أعطت الصين الأولوية لصحة المواطنين في حربها ضد جائحة “كوفيد-19″، مما يساعد على تعزيز شعورهم بالسعادة.
في أواخر نوفمبر الماضي، ضربت الجائحة مدينة مانتشولي بشمالي الصين، حيث شكل المرضى المسنون ما يقرب من 20% من الإجمالي الإصابات.
وكانت ما قوي لان (99 عاما) واحدة من المرضى، وعانت من ظروف قاسية. ووضع الخبراء الطبيون خطة علاج خاصة لها، وقدم لها المستشفى خدمات رعاية صحية على مدار الـ24 ساعة. حتى أن المستشفى سمح لابنها شيوي جي ون، الذي أصيب أيضا بـ”كوفيد-19″، بتلقي العلاج في نفس الجناح مع والدته. وأصبحت نتائج اختبارات الحمض النووي لهما سلبية مؤخرا.
وقال شيوي “إن والدتي على وشك بلوغ 100 عام من عمرها، وتتعافى الآن بفضل رعاية جميع الأطباء. وأود أن أعرب عن امتناني لهم”.
كلما تظهر حالات عدوى محلية، ترسل الحكومة المركزية نخبة من الخبراء من جميع أنحاء البلاد لتقديم العلاج الأكثر دقة لكل مريض. وفي العام الماضي، استمرت نسبة مرضى “كوفيد-19” من الحالات الحرجة في الانخفاض في الصين، مع عدم الإبلاغ عن أي حالة وفاة لأكثر من 300 يوم.
وذهب كانغ يان، أستاذ في قسم طب الرعاية الحرجة في مستشفى غرب الصين، إلى الأماكن التي ضربتها الجائحة ثماني مرات، ومكث في الخطوط الأمامية لعلاج المرضى من أصحاب الحالات الحرجة لأكثر من 170 يوما خلال العام الماضي.
وقال “نتعامل مع كل مريض مصاب بـ(كوفيد-19) بالإصرار وعدم الاستسلام أبدا”.
في عام 2021، ضربت متحورات جديدة للفيروس المستجد بشكل متكرر بعض أجزاء الصين، بما في ذلك مقاطعات خبي ويوننان وجيانغسو ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم. ولمكافحتها، عملت الصين على تحسين نظام الوقاية والمكافحة بشكل مستمر، وتكوين فرق عمل خاصة، وإجراء اختبارات الحمض النووي وتتبع أصول العدوى بطريقة سريعة وعلمية.
وتساعد كل هذه الإجراءات في احتواء العدوى المحلية بسرعة ودقة. وقال ليانغ وان نيان، رئيس فريق الخبراء التابع للجنة الصحة الوطنية الصينية بشأن جائحة “كوفيد-19″، إن مثل هذه الإجراءات تناسب الظروف في الصين.
وأضاف “جعلت الصين الإستراتيجية المتمثلة في القضاء على عدوى (كوفيد-19) في حينه سياسة عامة للوقاية من الجائحة والسيطرة عليها. وتتمثل هذه الإستراتيجية في احتواء كل عدوى بسرعة بعد اكتشافها، وتتماشى مع واقع الصين وتعد الخيار الأفضل لمكافحة الجائحة في الوقت الحالي”.
تم إعطاء أكثر من 2.8 مليار جرعة من لقاحات “كوفيد-19” في الصين منذ الموافقة على أول لقاح في البلاد في 31 ديسمبر 2020، وأكمل أكثر من 1.2 مليار شخص التطعيم. وقالت هان شياو تشو، المقيمة في مدينة يانغتشو بشرقي الصين، إنها سعيدة بالعيش في الصين حيث تضع الدولة صحة المواطنين كأولوية دائما وسط الجائحة.
وأضافت “ضربت الجائحة مدينة يانغتشو في الصيف، لكننا تغلبنا بسرعة عليها. والآن يمكن أن ترى أنه بإمكاننا تناول الشاي والدردشة كالمعتاد، وعاد كل شيء إلى طبيعته. وفقط بعد أن مررنا بالجائحة عرفنا حقا معنى عبارة “الشعب أولا” وأن الحكومة الصينية تضع أبناء شعبها كأولوية لها. وإنه لمن دواعي سروري حقا العيش في الصين”.
على مدار العام الماضي، ساهمت الصين بنشاط في المكافحة العالمية ضد الجائحة، مما يدل على تحملها للمسؤولية كدولة كبرى. وحتى الآن، قدمت الصين أكثر من ملياري جرعة من اللقاحات لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. وتعد الصين أكبر مورد في العالم للإمدادات المضادة للجائحة.
*سي جي تي إن العربية.