قبل أن يستيقظ معظم سكان مدينة القاهرة ، يتناول وليد رمضان وجبة الإفطار ويرتدي ملابسه ويستعد للذهاب إلى العمل. وينتظر حافلة تقله من منزله في الضواحي الشرقية للقاهرة إلى الصحراء حيث الحلم المصري الذي لا يزال قيد الإنشاء – العاصمة الإدارية الجديدة. الرحلة إلى العاصمة الإدارية حوالي ساعة واحدة… وليد رمضان هو مهندس تقني في شركة هندسة البناء الصينية (سيسك).
لقد منح المشروع تجربة العمر لوليد. وبلا شك ستكون منطقة الأعمال المركزية علامة بارزة في العاصمة المصرية الجديدة، حيث تضم 20 ناطحة سحاب مقامة على أكثر من خمسمائة ألف متر مربع من الأرض ومساحة مبنية تبلغ 1.92 مليون متر مربع. لم تشهد مصر قط شيئا بهذا الحجم.
قال وليد إنه عندما عرف أن شركة سيسك وقعت العقد مع مصر لهذا المشروع، بذل أقصى جهوده للحصول على فرصة العمل هذه. ومن حسن الحظ اتصلت الشركة به لإجراء مقابلة. وقد بدأ وليد العمل من البداية، حتى منذ بداية أعمال الحفر…
يعد البرج الأيقوني من أبرز المباني في المشروع. يبلغ ارتفاعه 385.8 متر، وهو أعلى مبنى في قارة إفريقيا. كما أنه يتكون من 78 طابقًا تضم مكاتب تجارية وشققًا سكنية وفندقًا.
بعد ثلاث سنوات ونصف فقط، اكتمل بناء البرج وجميع المباني الأخرى؛ ما يبقى هو مجرد عمليات التجهيز الأخيرة.
وبالرغم من الثأثير الكبير الناجم عن جائحة كوفيد-19 خلال هذه السنوات، إلا أن هذا المشروع لا يزال قيد الإنشاء. لم تتوقف عمليات الإنشاء وسط تداعيات الجائحة.
قال تشانغ وي تساي مدير عام شركة سيسك في مصر: “كان لسلسلة التوريد العالمية تأثير كبير على المشروع. لقد اتخذنا تدابير لجعلنا مرنين في تلبية هذه التغييرات من خلال اختيار موادنا من شركات محلية “.
مثل معظم المشاريع التنموية بين الصين ومصر، يعد تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا الصينية جانبًا أساسيًا لبناء وإدارة منطقة الأعمال المركزية. معهد لوبان في مصر ، هو مؤسسة تدريب خاصة بشركة سيسك لرفع القدرات الفنية للعاملين المحليين الذين يعملون للشركة في بناء المركز التجاري للعاصمة المستقبلية المصرية.
وقد عبر وليد عن تقديره لمؤسسة لوبان قائلا: “إنها المرة الأولى التي تدخل فيها مصر مجال بناء ناطحات السحاب. بدأنا من خلال بناء البرج الأيقوني. التكنولوجيا والتقنيات جديدة بالنسبة لنا في مصر، مثل صندقة التسلق. تم استخدام الرافعات لأول مرة في مصر أيضًا والعديد من التقنيات والمواد الأخرى. نقل هذا المشروع قدرًا هائلاً من الخبرة الصينية في مجال البناء لنا. لقد استفدنا كثيرًا”.