CGTN العربية/

ملاحظة المحرر: اتهمت الصين لإغلاق ووهان في بداية الأمر بسلوك استبدادي، ولكنه في الوقت الحاضر يعتبر تدبيرا فعالا لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد إلى حد كبير، حيث تظهر الأدلة أنها أخرت فعلا انتشار الفيروس إلى أماكن أخرى من العالم، يوضح المذيع وانغ جوان من CGTN أسباب نجاح إغلاق الصين وبشكل أكثر فاعلية من إغلاق المجتمعات الغربية.

انتهى إغلاق مدينة ووهان لمدة 76 يوما التي كانت بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين. بالنسبة لسكان المدينة البالغ عددهم 11 مليون نسمة، هم فقط يعرفون مدى الانضباط والمثابرة اللازمة للوصول إلى هذا الهدف المرجو. فإذا قلنا بأنها كانت محنة فهي عبارة بخس، من الصعب وصف مدى صعوبتها، إلا أن عندما استوعب السكان قيمة هذه المثابرة والمواظبة، بدأوا يشعرون بالارتياح نفسيا، لأن جهودهم المبذولة لم تذهب عبثا.

في اليوم الـ31 من مارس الماضي، نشر 22 من كبار خبراء الصحة من 15 مؤسسة بحثية بما في ذلك جامعة هارفارد وأكسفورد بحثا دراسيا في مجلة “ساينس”: حيث وجد بحثهم أنه بدون إغلاق ووهان، كان سيؤدي ذلك إلى 744،000 إصابة خارج ووهان في اليوم الخمسين من تفشي الوباء بحلول اليوم الـ19 من فبراير الماضي، ولكن في الواقع، تم تحديد العدد بـ29،839.

وبعبارة أخرى، كان هناك عدد أقل من حالات الإصابة بنسبة 96 بالمائة ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تدابير إغلاق المدينة، رغم أن قرار إغلاق مدينة بأكملها أصعب مما تبدو عليه.

في أمريكا على سبيل المثال، رفض حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو بشدة تلميح الرئيس دونالد ترامب بشأن الحجر الصحي على مستوى الولاية قائلا إن الإغلاق هو ما فعلوه في ووهان، الصين، أعتقد أنه غير قانوني”.

أما في أوروبا، فعلى الرغم من الإعلان عن إجراءات الإغلاق، إلا أن مقاطع الفيديو عبر الإنترنت أظهرت أن العديد من رؤساء البلديات في إيطاليا يشعرون بالإحباط من الأشخاص الذين رفضوا الامتثال لأوامر الحكومة، فأضطر بعض رؤساء البلديات إلى الذهاب إلى الشوارع بأنفسهم للدعوة إلى الالتزام بالأوامر.

بالعودة إلى الصين، أظهرت تجربة ووهان أن بضعة أشياء يجب أن يتم ترتيبها مقدما حتى يكون الإغلاق فعالا.

أولا، يجب التحقق منه وتطبيقه بصرامة

في ووهان، تم تجنيد الشرطة ودوريات الأحياء السكنية ومسؤولي الحزب والمتطوعين من جميع أنحاء المنطقة لتنفيذ الإجراء، وهم يحذرون ويردعون ويعاقبون المخالفين في بعض الأحيان. وفي هذه الأثناء، ذهب المتطوعون في كل حي سكني تقريبا من منزل إلى منزل لتسجيل درجات الحرارة، بينما قام الموظفون الطبيون بتتبع واختبار حاملي الفيروسات المشتبه بهم، فتم فحص أو اختبار 99 بالمائة من سكان المدينة بعد ثلاثة أسابيع من الإغلاق.

ثانيا، القيام بالتعبئة والتجنيد من أعلى إلى أسفل على الصعيد الوطني

إن الأرقام التالية قد تفاجأ الكثيرين، حيث تم تكوين فرق طبية في أقل من ساعتين تقريبا لإرسالهم إلى ووهان في أقل من 24 ساعة، فذهب أكثر من 40،000 طبيب وممرض من الجيش الصيني وأجزاء أخرى من البلاد لتقديم المساعدة لووهان، وعلاوة على ذلك، تم بناء مستشفى بألف سرير في حدود عشرة أيام فقط، وتم تجهيز مستشفى مؤقت في يوم واحد.

أخيرا، التخطيط بالاعتماد على أحدث التقنيات

تم استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتعقب أولئك الذين تحدوا قواعد الحجر الصحي في ووهان بشكل خاص والصين بشكل عام، كما تم تطوير تطبيقات الهاتف المحمول لفصل الأشخاص الأصحاء عن أولئك المعرضين للخطر، إلى الوقت الحالي، لا يسمح إلا الأشخاص الذين لديهم رموز QR خضراء على تطبيق مرتبط بنظام صحي مرمز بمغادرة مدينتهم.

وفي الوقت نفسه، تم استخدام الطائرات بدون طيار لرصد وتنبيه الجمهور للبقاء في أمان.

بالطبع كانت هناك مخاوف بشأن الخصوصية، لكن العديد من الصينيين قالوا إنهم على استعداد للتضحية بالمصلحة الشخصية من أجل ضمان المصالح العامة في أوقات الأزمات.