خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
رويدا عبد الكافي
#رويدا_عبد_الكافي: كاتبة من اليمن مُعتمدة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ مثقفة يمنية وناشطة إجتماعية؛ وعضو في الفرع النسائي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
من أي معدن خلقكم الله وأي نُبل في تكوينكم هذا الذي يضج شموخاً وإخاءً وتواضعاً، وقيمة إنسانية عُليَا تُعلّم الإنسانية دروساً في الإخاء البشري.
نحن في اليمن لن ننسى شهداء الصين.. شهداء الإنسانية.. الشهداء الذي توجّهوا من وطنهم الصيني غير مبالين بالموت بعيداً عنه، ليَصِلوا إلى بلدنا الذي أحبوه وعملوا فيه وعَمّدُوه بدمائهم الزكية.
آنذاك، كانت اليمن تعيش حالة فقر مُدقع، وعناءٍ وبؤسٍ شديدين. وبرغم ذلك، لم تبخل جمهورية الصين الشعبية العظيمة في مد يد العون ومساندة اليمنيين، لانتشالهم في تلك الحقبة من ضيقتهم، فحينها كان يسود بلادنا ظلام حالك، وكانت الصين في حاجة لانهاض شعبها. وبالرغم من كل ذلك، قدّمت الصين لليمن مساعدات إقتصادية كثيرة وهامة تاريخياً.
نفّذت الصين عشرات المشاريع في اليمن، كان أبرزها وأهمها مشاريع الجسور و الطرق، كطريق صنعاء – الحُديدة، الذي بناه الصينيون في الفترة إبتداءً من نهاية الخمسينات إلى الستينات من القرن العشرين، بإجمالي طول 231,46 كم.
ابتداء من نوفمبر عام 1958، بعثت وزارة المواصلات الصينية 500 خبير إلى اليمن. لم يكن المشروع مشروعاً سهل المنال، ولهذه الغاية ابتعثت الصين أقوى فرقة متخصصين لتنفيذ هذا الطريق (طريق صنعاء – الحُديدة)؛ الذي يُعد أول طريق عام بنتهُ الصين الجديدة في منطقة غربي آسيا وشمال إفريقيا.
لقد واجه الحُلفاء القادمون من الصين صعوبات جمّة في شق هذا الطريق نظراً لتضاريس اليمن الصعبة؛ و وعورة جبالها الشاهقة.. فعلى مد البصر ترى “ناطحات جبلية” غير مأهولة وذات تكوينات جيولوجية معقد، إلى جانب صعوبات إمداد العاملين بالطعام ومياه الشرب، و الماء اللازم لانجاز الأعمال. تحمّل واحتمل البناؤون الصينيون أشعة الشمس الحارقة في النهار، وعويل العواصف في الليل، إلى جانب الصعوبات و المخاطر التي لا تخطر على بال.
ذات مرة، توفي 60 شخصاً من الفرقة الهندسية الصينية نتيجة الانهيارات الجبلية المفاجئة. لقد ضحّوا بحياتهم من أجل تمهيد حياة و دروب لليمنيين، ولقد بذلوا في سبيل ذلك أغلى ما يملكون: دماؤهم و أرواحهم رخيصة من أجل خدمة الانسانية جمعاء؛ وليس اليمنيين فقط. لقد ترك البُناة الصينيون أياديهم البيضاء في كل محافظات اليمن، وبعضهم الآن يرقد تحت ثرى اليمن في مقبرة الشهداء الصينين الشهيرة، وسوف يذكر التاريخ؛ إن نسينا نحن؛ مآثرهم وقصصهم، التي ستبقى حاضرة عبر الأجيال اليمنية و الصينية، ذلك أنهم التحفوا ثرى اليمن التي عشقوها، إذ تجلت مشاعرهم الصادقة على الأرض يومياً في دعم اليمن واليمنيين بكل حب و اخلاص، و اثبتوا للعالم أجمع أنهم أمة لا تعرف الفشل.. ولا يستسلمون للهزيمة.. ولن تثنيهم تلك الجبال القاسية عن مواصلة تقدِماتهم للانسانية، التي معها وبها كانوا يزدادون صلابة وقهراً لتلك الصخور القاسية الصلدة التي واجهتهم.
لقد ضحوا بأرواحهم وبكل ما يملكون من أجلنا.. لقد ضربوا لنا أروع الأمثلة في التضحية وحب الجميع.. لقد ساعدت الصين العالم أجمع دون أي مصلحة، و لاحظنا ذلك في تقديمها المساعدات لجميع الدول في ظل ازمة كورونا، بينما الأنظمة الرأسمالية منشغلة بشن حروب؛ وتسهيل عملية مراكمة الارباح الفاحشة؛ مُبقية أجساد المجتمعات العالمية ضحية الوباء وهدفاً للدمار.
لهذا كله ولغيره من الأسباب، نَعتبر النظام الصيني الأكثر سِلماً و الأكثر عدلاً، والأكثر تعاوناً من بين الشعوب، على عكس النظام الرأسمالي القائم على ظلم البشر. لقد ظلمت أمريكا العالم بفرض هذا النظام، فالكل مظلوم والكل فقير وحزين وبائس، يلهث وراء الأموال وتكوين الثروات ومكبل بالسلاسل المادية.
لقد عضّت الرأسمالية المتوحشة قلب الانسان وجعلت هذه العالم يذوق مصائب كثيرة بسبب السعي وراء المصالح الاقتصادية الفرداوية والضيقة. إن الواقع الرأسمالي يزداد وحشية كل يوم، ويٌقسّم الانسانية إلى قطعٍ يَحلو له قضمها وهضمها، لجعل “مبدأ” ثقافة الربح المحرك لكل شيء، وعلى هذا رأينا إيطاليا الجريحة التي فتك بها الفيروس لم تجد المساعدة من جيرانها الذين يُشكًلون معها الاتحاد الاوربي.
كان الكل مشغولاً بنفسه، لكن سرعان ما بادرت الصين بمد يد العون بكل سخاء برغم جرحها الوبائي الكبير؛ وبرغم هول المأساة وعِظم المصيبة.. وبرغم تكالب القوى الكبرى الدولية على الصين.
الصين لا تنسى اخوانها ولا تتنكر لقيمتهم العليا عند ضعفهم ووفي حلول المصائب عليهم. الصين تندفع إلى البشرية كأُم رؤوم فزِعة في كل عثرة من عثرات أبنائها. الصين صديقة الجميع في السراء والضراء، وتُنهِض الجميع، وترتقي باخلاقها ومحبتها كشمسِ تمنح الحب والطمأنينة والحرارة للحياة والكون.
لا نملك أمامكم يا أخوتي أهل الصين، أهلنا في الحق والروح والدك، سوى تعظيمكم وإكبار مشاعركم الأُممية، فانتم قِبلة الإنسانية، وأنتم أمل البشرية الأخير في كرة أرضية مؤنسَنة، وربيع يُوحّد المُستضعفَين في كل بقاع المَعمورة.
*التدقيق والتحرير: أ. مروان سوداح.
* المراجعة والنشر: عبدالقادر خليل.
يكفي ان الصين انحازت للفقراء بالانتاج الضخم لكل المنتجات تقويبا وبأسعار في متناول كل الفقراء
وكسرت اكتحار الصناعه والانتاج الراسماليه الجشعه