شبكة طريق الحرير الإخبارية/
إيران والحِجاب.. الحِشمة والنساء في المسيحية
ـ الأكاديمي مروان سوداح
ـ الإعلامية الروسية: يلينا نيدوغينا
شخصياً، أشجب بقوة ما تعرَّضت أو تتعرض إيران إليه من هجمات ظالمة، جلها إعلامية وسياسية غربية، وأخرى متعددة الألوان، بسبب إصرار شعبها ونظامها السياسي على ضرورة ارتداء المرأة للحجاب، ولزوم التزامها بالحشمة.
من الضروري هنا أن نشجب يومياً وبقوة الثقافة الغربية، كونها وضيعة للغاية، إذ أنها تكاد تؤدي بالعالم وشعوبه إلى الدرك الأسفل والموت في الرجس والخطيئة التي لا يمكن أن تُغْفَر للمَرء، والخلاعة من خلال تبديل الثقافة السماوية المُستقيمة بأُخرى داعِرة، تعتمد الدَّنِس نهجاً لها، والرجس، والفسق، والفجور قانوناً للبشر، وبديلاً عن رسائل السماء للإنسان، والتي منها الاستقامة، وصحيح الفكر، وعقلانية وموضوعية العقل.
في الغرب تزدهر الخلاعة وتوجيه شعوب هذا الغرب لشجب صحيح الأخلاق والحشمة، فمن ترويجهم المثلية الجنسية، إلى تغيير الجنس من ذكر إلى انثى ومن أنثى إلى ذكر، وإلى غيرها مِمَّا استقر الغرب عليه من أخطاءٍ وخطايا مميتة هي الأشد انحطاطاً، لذا، وَجَبَ إدانتها دولياً، وتحريم ترويجها ومظاهرها السلبية، كَالسادية، والاغتصاب، والتغرير بالأطفال، ونكاح المحارم، ونشر بيوتات الدعارة المحمية بالقوانين الغربية الانحطاطية الداعمة للفجور، إلى توظيف القوة في انتزاع الكرامة الإنسانية من كل إنسان مناهض لهذه الثقافة الغربية المُنحَطَّة، كونها تؤدّي إلى التهلكة الجسدية والروحية، والفساد والانحلال الخَلقي والعقلي وتشويه الثقافة الصحيحة، ولذلك من الضروري أن تتحد البشرية لإدانة المروجين لكل هذا الانحطاط، ومطاردة ومحاكمة أتباعه ومروجيه، فهذه كلها وغيرها من المظاهر الخليعة التي تعمل بلا خجل على إنعاش ونشر الأمراض الجنسية الغربية، العدوة لكل ما هو صحيح ونافع في هذه الحياة القصيرة التي نحياها، والخصم للأديان ورسائل الله لبني الإنسان، والتي تجد مكانتها العالية في قلوب الأسوياء من الإخوة المسلمين والمسيحيين، وضمنهم القيادة السياسية لجمهورية إيران الإسلامية وشعبها الشقيق، الذي ينشط للمحافظة على كل ما يتفق مع العقل السليم، والمنطق والحريات وعقلنتها، ولحماية رسائل السماء مُمَثَّلة بالدينين الشقيقين المسيحي والإسلامي.
في الحشمة وتعاليم الإنجيل المُقدّس والقرآن الكريم، وفي صحيح الفكر وعقلانية وموضوعية العقل، فإن لباس النساء المسيحيات يجب أن يكون على مِثال لباس سيدتنا الكريمة مريم العذراء القدوسة، والدة الحبيب السيد المسيح عليه السلام. حشمة النساء في الكنيسة وخارجها يؤكدها الكتاب المقدّس وتعاليم الكنيسة والرُّسل، إذ إنهم يثبتون ضرورة الحشمة في بيت الله وخارجه، فالحشمة عموماً مطلب ديني وكنسي أيضاً، وهي واحدة من التعاليم الأساسية للمسيحية منذ القِدم، فارتداء الملابس الفاحشة والدخول بها إلى الكنيسة، وارتدائها في الأماكن العامة أيضاً هي عادة ذميمة جدّاً عند النساء، فقد كان البابا ليونس Linus يشدّد على المحافظة على وصيّة الرسُل، التي تطلب من المرأة أن تحجب رأسها عند ذهابها إلى الكنيسة، بينما اعتاد القدّيس تشالز بورومايو على القول: يجب منع النساء غير المُحتشمات من الدخول إلى الكنيسة، بل ومنعهن الآن أيضاً من الصلاة داخل كل بيوت الله، بينما يشرح القدّيس كليمنضوس سبب هذه الوصية أنّ عدم الاحتشام يشتتُ أفكار الرجال ويسبّبُ لهم الشكوك، ويستطرد بأنّ المضرّة الكبرى تأتي من الذين يحضرون إلى القدّاس بثياب غير محتشمة حتى يلفتوا الانتباه، بينما المفروض أن يكون اللباس في بيت الله محتشماً، والانتباه موجّهًا نحو القدّاس فقط والصلاة لله، وبغير هذه الطريقة فإنهم يقودونهم إلى ارتكاب الخطيئة.
يعتقد الكثيرين من غير المسيحيين أن التعاليم المسيحية تدعو المرأة الى التبرج، ونوع من العري أو الملابس الغير محتشمة، منطلقين من إعتقاد خاطىء مبني على ما يشاهدونه ما تلبسه الكثير من النساء المسيحييات (هؤلاء هن بالإسم فقط مسيحيات)، في أوروبا أو أمريكا، مخالفين تعاليم الإنجيل المقدس .فكل تعاليم الكتاب المقدس تؤكد على ضرورة أن تكون ملابس المرأة ذو وقار ومحتشمة، ففي رسالة تيموثاوس الأولى 2-9-11يقول الوحي الإلهي: (أريد أن تظهر النساء بمظهر لائق محشوم اللباس، ومتزينات بالحياء والرزانة، غير متحليات بالذهب واللالئ، بل بما يليق بنساء يعترفن بأنهن يعشن في تقوى الله).
قبل فترة، أدَّعى الغرب السياسي، الذي يعارض إيران ويعمل على الإضرار بها بكل الوسائل، بأن الفتيات الإيرانيات تعرضن لقمع جراء ارتدائهن “ملابس حرة!” يعتبرها هذا الغرب حضارة وتحضر ومدنية رفيعة المستوى(!)، بينما العكس هو الصحيح، أي الحشمة التي تعني الطهارة والقداسة، واحترام المرأة لنفسها ووقارها وكيانها الانثوي، والعكس هو الإضداد والخلاعة، التي تؤدي إلى نجاسة ونار جهنم أبدية لمن يحاول إلغاء رسائل السماء للإنسان، فالله ما دعانا إلى نجاسة، بل إلى قداسةٍ وطهارةٍ.
لا يجد الغرب حجة عقلانية لمعارضة إيران وتشويه صورتها سوى دعمه لممارسات نجسة كنجاسة مَن ينادون بذلك، فإذا كان هذا الغرب ممتلىء بنجاسات يعتبرها طهارة، فهو لا محاولة سيقع في خطيئة مميتة لا سماء فيها ولا حياة أبدية، والنساء في إيران يتشحن بالحجاب والفساتين المحتشمة، تماماً كما اتشحت بها سيدتنا مريم العذراء القدوسة، التي تعطينا المِثال والقدوة في اللباس والطهارة، وما جرى في إيران قبل فترة من أعمال سلبية شملت مسألة الاحتشام وهو مسألة داخلية خاصة بالإيرانيين فقط، وعلى الغرب أن لا يتدخل بها لأنها من شؤون غيره، فالغرب في حاجة الآن إلى تبييض صفحته السوداء التي تتحدث يومياً عن دعمه لكل الأنظمة الفاسدة والفاسقة في الكثير من رياح المَعمورة، وعمله لتدمير هِبة الحياة المقدسة. وللحديث بقية….