CGTN العربية/
في الآونة الأخيرة، أصدرت الجهات المختصة في الصين إعلانا بشأن وقف بث برامج قناة بي بي سي وورلد نيوز في الصين، وخاصة أعلنت إذاعة وتلفزيون هونغ كونغ، وهي محطة إذاعية عامة، إنها توقفت عن بث بي بي سي وورلد نيوز وبي بي سي نيوز ويكلي. تجاه هذا، ردت بي بي سي، وأصدر مقر قيادتها ورئيسها بيانين باسم القيادة وباسم الشخصي مدعيين بأن تقاريرها كانت مضبوطة ومحايدة.
قد رأت جماهير الشعوب بأم أعينها تغطيات الأخبار الدولية من قبل بي بي سي منذ الزمان، وكلما تزعم بي بي سي عن الدقة والحياد، تتلقى السخرية في نطاق العالم كله.
لا تزال هناك بعض خصائص بي بي سي التي لم تحظ باهتمام خاص، فهذه المنظمة لديها بعض الأسرار الخفية من حيث التوظيف والتمويل وقبول المراقبة المهنية، من قبل القطاع وغيرها.
السر الأول: قناة بي بي سي وورلد نيوز لم تقبل المراقبة والإدارة بواسطة هيئة تنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة (أوفكوم)
تخضع جميع وسائل الإعلام في المملكة المتحدة، بما في ذلك بي بي سي، للإشراف والمراقبة بواسطة هيئة تنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة (أوفكوم)، ويمكن للجماهير تقديم شكوى ضد البرامج التي لا ترضيهم في أي وقت، باستثناء وسيلة إعلام واحدة وهي قناة بي بي سي وورلد نيوز. وعلى المستوى العلني، هذه الهيئة الإعلامية الخارجية التي تضم مئات الملايين من المشاهدين والمستمعين هي هيئة اعلامية خارجية تتحمل المسؤولة عن نشر القيم البريطانية إلى العالم الخارجي لا تخضع لادارة ومراقبة القوانين والاجهزة الخارجية وجمهور المشاهدين والمستمعين في المملكة المتحدة.
تظهر المراقبة والإشراف البريطانية لوسائل الإعلام جانبين داخليا وخارجيا، فالمشاهدون الغاضبون من المعلومات الكاذبة التي يتم بثها على قناة بي بي سي وورلد نيوز، بما في ذلك المشاهدون البريطانيون، ليس لديهم مكان للشكوى من قناة بي بي سي وورلد نيوز. والنتيجة هي أن مئات الملايين من مشاهدي القناة في جميع أنحاء العالم يتلقون معلومات دون معايير الجودة والمراقبة كل يوم. وعندما تعتبر المملكة المتحدة بعض البلدان كدول معادية، فإن نسبة التقارير والمعلومات الملفقة عن هذه البلدان والمناطق مرتفعة الى حد مدهش حتى وصل الى حد تسمية الابل حصانا.
السر الثاني: كان القسم الخامس في هيئة المخابرات العسكرية (إم أي 5) مسؤولا عن فحص وتدقيق جميع موظفي بي بي سي لوقت طويل
كشف موقع بي بي سي نيوز في تقريره عن الحرب الباردة في 21 أبريل 2018 أن إم أي 5 أجرى مراجعات داخلية لجميع موظفي بي بي سي قبل بدء عملهم، حيث تم رفض قبول بعض الإعلاميين المعروفين بسبب فشلهم في الفحص والتدقيق. طبعا هذا النوع من المراجعات سري ولم يتم الكشف عن النتائج للشخص ذاته.
من غير المعروف ما إذا كان هذا النوع من المراجعة لا يزال مستمرا حتى الوقت الراهن، فبالإضافة إلى المراجعة، هناك المزيد من الأسرار حول تورط وكالات المخابرات البريطانية في قناة بي بي سي وورلد نيوز.
السر الثالث: قناة بي بي سي وورلد نيوز تباهي بعملياتها التجارية
في عام 2011، قدم موقع بي بي سي نيوز على وجه التحديد أن المصدر الرئيسي للأموال للحفاظ على تشغيل قناة بي بي سي وورلد نيوز هو وزارة الخارجية البريطانية، والتي توزع باسم الإعانة الحكومية البرلمانية ولا تكلف مباشرة ضريبة التلفزيون التي يدفعها دافعو الضرائب البريطانيون. في السنوات الخمس الماضية، وفقا لرخصة التشغيل المكونة من 16 صفحة للقناة، بلغ ضمان التمويل الأساسي السنوي 254 مليون جنيه إسترليني على الأقل. في الأصل، كانت قناة بي بي سي وورلد نيوز معروفة بأنها الناطق بلسان الحكومة البريطانية وهوية وسائل الإعلام الدعائية للخارج، ولم يكن سرا أنها استخدمت التمويل المباشر من وزارة الخارجية البريطانية.
ومع ذلك، تظاهرت بي بي سي مؤخرا كأنها مسكينة بعد توقفها للبث في الصين، مدعية بشكل متكرر أن قناة بي بي سي وورلد نيوز تحصل على الدعم المالي من خلال العمليات التجارية اعتمادا على اشتراكات المستخدمين والإعلانات التجارية بشكل أساسي.
إذا، ما هي نسبة الإيرادات التجارية في تمويل قناة بي بي سي وورلد نيوز؟ هل يمكن نشر هذه المعلومات؟ لماذا تريد بي بي سي إخفاء الهوية الرسمية لقنواتها الدولية والتأكيد على عملياتها التجارية؟ هل هذا مشتبه به في خداع الجمهور؟
محاولة توسيع قناة بي بي سي وورلد نيوز تتعرض لضربة قاسية
لدى بي بي سي الكثير من الأسرار، ومع مرور الوقت، سيتسرب المزيد من هذه الاسرار في المستقبل.
فيما يتعلق بمستقبلها، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان لديها آمال كبيرة في البداية لقناة بي بي سي وورلد نيوز. بعد سنوات من التعذيب من قبل سياسة التقشف لحزب المحافظين، أعادت وكالة الدعاية للخارج صياغة خطتها الطموحة للتوسع في الخارج – تسريع نشر “القيم البريطانية المعولمة” بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتخطط لاستعادة عدد البث باللغات الأجنبية من 29 إلى 42، متعهدة بجذب 500 مليون مشاهد او مستمع بحلول عام 2022. وفي الوقت الراهن، تم توقف قنواتها الدولية في الصين، وتعرضت محاولة توسيع قناة بي بي سي وورلد نيوز لضربة قاسية.