية الوطنية في مسرح بيونغ يانغ الكبير.
بالإضافة إلى هذا، تابع الكوريون المسرحية الشهيرة “الخدمة المتفانية” على خشبة المسرح الوطني للدراما، وقد تركت الانطباعات العميقة في قلوب المشاهدين الذين شاهدوا أيضاً العرض البهلواني العام على خشبة مسرح بيونغ يانغ للسيرك.
كما تم إحياء حفلات استقبال عيد رأس السنة في المسارح الفنية، وقاعات الثقافة، وقصور التلاميذ والأطفال، وغيرها في محافظات بيونغآن الشمالية والجنوبية، وهوانغهاي الجنوبية، وزاكانغ، ومدينة كايسونغ، بعناوين “نحن الأكثر سعادة في الدنيا”، “عيد رأس السنة الخالد وسط تبريكات المارشال”، “عيدنا المُبارك لرأس السنة”، كذلك ابتهج الشعب بالاحتفال على خشبة مسرح تشونغزين وساحة هايآن بمدينة واونسان، مِمَا أضفى مزيداً من المرح على أجواء العيد، وكانت شبكات الخدمة الغذائية في أرجاء كوريا مكتظة بالزبائن، وقضى الناس الأوقات الجميلة فيما هم يتناولون الأطعمة القومية والمأكولات المتنوعة في المطاعم الشهيرة، مثل: “أوكريو”، و “تشونغريو” في العاصمة بيونغ يانغ، ومطعم “كيونغآم” في ساريواون، ومطعم “سينهونغ” في هامهونغ وغيرها، وعَرضت الأكشاك في شتى أرجاء العاصمة خدمة “الكستناء” و”البطاطا الحلوة المشوية”، وغيرها، لتبِّث السعادة الكبيرة في قلوب السكان.
وما يَضحض تلفيقات وسائل الإعلام العدوة لكوريا الاشتراكية، حَملة بيع بطاقات التهنئة بالعام الجديد في محال التذكارات والمكاتب في بيونغ يانغ، إذ تبادل الناس تحيات التهنئة بالعام الجديد بلطف في الدولة برمتها، وبين العائلات، وبين المعلمين والطلبة، وبين الجيران والأقرباء والزملاء.
المعضلة التي تواجهها كوريا الديمقراطية والدول غير الخاضعة للاحتكارات السياسية والاقتصادية العالمية ولوبيَّات الحرب والقتل، هي أن الصحافة المعادية لكوريا وتلك البلدان قوية في المَعمورة، ولا يوجد مَن يقف في مواجهتها لكسر شوكتها وفضحها وإعلان الحقيقة.
أجواء العيد في كوريا كانت وما زالت إلى اليوم مُشتعلة بالفرح، وتستمر الاحتفاءات بالعام الجديد في أماكن العروض الفنية، ووحدات الخدمة الاجتماعية، والعائلات في البلاد كلها، ما يؤكد أن الوضع في كوريا يتألق، ومزاج الشعب الكوري إيجابي للغاية، وهو يثق بمستقبل أكثر تطوراً للوطن، ولتحقيق الجديد من النجاح، واختراعات أكثر، بجهود القائد الكوري الصديق كيم جونغ وون.
*الكاتب متخصص في الشؤون الكورية وعضو فخري في اتحاد الصحفيين الكوريين.