CGTN العربية/
في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، تم تسليط الضوء على خطر سلاسل التوريد الأوروبية التي تعتمد على الصين بشكل أساسي، وأصبح هناك أصوات تنادي بعدم الاعتماد على المنتجات الصينية. ولكن معظم الشركات الأوروبية تعتقد أنه لا يمكنها “الاستغناء” عن الصين، وتواجه أوروبا مشاكل خطيرة مثل زيادة التكاليف وطول الوقت الذي يمكن استهلاكه لبناء سلاسل توريد جديدة.
وخلال مناقشة المفوضية الأوروبية لكيفية ضمان “الاستقلال الإستراتيجي” للقطاعات الصناعية الرئيسية وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية. أدرجت أوروبا تعديل طرق التوريد لمنتجات مثل المستحضرات الدوائية كأولوية، تم طرح استراتيجية جديدة حيال ذلك للتعامل مع المخاطر التي قد يمكن مواجهتها مثل خفض معدل القدرة الإنتاجية الإقليمية المعرضة لأزمة وباء فيروس كورونا الجديد.
تعمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أيضا على دفع تعديلات لسلسلة التوريد. على سبيل المثال، يعتمد 17% من الإنتاج في ألمانيا على الدول الأجنبية، ويعد تعزيز مرونة سلسلة التوريد قضية ملحة بالنسبة لها. تخطط الدولة لفرض سياسات مضادة في الأشهر القليلة القادمة لمعالجة مخاطر تمزق سلسلة التوريد التي تواجهها الصناعات الرئيسية.
إن اتجاه سحب الشركات لقواعد الإنتاج الخاصة بها إلى الاتحاد الأوروبي آخذ في التوسع، واجتذاب بعض الدول الاتحاد الأوروبي للشركات بطرح بعض التسهيلات. فعززت بولندا ورومانيا العلاقات مع الشركات الأوروبية الغربية لاجتذاب الاستثمارات مع ضمان خفض تكاليف العمالة من ألمانيا.
ومع ذلك، فإن المفارقة هي أنه مع اتساع اتجاه “الاستغناء” عن الصين، فلازال الواقع يقول إن أوروبا لا تستطيع اتخاذ خطوة كتلك. وبحسب نتائج الاستطلاع التي أجرتها غرفة التجارة الأوروبية، أن حوالي 90% من الشركات الأوروبية أعربت إنها “لم تناقش الانسحاب من السوق الصينية”.
أحد الأسباب هو أن المنتجات الصينية تتميز بالجودة العالية وتكاليف الإنتاج المنخفضة. قال مسؤول بشركة بالدينيني الإيطالية التي تأسست في عام 1910: “إن الأحذية الرياضية المنتجة في الصين تتميز بجودتها العالية وتكلفة إنتاج أقل بـ 75% من مثيلتها في إيطاليا. إذا لم تقم الحكومة الإيطالية بتخفيض كبير للضرائب المحلية وتكاليف العمالة، فلن يكن لدينا خيارات أخرى.”
إن توسع ونمو السوق الصينية يزداد عاما تلو الآخر ولا يمكن تجاهل تلك الحقيقة. فتمثل مبيعات سيارات فولكس واجن في السوق الصينية حوالي 40% من إجمالي مبيعاتها في العالم.
قال كلاس كنوت رئيس البنك المركزي الهولندي: “في السنوات الأخيرة، اعتمدنا بشكل كبير على سلسلة التوريد العالمية والكفاءة الزائدة. ونتيجة لذلك، فقد نظام الإمداد لدينا الطاقة تدريجيا. ربما حان الوقت لتقليل الاعتماد على الدول الأخرى وإيلاء مزيد من الاهتمام لأمن سلسلة الإمداد، ولكن التكلفة ستكون باهظة أيضا”.