شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بكين 25 ديسمبر 2024 (شينخوانت) مع فتح الصين أبوابها على نطاق أوسع أمام العالم الخارجي، يأتي مزيد من الأجانب إلى الصين للدراسة والعمل، حيث يندمجون في الحياة الصينية ويشهدون تطوراتها. ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، فما هي المكاسب التي حققها هؤلاء الأجانب الذين يعيشون في الصين هذا العام؟ وفي نظرهم، ما هي جاذبية الصين على وجه التحديد؟
وصفت الشابة جيوآنا من بنين، التي قضت سنوات عديدة في الصين للدراسة، رحلتها في الصين بكلمة “الدفء”. وقالت لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن معظم الصينيين الذين قابلتهم ودودون ويميلون إلى التواصل ويبدون حسن النية للزوار القادمين من بعيد. ووصفت تجربتها في الصين بأنها مثل طبق القدر الساخن المعروف بـ”الهوت بوت” دافئ ومفعم بالحرارة. وأضافت قائلة إن زملاءها يساعدونها في حمل الأمتعة، ويتجاذبون أطراف الحديث معها، وحتى ينصحونها بأماكن سياحية محلية مشهورة، مما جعلها تشعر بأنها في مكان دافئ.
ومثل جيوآنا، كان الانطباع الأول لدى العديد من الطلاب الأجانب عن الشعب الصيني هو الود والحماس. ويصادف العام الجاري العام الرابع للشاب الغابوني ديفلين في الصين. وقال إنه سواء في الغابون أو في الصين، فإن الصينيين الذين التقى بهم كانوا مخلصين ويعاملونه مثل أحد أفراد الأسرة والأصدقاء، مضيفا أن الصينيين متحمسون للغاية ويقدمون يد العون لمن يحتاجها. وباعتبارها دولة آمنة وقوية، تمنحه الصين الشعور بالأمان والدفء وعدم الخوف كما لو كان في بلده. وفي الواقع، كان مدركا تماما لهذه الخاصية التي يتمتع بها الصينيون عندما كان لا يزال في بلده، حيث ساعدتهم الشركات الصينية في بناء الطرق ومحطات الطاقة الكهرومائية والمدارس؛ وافتتحت مراكز تدريب في منطقة إنكوك الاقتصادية الخاصة لتدريب المواهب الماهرة وتوفير فرص العمل للمحليين، إن الصينيين ليسوا مجرد أصدقاء لهم فحسب، بل يحترمونهم كثيرا.
وأما الفتاة القيرغيزستانية أجيلاي ديافا من، وهي طالبة في السنة الثالثة بجامعة الشمال الغربي في مدينة شيآن، فتحب ارتداء الملابس التقليدية الصينية والتجول بين المباني الأثرية العريقة، كما تهوى استكشاف شوارع المدينة وأزقتها بحثا عن أطعمة ومأكولات محلية. وقالت للمراسل إن الصينيين يعملون بجد ويكرسون أنفسهم لدراستهم وحياتهم المهنية، ويركزون على التقدم والتطور الذاتي، وهذا ما يعجبها كثيرا، مضيفة أنه عندما تدرس مع زملائها الصينيين، تجدهم مجتهدين ويضعون معايير عالية لأنفسهم.
وكانت الشابة البرازيلية إيموري قد زارت الأرياف الصينية، وشعرت عن قرب بعزيمة الصينيين على التخلص من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. وقد زارت قرية دادوتشوانغ بمدينة تيانجين، وكان وضعها البيئي غير جيد بسبب وجود عدة مصانع صغيرة لقطع غيار السيارات، ولكن بقيادة المسؤولين في القرية، بدأوا بزراعة القرع وانتاج المنتجات المشتقة منه التي تحظى بشعبية كبيرة. وتصف إيموري القرويين بأنهم أناس ودودون ولمست الاعتزاز والروح النضالية لديهم.
وعاشت وعملت الفنانة الفلبينية جانسون مورينو في بكين لمدة أكثر من عشر سنوات، حيث عرضت لوحاتها الفنية في مختلف المناطق الصينية، واكتسبت العديد من “المعجبين” الصينيين، كما تعمل معلمةَ فنون في مدرسة دولية في بكين. وقالت جانسون للمراسل إنها لاحظت ثلاث سمات رئيسية لدى الشعب الصيني، ألا وهي الوحدة، والامتثال للقوانين، والطموح، مضيفة أنه في كثير من الحالات، تجد الصينيين متحدين جدا، وملتزمين بالقواعد، ومدركين لكيفية استغلال الفرص لتحسين حياتهم، مشيرة إلى إعجابها بطموح الصينيين، إذ إن العديد من رجال الأعمال الصينيين قد زاروا الفلبين للبحث عن فرص، مما أسهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
وتركت سمات الشعب الصيني من ود ولطف وإصرار وتفاؤل أثرا عميقا في قلوب هؤلاء الأصدقاء الأجانب، فأصبحوا يفهمون الصين ويحبونها أكثر.