CGTN العربية/
يُذكر أن الحكومة العراقية تخطط لمقاضاة الحكومة الأمريكية رسميا، متهمة الحكومة الأمريكية بانتهاك سيادة العراق واستخدام قنابل اليورانيوم المنضب المحظورة دوليا في المناطق المدنية.
كانت الولايات المتحدة قد اعترفت سابقا بأن الجيش الأمريكي استخدم قنابل اليورانيوم المنضب في حرب الخليج عام 1991 وحرب العراق عام 2003. في وقت مبكر من عام 2010، ذكرت وسائل الإعلام الأجنبية أن العراق أراد رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة لاستخدامها قنابل اليورانيوم المنضب، لكن لم يكن هناك تقدم حقيقي.
أطفال عراقيون في ظل قنابل اليورانيوم المنضب
تركت الحربان كمية كبيرة من بقايا مركب اليورانيوم، مما تسبب في أضرار جسيمة للعراقيين. في معظم أنحاء العراق، تتزايد حالات العيوب الخلقية ومعدل الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى بشكل كبير.
يوسف ولد في النجف في 8 أكتوبر عام 2005، عانى منذ ولادته من أمراض غير معروفة، وأصبح غير قادر على الوقوف أو المشي. قالت والدة يوسف إن الطبيب أخبرها أن القنابل المستخدمة في الحرب أدت إلى إصابة ابنها بالمرض. في قرية الأنصار بمدينة النجف، أمر شائع وجود أطفال نفس حالة يوسف لديهم تشوهات خلقية يشتبه في أن سببها هو قنابل اليورانيوم المنضب.
في عام 2004، شن الجيش الأمريكي عملية عسكرية ضد مدينة الفلوجة، مستخدما في هذه العملية عددا كبيرا من قنابل اليورانيوم المنضب. في العام التالي، ولدت فتاة صغيرة تدعي زهرة. لم تستطع التكلم والمشي والسمع، ولدت بستة أصابع في اليد وستة أصابع في القدم، وكانت مريضة منذ الولادة، وعندما كانت في الثامنة من عمرها، يمكنها المشي بمساعدة عائلتها. قال والد زهرة إن الطبيب أخبره بوضوح أن قنبلة اليورانيوم المنضب تسببت في مرض ابنته، لكنه لم يتمكن من تقديم التقرير الطبي ذو الصلة.
قال والد زهرة: في ذلك الوقت حاصر الجيش الأمريكي المستشفى الذي أسسه الأردني، ودخل بعض المترجمين وطلبوا منا تسليم جميع التقارير الطبية، وإلا سيحتجزون عائلتنا للتحقيق، بالطبع كنا خائفين. كان لدي زوجة وأطفال معاقون، لذا قمت بتسليم التقرير.
قال طبيب الأطفال المحلي في الفلوجة الذي يشخص ويعالج الأطفال على المدى الطويل من تشوهات حديثي الولادة، إن التحقيقات الأولية أظهرت أن أجسام جميع الأطفال المشوهين وأفراد أسرهم تحتوي على اليورانيوم والمعادن الثقيلة الأخرى.
“طريق الموت” العراقي ملوث بإشعاعات قنابل اليورانيوم المنضب
يقع “طريق الموت” في منطقة صفوان بمحافظة البصرة بالعراق وهو طريق سريع عابر للحدود بين العراق والكويت. اليوم، تم تنظيف هذا الطريق من قبل الحكومة العراقية، يبدو أنه لا يختلف عن الأماكن الأخرى. لكن تحت السطح الهادئ، لم يتوقف انتشار جزيئات اليورانيوم المنضب.
في مارس 2003، شن التحالف الدولي بقيادة الجيش الأمريكي معركة بالدبابات مع القوات العراقية المدرعة، وأثناء المعركة تم إلقاء عدد كبير من قنابل اليورانيوم المنضب المحظورة بموجب القانون الدولي هنا، وأدى ارتفاع درجة حرارة الانفجار إلى تبخر مركب اليورانيوم وتحويله إلى جزيئات يورانيوم منضب، مما تسبب في تلوث مدمر للبيئة.
قالت باحثة البيئة العراقية لطيفة: تطفو جزيئات اليورانيوم المنضب في الهواء لفترة طويلة وستتطاير بعيدا بفعل الرياح، تاركة إياها في التربة والنباتات وأنظمة المياه. عندما يأتي موسم الأمطار، تدخل جزيئات اليورانيوم المنضب إلى التربة العميقة وتلوث نظام المياه الجوفية. ثم أصبحت المشكلة خطيرة لأنها تدخل السلسلة الغذائية وتنتقل من النباتات إلى الحيوانات والناس.
في السنوات الـ17 التي تلت الحرب، كان “طريق الموت” مصدر ضخم للسموم، ينشر التلوث باستمرار في المناطق المحيطة. في الوقت نفسه، تتزايد حالات الإصابة بالسرطان في البصرة، بما يتجاوز بكثير المعدل الإجمالي للبلاد.
قالت لطيف: بحسب البحث الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فمن الطبيعي أن يكون هناك مريض واحد لكل 100 ألف شخص، ولكن لدينا الآن 600 مريض لكل 100 ألف شخص، ولا يزال هذا العدد في الارتفاع.
ليس في البصرة فقط، ولكن في أجزاء كثيرة من العراق، ارتفع معدل الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى بشكل حاد في السنوات الأخيرة. وفقا للسجلات العراقية الرسمية، قبل حرب الخليج عام 1991، كان معدل الإصابة بالسرطان في العراق 40 لكل 100 ألف. وبحلول عام 1995، ارتفع المعدل إلى 800 لكل 100 ألف. وفي عام 2005، كان هذا الرقم قد وصل إلى ما لا يقل عن 1600 لكل 100 ألف شخص، ويزداد العدد باستمرار.