شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
يلينا نيدوغينا*
*كاتبة وإعلامية وناشرة في يومية “الدستور” الأُردنية؛ وحاملة أُوسمة وشهادات شكر وتقدير من عدة دول؛ ورئيسة تحرير (المُلحق الروسي) في صحيفة “ذا ستار”.
لم أقرأ في حياتي أي مقالة من طرف محايد وموضوعي ينتقد الاوضاع الدينية في أذربيجان. كذلك، لم أسمع شخصاً أو جهة تنتقد الحكومة والدولة الاذربيجانية في هذا المجال، بل على العكس من ذلك تماماً، وبرغم أن أغلبية الشعب الأذربيجاني الشقيق يدين بالإسلام، إلا أن البلد كافح منذ تأسيسه على يد المرحوم وقائد الأمة الوسطي والشهير حيدرعلييف؛ وعلى يد الرئيس الحكيم إلهام علييف؛ ليبقى النظام هو هو كما كان دوماً واحة رحبة للحريات الدينية، وأرضاً مفتوحة لكل الآراء الملتزمة بأخوّة البشر وإنسانية الإنسان، ومظهراً حضارياً متقدماً يُضرب به المَثل في التعايش والتنوع القومي والديني، ولناحية التعاون العميق في مجال الأديان والتدين؛ وتبادل الأفكار على قاعدة السماحة وحقوق الانسان في المُعتقد، ومن أجل تعايش العائلة الإنسانية بمزيد من المحبة والتفاهم الشامل.
خلال رئاستي لجريدة “الملحق الروسي”، أو ما إسماه البعض “ملحق الاستعراض الروسي”، الذي صدر ورقياً عدة سنوات في الأردن، ضمن مؤسسة يومية صحيفة “الدستور” الأردنية؛ الجريدة الأكثر شهرة وجذباً للقراء في العالم العربي؛ كتبنا الكثير عن أذربيجان وقيادتها السياسية، وعلاقاتها مع الدول الأخرى في مجاليها السياسي والجغرافي – الإستراتيجي، واستعرضنا صِلاتها الأردنية والعربية والدولية، وأنشطة سفارتها في المملكة الأردنية الهاشمية، ومهام وطبيعة شعبها، وحياته اليومية، ما أكسب “الملحق” مصداقية مُضافةً لمصداقيته التقليدية، لا سيما لنشرها حقيقة الأوضاع في دولة من دول الاتحاد السوفييتي السابق، كانت وما زالت هدفاً للتشويه من جانب بعض الجهات الأجنبية الضيقة الأفق وغير المسؤولة.
أذربيجان كانت وما زالت صديقة وحليفة للاوفياء على مصالح الشعوب ومستقبلها، مِمَن يتمتعون بصدقية في نطق الكلمة وعرض الصورة و النشر و الأعلان.
أذربيجان – دولة الاوفياء، ولهذا بالذات تجتذب التجربة الأذرية في مجال الحريات الدينية وحرية العقل والضمير شعوب العالم وهيئاته الاجتماعية والسياسية والإنسانية المختلفة. ولهذا بالذات نرى أن الدولة الأذربيجانية تتمتع بعلاقات أكثر من ممتازة مع ممثلي الأديان الأخرى، والطوائف الدينية مثل المسيحية، فالنظام الأذري متعدد الديانات والمذاهب، وإن كانت الأغلبية في البلاد تدين بالاسلام. وفي أذربيجان تتعايش بعلانية وحرية تامة المذاهب الإسلامية والمسيحية، وأهمها السنّة والشيعة، وبذلك تقدم أذربيجان نموذجاً يُحتذى للعالم في وحدة الشعوب بتعدديتها الدينية والفكرية.
وبالرغم من احتلال أرمينيا لعشرين بالمئة من الأراضي الأذربيجانية منذ عهد ما يُسمّى بـِ “بيريسترويكا” غورباتشوف ويلتسين اللعينين والعدوين للشعب الأذربيجاني – وضرورة محاكمتهما لعدائهما لأذربيجان وشعبها، ولعدوانهما على الأذربيجانيين بالقوة المسلحة ولعدائهما أيضاً للشعب الإذربيجاني وحرياته وتميزه القومي – تواصل باكو السير في توجهاتها وعقيدتها السمحة، وها هي تحافظ على أبوابها مُشرعة تماماً – بالرغم من تعديات جارتها – أمام مختلف القوميات والأديان، انعكاساً للذات الأذربيجانية السمحة.
ولهذا، نرى كيف تعمل في أذربيجان بكل حرية جهات عديدة، منها الكنيسة الرسولية الأرمينية، وبطريرية موسكو وسائر الروسيا وكنيستها الأرثوذكسية الروسية، والطائفة الموسوية، وغيرها كالزاردشتية وما إليها.
يتبع/..