احتفل أبناء قومية ماونان بأول عيد ربيع لهم بعد نجاح مهمة القضاء على الفقر بهدايا أرسلها لهم أفراد أسرهم الذين يعملون خارج مسقط رأسهم هذا العام.

وتعد قومية ماونان إحدى الأقليات العرقية الأصغر من حيث عدد من السكان في الصين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف شخص يقيمون بشكل رئيسي في المناطق الريفية الجبلية في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ ومقاطعة قويتشو بجنوب غربي البلاد.

وقد تخلص أبناؤها من الفقر بشكل كامل في مايو الماضي بفضل سنوات من جهود التخفيف من حدة الفقر من جميع الجهات. وخلال عطلة عيد الربيع لهذا العام، كانت السوق الريفية في بلدة شيانان، إحدى المناطق السكنية الرئيسية للقومية، مزدحمة في جو احتفالي غير مسبوق.

ولم تتوقف محطة استلام الطرود عن استقبال الهدايا والطرود خلال العطلات، حيث يقوم السكان الآن بالتسوق عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الشباب الذين يعملون في المدن الكبرى بشحن كمية كبيرة من الهدايا إلى منازلهم، لعدم تمكنهم من مرافقة عائلاتهم خلال العيد بسبب الوباء. لذلك كانت الطرود البريدية الخيار الأفضل للتعبير عن مشاركتهم لهم في الاحتفال بالعيد.

وقالت تان لي تشون، موظفة في محطة استلام الطرود: “خلال عطلة عيد الربيع، قمنا بتسليم جميع أنواع الطرود، مثل الثلاجات والغسالات وأجهزة التلفزيون. انظر إلى الغسالات عند الباب الأمامي. لقد قمنا بتسليم الكثير منهم حتى الآن، ولا يزال هناك اثنتان متبقيتان هنا”.

قام زوجان من العمال المهاجرين الذين لم يعودوا إلى مسقط رأسهم للاحتفال بعيد الربيع بشراء جهاز مشي عبر الإنترنت وإرساله إلى أسرهم.

وكان أفراد الأسرة متحمسين لفتح الطرود وممارسة الرياضة. حتى جدة الأطفال تركت الأعمال المنزلية جانبا وركضت لبعض الوقت على الجهاز. وبعد تجربة الجهاز، أخبر جد الأطفال مراسلة مجموعة الصين للإعلام كيف تحسنت حياتهم بفضل المشاريع الوطنية للتخفيف من حدة الفقر.

وفي محطة توصيل أخرى، اشترى العامل المهاجر تان تشنغ تشو هاتفا ذكيا لوالدته البالغة من العمر 85 عاما. وقال تان إنه اضطر إلى البقاء في موقع البناء، لذلك لم يكن قادرا على أن يكون برفقة والدته خلال عيد الربيع. ومع ذلك، علّمها حفيدها، تان جيون فنغ، كيفية استخدام الهاتف، حتى تتمكن من إجراء مكالمات الفيديو مع ابنها عندما تشتاق إليه.

وعندما تم تسليم الطرود عبر البلدة، قال السكان المحليون إن الطرود لا تمثل فقط هدايا عيد الربيع، ولكنها أيضا تعكس ارتقاء مستوى معيشتهم: تلقى تان شيونغ قاو في قرية تشونغنان غسالة جديدة اشتراها عبر الإنترنت، وقام وي وو تاو في قرية تسايسو بتزيين منزله الجديد بالأضواء، واشترت تان وي فن في بلدة شيانان سريرا جديدا لمولودها الجديد.

وكان هناك فرقة من طلاب المدارس الابتدائية تتدرب على أداء اغنية يعبروا فيها عن توقعاتهم لمستقبل أكثر إشراقا.

وفي السنوات القليلة الماضية، شهد أبناء قومية ماونان بناء طرقا جديدة ومرافق مياه الشرب والكهرباء، وبدء السكان المحليين في العمل بالصناعات القائمة على المنتجات الزراعية مثل البرتقال الحلو. ووصلت منتجاتهم الزراعية إلى المنازل في جميع أنحاء البلاد من خلال منصات التجارة الإلكترونية، والتي حققت إيرادات كبيرة للسكان، وساعدتهم في بناء منازل جديدة.

ومع ازدهار الحياة بشكل متزايد، واستقبال المحليين لهدايا عيد الربيع، تمنوا أن تحدث تحولات جديدة في مسقط رأسهم خلال العام الجديد، وهم على استعداد لاستقبال الضيوف من جميع أنحاء البلاد لزيارة قراهم الجميلة.

وقال تشين يان فان، مسؤول مقيم في بلدة شيانان: “آمل أن يتم بيع منتجات قريتنا الزراعية إلى جميع أنحاء البلاد، ونرحب بالأصدقاء من جميع أنحاء البلاد لزيارتنا هنا”.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.