شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم : جاسم محمد محرم أوغلو
ولد إلهام حيدر أوغلو علييف في الرابع والعشرون من كانون الثاني سنة 1961 في العاصمة باكو في جمهورية أذربيجان. حصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة موسكو ثم عين أستاذا ومحاضرا في نفس الجامعة .
في عام 1991 أعلنت أذربيجان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي بعد تفككه، وخلال هذه الفترة الحرجة تعرضت أذربيجان الى ضغوطات وتدخلات سياسية تحت ذرائع شتى دينية مذهبية فكرية قومية وجغرافية، وظلت تصارع لوحدها في الميدان كالأسد الجريح بدون أي صديق يمد يد العون لها بل الكل كان طامع بان ينال من أذربيجان نصيب الكعكة الدسمة، كونها غنية بالثروات النفطية والغاز وغيرها من المنتوجات، كما تمتلك موقعا جغرافيا استراتيجيا كونها تربط تركيا وأوربا بالدول الناطقة التركية في آسيا وتعتبر جسرا قوميا نحو الاشقاء في تركمنستان واوزبكستان وكزخستان وقرغيستان .
الكل بدأ يتسابق ليحصل على موطأ قدم في هذه الدولة الناشئة التي خرجت من تحت احتلال ظالم وقاس.
حيث الازمة الاقتصادية والبطالة والمشاكل الاجتماعية والأطماع الارمينية في غزو أراضي واسعة من أذربيجان.
بعد ثلاث سنوات من الاستقلال أي في سنة 1994 شنت أرمينيا حربا على إقليم ناغورني قرة باغ واحتلت حوالي 20% من أراضي أذربيجان مستغلة ضعف أذربيجان العسكري والاقتصادي والسياسي وعدم استقرارها سياسيا في ذلك الوقت، ومستثمرة المعدات والذخائر السوفيتية الهائلة التي كانت بحوزة أرمينيا لتحقق مكاسب غير مشروعة باحتلال أراضي اذربيجان.
ظلت أذربيجان خلال هذه الفترة تمر بأصعب الظروف بسبب احتلال أرمينيا وما نتج عن هذا الاحتلال من تهجير مئات الالاف من الأُسر الأذربيجانية، وبسبب سياسة بعض الجيران الانتهازية تجاه اذربيحان ومحاولات إرضاخها لتتبع مصالحها الخاصة. وعدم استقرارها سياسيا بسبب الانقلابات العسكرية بين فترة وأخرى .
في ظل هذه الظروف الصعبة تم إنتخاب إلهام حيدر علييف رئيسا لجمهورية أذربيجان في 26 أيار 2005.
ليجد أمامه جبلا من الصعوبات والعقبات والمشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية والاحتلال الأرميني والتدخلات الدولية والإقليمية .
لابد من رجل حكيم يعرف كيف يوزن الأمور لكي ينقذ أذربيجان من وضعها الصعب ويجعل منها دولة عظيمة مستقلة قادرة على فرض نفسها في المجتمع الدولي من جانب، ومن جانب اخر لتصبح قادرة عسكريا على إستعادة أراضيها المحتلة من قبل ارمينيا .
كما واجه الرئيس الجديد أصعب الملفات السياسية على الاطلاق وهي صراع القوى العالمية والإقليمية من اجل بلع أذربيجان .
خلال فترة قياسية نجح إلهام علييف من فك شفرة الصراع الإقليمي والدولي وتدخلات الدول المجاورة ونشاطها المخابراتي في أذربيجان .
تمكن من كبح دور المخابرات الإقليمية التي كانت تعمل تحت مظلة المنظمات الخيرية وحقوق الانسان وعناوين دينية ومذهبية مختلفة.
من اهم القرارات السياسية التي اتخذها الهام علييف هي عدم الرضوخ للحضن المذهبي المتمثلة بايران لو كانت أذربيجان اختارت ان تحتمي بإيران لكانت اليوم تعاني من صراعات ومشاكل مثلها مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق. لكن الرئيس الهام علييف كان حازما وشجاعا وذكيا في مسالة الاصطفاف في الصراع الإقليمي، فقد اختار ان يكون في العمق القومي ويتحالف مع تركيا في كل شيء بدلا من العمق المذهبي وهذا أعطاها قوة حقيقية ودولة صادقة بتحالفها مع أذربيجان وبلا أطماع داخلية .
تناغم هذا التلاحم السياسي الى التلاحم الشعبي بين أذربيجان وتركيا حتى يمكنك ان ترى اعلام تركيا وأذربيجان في كل مكان وفي كل بيت وفي كل مؤسسة.
حيث تكللت هذه الوحدة التلاحمية الى تحقيق نصر مؤزر وتحرير معظم الأراضي التي احتلتها أرمينيا منها إقليم قرة باغ، وألحقت القوات الأذربيجانية بمساندة تركيا من تحقيق هزيمة نكراء لأرمينيا مما اربكت المنظومة السياسية الارمينية واظهر الشارع الأرميني عن امتعاضه تجاه خسارة وهزيمة أرمينيا امام أذربيجان عسكريا . ولولا التدخل الروسي لقام المعارضون بانقلاب على الحكم في أرمينيا .
كان لحكمة وقيادة الرئيس الهام علييف دورا كبيرا في قيادة المعركة برا وبحرا وجوا واشرافه المباشر على العمليات العسكرية وتواجده المستمر في جبهات القتال برفقة اسرته الكريمة ساهم من رفع معنويات الجنود والضباط الاذربيجانيين.
ومن أهم إنجازاته على الاطلاق تحرير قرة باغ في فترة قياسية واجراءه تحديث في البنى التحتية مثل بناء الموانئ والمطارات ومحطات القطار وتعبيد الطرق السريعة. وأيضا من أهم إنجازاته هو انشاء امدادات الطاقة والنفط والغاز من أذربيجان الى أوروبا. وبناء الاف المدارس ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمستشفيات الكبيرة. وها هي اليوم أذربيجان أصبحت قبلة السياح والمصطافين من جميع أرجاء العالم خاصة من دول الخليج العربي واوروبا.
كان لابد لنا ان نشير الى الدور البطولي والحكمة التي اظهرها الرئيس الهام علييف في قيادة أذربيجان وصنعه النصر الكبير بتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة وتحقيقه نموا اقتصاديا سريعا وإعادة أذربيجان الى الحضن الدولي والقومي لتقوم بدور مهم وكبير في توطيد العلاقات السياسية بين الدول الناطقة بالتركية من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو وحدة اتراك العالم.