و يعد هذا اليوم, فرصة لكل دولة في القارة لتنظيم أحداث تهدف إلى تعزيز التقارب بين الشعوب الأفريقية. كما يعتبر تقليد متجذر يسلط الضوء على نضال القارة الأفريقية بأكملها من أجل التحرر والتنمية والتقدم الاقتصادي.
وتعتبر أفريقيا مهد الإنسانية لعدد كبير من الشعوب واللغات والأديان والتقاليد ,والذي لا يمكن في ذات الوقت أن يحجب السجلات المحزنة التي تحتفظ بها القارة ,فنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هو الأدنى في العالم ولا يبدو أن التطور الحالي يسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من الموارد الطبيعية غير العادية التي تزخر بها أفريقيا.
ولا تزال مديونية الدول الافريقية ثقيلة للغاية لعدم وجود تنمية اقتصادية منسجمة إلى جانب النقص في مياه الشرب الذي يعد مصدر قلق حيث عواقبه على صحة السكان كبيرة, وفي غضون ذلك,يتسبب الإيدز في تداعيات خطيرة خاصة و ان القارة الأفريقية بها أعلى معدل للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم.
وبسبب جائحة كورونا, سيعقد الاحتفال بيوم إفريقيا وكذا بدخول ميثاق النهضة الثقافية الأفريقي حيز التنفيذ عن طريق تقنية الاتصال عن بعد. وبهذه المناسبة ,اصدر الأمين العام للأمم المتحدة خطابا يؤكد فيه مجددا “تضامنه الكامل مع شعوب وحكومات أفريقيا في مكافحة كوفيد -19”,داعيا إلى “احترام الممارسات الديمقراطية”, في ظل انتشار وباء كوفيد-19 والذي من شأنه أن يسبب تأجيل مواعيد انتخابية في عدة دول.
و قال إن ” في هذا اليوم الأفريقي ,ينصب التركيز على الفنون والثقافة والتراث ,كأدوات لبناء أفريقيا التي نريدها,التراث الثقافي والطبيعي الغني والمتنوع لأفريقيا مهم للتنمية المستدامة ,والحد من الفقر,وحفظ السلام وبناء السلام,كأساس متين للتقدم الاقتصادي الشامل حيث تسعى القارة جاهدة لمواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد جراء تداعيات وباء كوفيد -19 “.
و وفقا للأمين العام للأمم المتحدة, فإن فيروس كورونا تسبب في ركود عالمي وكشف مواطن الضعف وعدم المساواة, وكان سببا في تعرض مكاسب التنمية ,التي تحققت بشق الأنفس في إفريقيا وأماكن أخرى, للخطر”.
اقرأ أيضا: اليوم العالمي لأفريقيا: الفنون والثقافة والتراث روافع التنمية
و اوضح أن الجائحة ” أبرزت عوامل الصراع و زادت من عدم المساواة وكشفت هشاشة الحكم في العديد من البلدان ,لا سيما فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والكهرباء والمياه والصرف الصحي, كما تفاقمت الازمات بسبب أزمة المناخ ,التي تؤثر بشكل غير متناسب على البلدان النامية “.
ولوقف الوباء, ودعم الانتعاش الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة, يضيف الامين العام للأمم المتحدة,”نحتاج إلى ضمان الوصول العادل والشامل للقاحات ضد فيروس كورونا”,موضحا في الوقت ذاته, انه يوجد حاليا خلل عميق في توزيع اللقاحات بين البلدان, و هذا وفقا لأحدث الأرقام,حيث ان بلدان أفريقيا لم تتلق حتى الآن سوى 2 بالمائة من اللقاحات”.
من جهته ,سلط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي,موسى فقي محمد,الضوء على الثقافة والفكر الأفريقيين باعتبارها تراثا أساسيا في البحث عن “بناء توافق أفريقي متين”.
و اوضح فقي ,في بيان نشر على موقع الاتحاد الإفريقي, بمناسبة اليوم الإفريقي,أن “إفريقيا لطالما همشت على دور الثقافة في تعزيز وتشكيل الأمم” مؤكدا عزمه, خلال فترة ولايته ,”تصحيح هذا الاتجاه” وايلاء الاهتمام ,أكثر مما فعل في الماضي, بالثقافة والفكر الأفريقيين.
وقال “أشرت إلى أنني سأناشد الأكاديميين وعلماء الاجتماع من جميع المجالات الثقافية لتقديم مساهمتهم في بناء إجماع أفريقي قوي وقابل للتطبيق”,مشددا على ان “هذه هي الرسالة التي يود الاتحاد الأفريقي أن ينقلها من خلال موضوع عام 2021 المخصص للفنون والثقافة والتراث كروافع لبناء إفريقيا التي نريدها”.
وأشار إلى أن شعار هذا العام تم دمجه رمزيا مع يوم إفريقيا لبدء تنفيذ ميثاق النهضة الثقافية الأفريقية المعتمد منذ عام 2006 في الخرطوم (السودان), ومن أهداف هذا الميثاق تعزيز دور الثقافة في تعزيز السلام والحكم الصالح, حيث يدرك الاتحاد الأفريقي الدور الذي تلعبه الفنون والتعبير السمعي -البصري والسينمائي وغيرها من الصناعات الإبداعية في عملية التكامل الأفريقي كعامل سلام وفهم ومنع للنزاعات.