CGTN العربية/
يعد وضع جائحة فيروس كورونا الجديد معقدا وشديدا في الوقت الحاضر، حيث يتسارع الوباء في الأمريكتين، وما زال هناك ضغط كبير على صعيد الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في إفريقيا إلى حد كبير، بينما تواجه القارة الأوروبية خطر عودة تفشي الوباء تحت محاولتها اتخاذ إجراءات لتخفيف العزل بشكل تدريجي. وفي ظل النقص الحاد في الأدوية الشافية الخاصة بعلاج المرض، يعد توفير اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ على نطاق واسع أكبر إحراءات فعالا.
وقد أقيمت مراسم الافتتاح لإطلاق التجارب السريرية الثالثة للقاح معطل محتمل لفيروس كورونا الجديد، والتي تجريها مجموعة الصين الوطنية للأدوية المملوكة للدولة يوم الثلاثاء في مدينتي بكين وووهان الصينيتين، ومدينة أبو ظبي الإماراتية في نفس الوقت.
كانت الصين والإمارات قد وقعتا اتفاقية تعاون إكلينيكية رسمية، في إشارة إلى الإطلاق الرسمي للتجارب السريرية الثالثة لأول لقاح معطل محتمل لفيروس كورونا الجديد في العالم.
وقال الخبراء إن عملية التجارب السريرية تنقسم في العادة إلى ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى بصورة أساسية سلامة اللقاح، في حين تعنى المرحلة الثانية بتقييم توليد المناعة وتبحث في عملية التطعيم لعدد محدود من الأفراد، فيما تشمل المرحلة الثالثة سلامة وفعالية اللقاح وسط شريحة أكبر من الناس.
التجارب السريرية الثالثة
يجب أن يلبي تطوير اللقاحات متطلبات متعددة النواحي، مثل السلامة والفعالية. حيث لا يمكن استخدامه إلا بعد الكثير من التحقيقات والإنجازات للتجارب السريرية لضمان إنتاج نسبة معينة من السكان الملقحين أجساما مضادة، لإنشاء حاجز مناعي فعال وقطع سلسلة انتشار الفيروس بالفعل، وهذا هو التحدي الكبير.
مثلا في المناطق التي يتفشي فيها الفيروس، من الأحسن اختيار متطوعين يعيشون في نفس المنطقة، وتم تلقيح متطوعين من أحد الفرق ولم يتم تلقيح الفرق الأخرى. وفي مواجهة نفس خطر الإصابة بالعدوى، لا يمكن أن تثبت فعالية اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ إلا بظهور الظاهرة التي يكون عدد المصابين لهؤلاء المتطوعين بعد التلقيح أقل بكثير من عدد المتطوعين بدون تلقيح. وإذا لم يتم استيفاء شروط انتشار الفيروس، فلا يمكن إثبات فعالية اللقاح.
وفي هذا الصدد، قال تشانغ ون هونغ، مدير قسم الأمراض المعدية بمستشفى هواشان التابع لجامعة فودان في شانغهاي، إن “وضع الوباء في الصين مسيطر عليه بشكل جيد للغاية في الوقت الراهن، ولكنه جعلنا نفقد فرصة لإجراء الأبحاث من خلال التجارب السريرية الثالثة في البلاد. حيث من الأحسن لإجراء الأبحاث خلال التجارب السريرية في الأماكن التي يكون فيها الوباء مرتفعا نسبيا في الخارج.”
ويعتقد تشانغ هونغ تاو، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، أن “عدد المصابين بمرض “كوفيد-19″ قليل ومتفرق نسبيا في الصين حاليا، ومن الصعب تجميع عينة معينة كبيرة الحجم. وحتى ولو تم تجنيد عاملي الجمارك أو العاملين الطبيين للتلقيح، فإن النسبة لا تزال صغيرة نسبيا، ويستغرق الأمر وقتا طويلا للوصول إلى عدد كاف لتقييم التأثير.”
دور الصين في التعاون الدولي في مجال تطوير اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″
تلعب الصين دورا مهما في مجال تطوير اللقاح المضاد لـ “كوفيد-19”. فمن ناحية، تعد الصين من أوائل الدول التي قامت بتطوير اللقاح، فتقوم البلاد بترتيب موارد مؤسسات البحث العلمي المحلية والمؤسسات ذات الصلة لإجراء أبحاث اللقاحات وتطويرها وفقا لخمسة طرق فنية، بما في ذلك اللقاح المعطل ولقاح البروتين المؤتلف وغيرهما. وقد زاد الدعم القوي من قبل الحكومة الصينية إلى حد كبير من إمكانية نجاح تطوير اللقاح.
ومن ناحية أخرى، حافظت الصين دائما على موقف إيجابي تجاه التعاون الدولي في تطوير اللقاح. والطرق التقنية الخمسة جميعها مفتوحة أمام العالم كله. وقد قامت الشركات الصينية بالتعاون التقني مع شركات في كندا والمملكة المتحدة وألمانيا والبرازيل وبلدان أخرى. كما نفذت الصين تعاونا في مجال البحث العلمي مع المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين وغيرها. حيث قام فريق البحث الصيني بنشر رسالة في مجلات دولية مثل مجلة “ذا لأنسيت” وغيرها للمشاركة والدراسة لعملية المشروع ونتائجه.
وفي سياق التأثير الشديد للوباء على الاقتصاد العالمي، يعد إنشاء آليات التمويل وتعزيز رغبة البلدان في التعاون مسألتين رئيسيتين. إذ يحتاج المجتمع الدولي إلى مزيد من تعزيز التنسيق لحل سلسلة من المشاكل المتتالية بشكل مشترك مثل الإنتاج والتوزيع وتقييم التكنولوجيا الصحية ومراقبة الأسعار، وتشكيل “آلية كاملة وفعالة للوصول إلى اللقاح” لضمان تمكن المزيد من الناس من استخدام اللقاح وتحمل تكاليفه في المستقبل.
تتمتع الصين بقدرة قوية على تطوير وإنتاج اللقاح. كما ذكرت الصين في مناسبات عديدة أنه بعد إنهاء تطوير اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ للصين ووضعه قيد الاستخدام كمنتج عالمي عام، ستقدم الصين المزيد من المساهمات في قضية الصحة العامة الدولية، وتجلب نور الانتصار للتغلب على فيروس كورونا الجديد للعالم كله.