اختلق مقال نُشر في الـ15 من يوليو في صحيفة ((واشنطن بوست)) إشاعات مفادها أن الحكومة الصينية تستفيد من صفقات اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″، لكن هل هذا هو الحال حقا؟
وقع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi) مؤخرا اتفاقية شراء مسبق للقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ مع مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية (سينوفارم) وشركة (سينوفاك) الصينية، ما يساعد الشعوب في جميع أنحاء العالم على حجز ما يصل إلى 550 مليون جرعة من اللقاحات. سيتم توزيع هذه اللقاحات من خلال خطة “كوفاكس” (COVAX)، وهي آلية يقودها التحالف العالمي للقاحات والتحصين ومنظمة الصحة العالمية لضمان التوزيع العادل للقاحات. الهدف الحالي هو توفير ملياري جرعة من اللقاح للعالم عام 2021 وتوفير 1.8 مليار جرعة من اللقاح لـ92 من الاقتصادات المنخفضة الدخل بحلول أوائل عام 2022.
ومع ذلك، فإن توقيع اتفاقية الشراء المسبق تسبب على الفور في استياء بعض الأمريكيين، حيث قالوا إن الصين لم تتبرع بالمال أو اللقاحات لخطة “كوفاكس”، لذلك يجب على الصين توفير هذه اللقاحات مجانا. علاوة على ذلك، نظرا لأن التحالف العالمي للقاحات والتحصين يستقبل تمويل الولايات المتحدة، فإن هذه الاتفاقيات تعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين يدفعون ثمن “مؤامرة بكين”.
أولا، دعونا نلقي نظرة على طريقة عمل خطة “كوفاكس”. قبل أن يتم تضمين اللقاح في الخطة، يجب أن يتم تضمينه في “قائمة الاستخدام الطارئ” من قبل منظمة الصحة العالمية أو منظمة معترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية. ثم يحصل التحالف العالمي للقاحات والتحصين على اللقاح من خلال توقيع اتفاقية مشتركة مع الشركة المصنعة للقاح (وليس الحكومة).
في وقت سابق، وقع التحالف العالمي للقاحات والتحصين اتفاقيات مع تسعة من مصنعي اللقاحات أو اللقاحات المرشحة، بما في ذلك لقاح “أسترا زينيكا” و”فايزر” و”موديرنا”. وبعد أن تم اعتماد اللقاحات التي تنتجها الشركات الصينية من قبل منظمة الصحة العالمية في مايو ويونيو من هذا العام، وقع التحالف العالمي للقاحات والتحصين عقودا مع هذه الشركات وفقا للممارسات القياسية فقط، وعلاوة على ذلك، فإن أسعار اللقاحات الصينية أقل بكثير من أسعارها المحلية، والتي يمكن مقارنتها بأسعار اللقاحات الأخرى. لذلك، فإن الادعاءات التي تقول إن الحكومة الصينية ربحت أرباح طائلة من هذه العقود ليس لها أي أساس من الصحة.
وحتى أوائل يوليو، قدمت الشركات الصينية 500 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية. من بينها، قبلت 80 دولة لقاحات مجانية تبرعت بها الصين. أما عن سبب عدم تبرع الصين باللقاحات لخطة “كوفاكس”، فهذا يرجع أساسا إلى أن ترخيص الاستخدام الطارئ لمنظمة الصحة العالمية الخاص باللقاحات الصينية لم يتم تمريره إلا مؤخرا. ومن خلال التصديق على لقاحات “سينوفارم” و”سينوفاك”، أصبحت الصين قادرة على تقديم مساهمات أكبر.
على الرغم من أن الصين لم تتبرع بعد لخطة “كوفاكس”، إلا أنها قد تبرعت بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي نقدا لمنظمة الصحة العالمية على وجه التحديد لمكافحة الوباء. لذلك، فإن القول إن الصين لا تتبرع بالمال أو تقدم مساهمات في منصات متعددة الأطراف هو تضليل تام للجميع.
يقول البعض إنهم يريدون الدفاع عن حقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يضعون الأيديولوجية ومنافسة القوى العظمى أمام حياة الشعوب. بالنسبة لهم، يبدو الحفاظ على الهيمنة العالمية أكثر أهمية من التوزيع السريع للقاحات الآمنة.