شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
خرجت جمهورية الصين الشعبية منتصرة في معركتها ضد (كوفيد – 19)، وها هي تبقى حتى هذه اللحظة، الدولة الوحيدة في العالم التي تمكنت من الفيروس اللعين، في حين تسعى دول أخرى لتجفيف مستنقعات (كورونا) التي اتّسعت لتشمل معظم دول المعمورة، مع اعتراف مسؤولين عديدين في بلدان البسيطة بفشلهم في هذه المواجهة التاريخية
. أثناء بحثي عن معلومات حول إغتيال (الموساد) والأجهزة الغربية الموالية له، الأطباء الصينيين في القارة السمراء، الذين هبّوا في ستينات القرن التاسع عشر لمساعدة أفريقيا علاجياً، قرأت أخباراً، وشاهدت صوراً لأفراد الجيش الصيني، وهم يؤدّون التحية العسكرية لعددٍ من الأطباء، لِما بذلوه من جهد في مكافحة فيروس كورونا الجديد في (ووهان)، اعترافاً منهم بالفضل الكبير “للقوات الطبية الصينية المُسلّحة بالإرداة الطيبة والمشاعر الانسانية الرفيعة، والتقنيات الرفيعة والأدوية التي قهرت المرض”، فأعلنت إمكانية تصفيته بالخبرات واللقاحات، والأهم بالانضباطية الصينية المِثال والمُثمرة انتصارات.
في أفريقيا منذ ستينات القرن الـ19، ومروراً بكل السنوات الستين السابقة وإلى اليوم، عمل ويعمل أطباء صينيون طوال أسابيع وشهور وسنين، ويشغلون طليعة الصفوف في خوض معركة حقيقية لاحتواء فيروسات وأمراض عديدة، منها “إيبولا”، و “إيدز”، كما في غرب أفريقيا، كذلك في شرقها وجنوبها. ومنذ عشر سنوات أو أقل قليلاً، أرسلت الصين فريقاً طبياً رفيع المستوى إلى سيراليون؛ الدولة الصغيرة الواقعة في غرب قارة أفريقيا، على ساحل المحيط الأطلسي؛ وعلى الرغم من وجود نظام نظافة صارم إلا أن القلق كان متزايداً للغاية بين أعضاء الفريق الطبي الصيني المتواجد في (مستشفى الصداقة) في تلك الدولة لعلاج ما يقرب من 80 مريضاً مصاباً بـ«إيبولا» بالقرب من العاصمة فريتاون.
وكانت بكين قد أرسلت أنذاك نحو 200 من مواطنيها المختصين إلى ليبيريا، وسيراليون، وغينيا. حينها قدّمت الحكومة الصينية مئات الملايين من الدولارات كمساعدات طبية لتلك الدول الأفريقية. في التاريخ الصيني – الأفريقي العريق، نقرأ عن أن القطاع الصحي كان وما زال فضاءً هاماً للتعاون الصيني – الأفريقي، إذ تواصل الصين إرسال فِرقها الطبية إلى تلك القارة القديمة، وبلغ عدد هؤلاء الخبراء الطبيين الصينيين 21 ألف فرد، عالجوا 220 مليون مريض أفريقي، وما لا يعرفه كثيرون، إن بعض الأطباء الصينيين ضحّوا بأرواحهم على تراب أفريقيا من أجل مصالح الأفارقة وإنقاذ حيواتهم، ما جعل الاطباء الصينيين موضع احترام مواطني تلك القارة السمراء وشعوب العالم.
وفي صورة غير أممية ولا إنسانية، فقد أغلقت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الغربية، سفاراتها ودبلوماسييها ومواطنيها من دول أفريقيا، ومنعوا سيّاحهم من الوصول إليها، وأجلَوا دبلوماسييهم ومواطنيهم من ثلاثة بلدان في غرب أفريقيا، عقب تفشي وباء (إيبولا) في مارس/ آذار 2014. وعلى النقيض من ذلك، ساعدت الحكومة الصينية أفريقيا منذ المراحل المُبكّرة لتفشي الوباء، ولم تكتفِ حينها بإرسال الإمدادات العاجلة، وإنما أرسلت أيضاً فرقاً طبية تضم أكثر من ألف طبيب عسكري ومدني إلى المناطق المنكوبة، التي وصل فيها تفشي الوباء إلى أشد الدرجات، وحارب هؤلاء الأطباء ومعهم الدبلوماسيين والخبراء الطبيين الصينيين جنباً إلى جنب مع السكان المحليين حتى دحروا الفيروس اللعين وأربابه! واليوم، تعود الصين بتعليمات خاصة من فخامة الرئيس شي جين بينغ، إلى أفريقيا، لخدمة القارة وشعوبها، وللمحافظة على حضارتها وثقافتها وإنسانها وصحّة أبنائها، دون أن تتلق من بلدانها القارة فلساً واحداً.
#*يلينا_نيدوغينا: رئيسة تحرير “الملحق #الروسي” في جريدة “ذا ستار”/ “الدستور” اليومية سابقا؛ وعضو مؤسس وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.
*التدقيق اللغوي والتحربير الصحفي: الأكاديمي مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.