CGTN العربية/
في الجنوب من صحراء تاكليماكان، ثاني أكبر صحراء متحركة في العالم، يوجد حقل الأرز المقاوم للملوحة بطول 300 “مو”. هذا هو مكان عمل بوهوليشم شدير.
الآن هو موسم الحصاد الخريفي، في هذه الأيام، تنظم بوهوليشم شدير المزارعين لاختيار البذور والحصاد في الحقول التجريبية وهي تستعد لتربية البذور الممتازة والغرس في القاعدة الزراعية في العام المقبل.
كمديرة لحقل الأرز المقاوم للملوحة، تأتي بوهوليشم شدير إلى هنا لمراقبة نمو الأرز كل يوم. وقالت: “هذه الأرض مثل طفلي. لقد شهدت التغيرات من صحراء غوبي إلى حقل في ثلاث سنوات.”
تعيش بوهوليشم في بلدة بايآواتي بمنطقة كاشغر بشينجيانغ، وهي قريبة من صحراء تاكليماكان أبعد مكان عن البحر في العالم.
في هذه المنطقة القاحلة، تمت زراعة المحاصيل التي تتحمل الجفاف مثل القمح والذرة والقطن لفترة طويلة، أما زراعة الأرز فهي شيء جديد.
قبل ثلاث سنوات، أجرى فريق “يوان لونغ بينغ” (المهندس الزراعي الصيني) تجارب لزراعة الأرز المقاوم للملوحة في قواعد تجريبية في شينجيانغ وهيلونغجيانغ وشاندونغ وتشجيانغ. تم اختيار قاعدة الاختبار في شينجيانغ في ساحة بالقرية التي تعيش فيها بوهوليشم.
لكن هل يمكن أن ينبت الأرز في هذه التربة الشديدة الملوحة مع نسبة ملوحة حوالي 3% ودرجة حموضة 7.8؟ هذا ما كان يشكك فيه القرويون.
قال علي موجيانغ، عمدة بلدة باي آواتي: “كان هذا الحقل التجريبي جزء من صحراء غوبي. إنها معجزة اذا كانت قادرة على زراعة الأرز.” هناك 15000 مو من الأراضي المالحة والقلوية في البلدة، وكان من المستحيل زراعة المحاصيل من قبل. ويتطلع القرويون إلى أن الأرز المقاوم للملوحة يمكن أن يحول الأرض القاحلة إلى أرض خصبة.
كانت بوهوليشم من الدفعة الأولى من القرويين الذين سجلوا للعمل في القاعدة. قبل ثلاث سنوات، بدأت تتعلم زراعة الأرز وإدارة المياه والأسمدة وطرق الزراعة الأخرى، وأصبحت تدريجيا مساعدا مهما للباحثين العلميين، وأتقنت بشكل مستقل مجموعة كاملة من طرق زراعة الأرز الحديثة.
في ذلك العام، في ظل الإدارة الدقيقة لعمال وموظفي البحث العلمي، أدى حقل الأرز المقاوم للملوحة التجريبي إلى حصاد وفير. وهذا العام هو العام الثالث على التوالي الذي أجرى فيه فريق “يوان لونغ بينغ” التجارب الزراعية، حيث أظهرت نتائج الاختبار أنه تم حصاد الأرز مرة أخرى.
قالت بوهوليشم: “الآن يمكنني إدارة 300 مو من حقول الأرز، ولدي راتب شهري قدره 5600 يوان، وهو أعلى أجر في القرية. وبعد حصولي على راتبي، جددت المنزل وتحسنت الظروف المعيشية.”