Tuesday 19th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الأديان في أذربيجان (2).. “باكو قلعة حقيقية حامية للأديان والحريات الدينية وأصحابها”

منذ 4 سنوات في 18/ديسمبر/2020

شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

 

الأديان في أذربيجان (2)

باكو قلعة حقيقية حامية للأديان والحريات الدينية وأصحابها

 

الأكاديمي مروان سوداح

يلينا نيدوغينا 

*الكاتبان أصدقاء لأذربيجان ومتخصصان في شؤونها منذ عشرات السنين.

 

 أخذنا على عاتقنا في “شبكة طريق الحرير الإخبارية” مهمة مواصلة نشر موادنا الصحفية الموضوعية عن الأديان في أذربيجان، وبخاصة بما يتصل بصورتها ودورها الواقعي واليومي في المجتمع الأذربيجاني الشقيق، ذلك للأهمية القصوى لهذه القضية، ليس لأصحاب الأديان فحسب، بل ولمختلف الشعوب والقوميات في العالم ولأجل مستقبله المُتّحد لخير الأنام، لا سيّما وأن الأديان وأصحاب الأديان يلعبون أدواراً كُبرى في مصير الانسانية وتوجهاتها. فالأديان قيمة سماوية وإيمانية غير معزولة عن الانسان وهمومه اليومية وتطلعاته، وهي وإلى جانب ذلك أيضاً قيمة عليا في البشرية لما تختزنه من سُموٍ أخلاقي وتعاليم ومبادىء ورؤى وتوجهات ومواقف شريفة، تمارس كلها تأثيرات حاسمة على العقول والقلوب ومستقبل الناس والدول بمختلف ألسنتهم وأفكارهم وفلسفاتهم.

 

 خلال عشريات كثيرة بدأت منذ الحقبة السوفييتية، نواصل كلينا وبصورة حثيثة، متابعة الحياة اليومية بشقيها المدني والديني في أذربيجان، وفي غيرها من البلدان التي كانت تُسمّى جمهوريات سوفييتية خلال فترة زمنية طويلة، إذ تتمتع غالبية هذه البلدان، وعلى رأسها أذربيجان الشامخة بالحريات والعلومية والاحترام والاجلال لحقوق الانسان وتُعلي قيمته على الأرض وفي السماء، بتعددية دينية ومذهبية واضحة المَعالم في بُنياتها ومؤسساتها المتخصصة ورجال الدين فيها – عدا أرمينيا للأسف، التي تصطبغ كدولة بصبغة واحدة فقط، أُرثوذكسية غير منفتحة على الآخر الديني والمذهبي. 

 

 وعلى مِثال جمهورية أذربيجان المُسلمة؛ نرى كباحثين منذ عهد بعيد في الشؤون الأذربيجانية والسوفييتية والروسية؛ أن العَمائر ذات الأهداف الدينية ومُلحقاتها الخدمية وتلك التي تضطلع بأعمال اجتماعية، متوافرة بكثرة في أذربيجان ومزدهرة فيها وتكتسب استقلالية داخلية وسيادة كاملة وتامة على نفسها ويحميها القانون، ففيها مَساجد وكَنائس ومَعابد عاملة ومُورِقة تتآخي مع المساجد، وتعود مُلكية الأبنية المسيحية لمختلف الطوائف الدينية ورئاساتها الروحية، وهي تتمتع بالحريات في نشر معتقداتها شفاهةً وكتابةً ونشراً، ما يُعدُ واقعاً مِثالاً يُحتذى لمختلف الأنظمة السياسية للتمثل بالواقع الأذربيجاني الذي صَهَرَ بنجاح مختلف أصحاب الأديان، وبموافقتهم، في بوتقة انسانية واحدة لصالح الحياة البشرية المُقدّسة التي لا يَعلو عليها قدسية في مختلف رياح الكرة الأرضية.

 

 تُعتبر الديانة المسيحية في أذربيجان أكبر الديانات عدداً وانتشاراً بين السكان بعد الديانة الإسلامية السائدة هناك، فتاريخ المسيحية في أذربيجان يعود إلى عصر ميلادي مبكر، وبالرغم من أن نسبة المسيحيين قليلة (أقل من 5 بالمئة) لمجموع عدد مواطني الدولة (نيف وعشرة ملايين شخص)، إلا أن دورهم يُعدُ كبيراً وفاعلاً في حياتها اليومية في مختلف الحقول، ذلك أن النظام السياسي العصري والمنفتح والعِلماني لجمهورية إذربيجان يتمتع بالسماحة تجاه الأديان الأخرى وأتباعها ومتطلباتهم المختلفة، لذلك برزت باكو عبر تاريخها، بخاصة في الحقبة الاستقلالية ما بعد الإتحاد السوفييتي، كعاصمة لدولة تحتضن التفاهم العالمي الديني والسياسي. 

 

  تؤكد المراجع التاريخية والوقائع أن أسلاف الشعب الأذربيجاني اعتنقوا المسيحية في العصور الميلادية الأولى، وأُقيمت على أرضهم الكنائس والأديرة الرهبانية التي بقيت قائمة ومصانة إلى يومنا هذا، ونشاهد بعضها في أراضي أوغوز – الأراضي الألبانية – الأذربيجانية التاريخية. ولهذا، يستمر الشعب الأذربيجاني المنفتح على الآخر، في زيارة المواقع المسيحية، ضمنها الكنائس الألبانية المصانة تماماً بقوى الدولة الأذربيجانية وشعبها منذ العهد الميلادي الأول، كونها عَمائر ذات قدسية خاصة، ومنها كنيسة “كيش” (شاكي)، و”خداوَند غنجاسار” (كالباجار)، و”جومروك، ولاكيت”، و”قُم” (قاخ)، و”آواي” (قازاخ)، و”جوتاري” (قابالا) وغيرها.

 

 تُعتبر الكنيسة الأرثوذكسيَّة الروسية في مقدمة الكنائس الناشطة بتميز في أذربيجان، تليها الكنيسة الأرثوذكسيَّة الجورجيَّة، وثالثها الكنيسة الكاثوليكيَّة (اللاتينية) الرومانيَّة، ورابعها الكنيسة اللوثريَّة الپروتستانتيَّة، كنائس ذات وجود ملموس في الحياة اليومية الأذربيجانية. كذلك يوجد عدد من الأرمن الأرثوذكس، لكن أصول أغلبية المسيحيين في أذربيجان روسية بالدرجة الأولى، تعقبها الأصول الجورجيَّة، ثم الأقلية الأرمينيَّة التي تتواجد أساساً في قره باغ الأذربيجانية. إضافة إلى ذلك، تُشير المراجع المحكمة، إلى أن “مجتمع ألبان-أودين المسيحي” إعلن عن نفسه من خلال تسجيل رسمي له في عام 2003، وذلك لوجود أتباع للكنيسة الألبانية برغم قلّتهم  العددية، التي تصل وفقاً لبعض الأرقام إلى نحو خمسة آلاف فرد بعد أن اضمحل وجود الكنيسة الألبانية في النصف الأول من القرن التاسع عشر، واستحوذت الكنيسة الأرمنية على ممتلكاتها بدون وجه حق.

 

 في دراسة منشورة لوكالة أنباء (أذرتاج) جاء، أن “ألبانيا القوقازية التي لفتت أنظار مؤرخي العالم بتاريخها القديم وثقافتها ومعالمها الأثرية، تُعد من أولى الدول في العالم التي انتشرت فيها المسيحية. ويضيف أذرتاج، أنه ووفقا للمصادر التاريخية، فإن وصول المبشرين المسيحيين من القدس وسورية في القرن الأول الميلادي إلى هذه الأراضي، أدى إلى تكوين المجتمعات المسيحية الأولى هناك. كذلك، اكتشفت محاولات أرمنة الكنائس الألبانية في البحوث العلمية للعديد من المؤرخين العالميين. ويُذكر، أن “الكنيسة الألبانية الرسولية” كانت قد أُخضعت قسراً للكنيسة الأرمنية الغريغورية، وفقًا لمرسوم الإمبراطور الروسي “نيكولاس الأول”، الصادر في 11 مارس/ آذار عام 1836م، والذي وافق عليه مجلس الشيوخ الروسي في 10 أبريل 1836م، وبذلك انتهى استقلال الكنيسة الألبانية، للآسف.

 

 تجري في أذربيجان بلا توقف أعمال ترميم وحماية للكنائس على نفقة الدولة. فمثلاً، تم إصلاح الكنيسة اللوثرية التاريخية وفتحها للعبادة في منطقة غويغول، حيث تعيش “الجالية الألمانية العظيمة”، في حين توجد لدى الكاثوليك كنيسة في العاصمة باكو، ويتبع لها بيت لخدمة وأيواء المُشردين. والبقية تأتي.

 

يتبع//…

التصنيفات: مقالات
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *