CGTN العربية/
غم انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين، كانت الصين تقترب من هدفها المخطط والمتمثل في تحقيق التخلص من الفقر المدقع في جميع أنحاء البلاد. فيما تواجه أعمال بناء مجتمع رغيد الحياة –عن طريق ضمان العيش الأساسي وتحسين مستوى معيشة الشعب وتقديم أفضل المرافق الصحية- الآن سلسلة من التحديات الخطيرة بسبب الضغوط التي يفرضها الوباء على الاقتصاد.
في حين تنعقد “الدورتان السنويتان” أي المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، بدورتها السنوية ظهر اليوم الخميس في بكين. ومن المتوقع أن تصدر الخطة الملموسة لتحقيق هدف التخلص من الفقر.
ولكن هل تستطيع الصين متابعة هذه الخطة وتتخلص من تداعيات الطوارئ الصحية؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على معرفة حالة التطورات في الصين قبل تفشي الوباء وأثناءه.
لقد جذب قطاع التكنولوجيا أنظار الناس خلال انتشار الوباء وأصبح أكبر الفائزين خلال هذه الجائحة. فعندما التزم الصينيون الحجر الصحي تلقائيا في منازلهم، قدمت تقنيات الاتصال المتطورة عبر الإنترنت إمكانيات مواصلة العمل من البيت للناس. وفي آن واحد، فإن بيئة التجارة الإلكترونية القوية توفر فرصة العمل وتضمن الدخل الأساسي للقوة العاملة. وهكذا كان الوباء يعتبر دليلا عمليا على قدرة التكنولوجيا على التغلب على الصعوبات.
ان كوفيد-19 مرض غير مألوف ولم يكن الجميع يعرفون أعراضه وطريقة انتشاره. فيما ساعد التعاون بين الإنترنت والرعاية الطبية على الناس في المناطق الفقيرة لنشر المعرفة بالفيروس. من المعروف أن جميع القرى في الصين باتت مغطاة بالألياف الضوئية وشبكة الجيل الرابع، وتنتشر شبكة النطاق العريض في القرى الفقيرة تدريجيا. لذلك، كان سكانها قادرين على الحصول على المعارف الطبية عن بعد بشكل أسرع والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
يعتبر الفقر من خصائص المناطق الريفية ولكنه الآن أصبح استخدام الإنترنت نوعا من نمط الحياة العادي في المناطق الريفية. وبمساعدة شركات مثل شركة على بابا وشركة تينسنت وغيرها، تمكن المزارعون من تجاوز الوسطاء، وتقديم منتجاتهم مباشرة إلى المستهلكين على المنصات التي تقدمها هذه الشركات مما يكسبهم المزيد من الأرباح المباشرة.
تعد الزراعة مهنة يعمل معظم الفقراء بها ولها الدخل القليل، لكن بينما كانت القطاعات الأخرى تعاني من خسائر كبيرة خلال الربع الأول من هذا العام، تحقق الزراعة أداء رائعا على أساس سنوي. فعلى سبيل المثال، افتتحت العديد من المتاجر الإلكترونية الجديدة ذات الصلة بالزراعة في منصة “بيندودو” الصينية للتجارة الإلكترونية بحيث عادل إجمالي الدخل من التجارة الإلكترونية دخل العام الماضي بأكمله.
ومع إدخال أحدث التقنيات، سترتفع عائدات المجتمعات الزراعية في المناطق الريفية مما يجذب رواد الأعمال في المدن للاستثمار في الزراعة. وتغير الهدف الاستثماري لرواد الأعمال سيساعد أعمال التخلص من الفقر. وعندما يختار كثير من الناس ترك المدينة والعودة إلى بلداتهم مما يخفف أعبائهم الاقتصادية في المدينة ويقدم المزيد من فرص العمل لمن اختاروا البقاء في المدينة. لذلك، سيصبح توزيع الوظائف بشكل متساو بين المناطق الحضرية والريفية.
لا يمكن إعادة السياحة إلى الخارج إلى طبيعتها في الوقت القصير مع إعلان قيود السفر بسبب الوباء. وفي الوقت نفسه، بدأت الطبقة الوسطى المتنامية في الصين تبدي رغبتها في زيارة المعالم المحلية مع زيادة دخلها القابل للتصرف. ومن المتوقع أن يتسارع هذا الاتجاه مع انخفاض معدل الإصابة في جميع أنحاء البلاد. وهذا هو الوقت المناسب لتطوير السياحة المحلية في حالة نقص السياحة الخارجية فيها. ستجذب هذه الصناعة المسافرين الداخليين على المدى القصير وستقدم الخدمات السياحية عالية الجودة للمسافرين الأجانب بعد انتهاء الفيروس.
إن تطور البنية التحتية التقليدية باستمرار في شبكة الطرق والسكك الحديدية يوفر سهولة المواصلات في المناطق النائية من الجوانب السياحية والتجارية. وأما الخطوة التالية للحكومة فهي تدفع بناء “بنية تحتية جديدة” تشمل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والإنترنت الصناعي وإنترنت الأشياء.
بالإضافة إلى ذلك، ستربط المدن بالقرى عن طريق البنية التحتية الجديدة في مجالات الخدمات واقتصاد المعلومات. هذه الصناعة الحديثة التكنولوجيا ستساهم مساهمة كبيرة في حملة التخلص من الفقر في الصين وستحدث ثورة في الحياة الريفية بعد تأسيسها.
يتمتع نظام الحكم في الصين بقدرة كافية لإكمال مهمة التخلص من الفقر المدقع هذا العام، وتتناول “الدورتان السنويتان” موضوعات بشأن وضع خارطة انتعاش الاقتصاد من تأثيرات كوفيد-19. الحكومة المركزية الصينية والحكومات المحلية والقطاع الخاص كلها مستعدة لدفع حملة التخلص من الفقر.
ملاحظة المحرر: لقد غيرت جائحة كوفيد-19 في العام الجاري حياة العديد من الناس في جميع أنحاء العالم، حتى أنها غيرت المشهد الدولي. بينما لا تزال الدول الغربية تكافح الوباء، بدأت الصين بإعادة فتح اقتصادها. إيرام خان مراقب باكستاني حول الشؤون الدولية والتجارية. المقالة تعكس رأي المؤلف وليس بالضرورة رأي CGTN.