Saturday 23rd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

أشجارنا عمّانية تموت واقفة صَلدة وشَامخة

منذ 4 سنوات في 23/مايو/2021

الأنباط-الاردنية/

 

الأكاديمي مروان سوداح

 

أذكر عَمَّاننا السابقة في الستينات والسبعينات وحتى في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت أشجارنا شامخة وعالية المقام ومزهوة بنفسها تمامًا كما هي اليوم، إلا أنها لم تَعد كثة وكثيفة أو مورقة الخُضرة، فقد هرمت فتصاغرت في أحجامها، لكأنها من أيام الرومان كما هي زيتوناتنا المُعَمّرة التي زُرعت بها أرضنا الطهور قبل ألوف السنين وما زالت شامخة ومعطاءة تدر علينا زيتًا وزيتونًا ودفءًا و ظلالًا. الفرق بين زيتوناتنا الباسقات على جبالنا العاليات وفي حقولنا الريفية الواسعات وأشجار الشوارع في عمّاننا الكبيرة، أن الأولى محبوبة حُبًا جَمًا، فمُزارِعُينا يحيطونها بكل المحبة والرعاية والعناية اليومية، لتمنح شعبنا ومؤسساته وشرِكاته التصديرية غلّة دسمة، بينما “أشجارنا العامة” “تتقدم نحو موت أكيد!”، فلا صاحب يُصاحبها ولا مُعيل يعيلها، ولا رقيب عليها ولا راعيِ لبقائها، ولا محاميِ عنها لضمان تدفق الحياة في عروقها، ولا حارس من حولها يحميها من المصائب المتلاحقة التي تصيبها، فتزداد شحوبًا واصفرارًا ونشفانًا، وتتيبّس شرايينها وتتراجع كثافتها وتضعف وتتقهقر ولا مَن يهتم بها لإنعاشها، ولا مَن يُدرك أن الشجرة هي الأُخرى كائن مرهف المشاعر، ومخلوق حي يعيش ويَحيا ويَشعر، يبغض ويحب كالإنسان تمامًا.

 

متى سنرى سيارات الأمانة، كما في الماضي السحيق، تعود يوميًا لسقاية أشجار الشوارع وتعتني عناية لائقة بها وتحميها من موتٍ مؤكد؟ ومتى نشاهد المواطن الأردني يتقدم من تلقاء نفسه لرش الماء على أوراقها وأغصانها لإنقاذ حيواتها، فهي تُضفي جَمَالًا وراحًة على حياته، وتجهد في نهاراتها ولياليها لتجميل المناطق والمواقع المختلفة بقواها الذاتية المُحبِّة للحياة، لكونها ببساطة مُغرمَة بالعيش وبرعاية المولى لها ولكل حيوةٍ تتوسل إليه لتحيا وتشيخ بشموخ وهدوء وسكينة.

لنتذكر أن حياة الإنسان والنبات لا تنقطع أبدًا إن تم حمايتها وصيانتها ومحبتها وتعظيم مكانتها كل على قياسه، وفي إطار مقامه، وعلى مساحة فضائه، والعكس بالعكس.

التصنيفات: مقالات إتحادية
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • صدقت القول أستاذ مروان، وإن كان حديث حضرتك يركز على مدينة عمان العاصمة الأردنية، فإن واقع الحال يشير إلى أن تلك الإشكالية أمر واقع في معظم – إن لم يكن كافة المدن والعواصم العربية – وربما توجد استثناءات نادرة. ومع ذلك فالأشجار كما الإنسان كائن حي بحاجة إلى مقومات تبقيه على قيد الحياة، فياليت الاهتمام بالأشجار والتشجير يعود إلى مدننا وعواصمنا العربية.

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *