الدكتورة يَلينا رِيزونينكو*:
** موقع الصين بعيون عربية:
في هذه الأيام التي تشهد احتفاليات حاشدة في جمهورية الصين الشعبية بمناسبة سبعينية عيدها التأسيسي، وسبعينية حُكم الحزب الشيوعي الصيني لها وقيادته لشعبها نحو مَعارِج الرقي والمُعجزات، نُراجِع سجلات البشرية جمعاء، لنكتشف بأن الصينيين وحدهم هم مَن يحتكرون تسجيل التقدّم المتسارع والمذهل بأحرف من نور ونار، والذي لم تشهد له البشرية مِثالاً ولا صورةَ منذ الخليقة الأولى…
الانبهار وحده لا يكفي.. والصدمة لا تكون مدوّية تلف الكون سوى إذا وَجدت مُبتغَاها الصادم في العُلماء، رجالات العلوم، فلاسفة التاريخ والدول، وسِجَالات المُفكِرين والعَقائديين الذين يشتغلون بالتقييم والتقدير والميزان بالفكر والفِعل والمقارنة، وهؤلاء بالذات هم الذين يشهدون هذه الأيام على المُعجزة الصينية المُجترحة التي لم ينتظرها أحد منهم حتى في أحلى وأرق أحلامهم الوردية، ذلك أن الصين أكدت بأن الاقتصاد المخطّط، والمجتمع الجديد الموجّه بحريات رئيسية وكفاية روحية ومادية لمن يَبتغيها، هو وحده القادر على تذليل الصِّعاب الأضخم، وهو لوحده وبآلياته المؤنسنة يستطيع تحويل الصخر الأصم إلى ذهب رنّان، والتراب المَضغوط الى ألماس رِقراق يُشترى بوزنه القمر المضىء لعشاق الليل.
في التاريخ، رأى الزعيم العالمي والاممي “ماوتسي تونغ” – مُحرّر الصين ومُقيمها من العَدمِ، وبانيها بعد كنسِهِ الأجنبي الاستيطاني والإحلالي مِن على ترابها، أن الصين ستصبح دولة قوية وذات بأسٍ يتطلع إليها الجميع.. وبرغم من أن البعض كانوا يرون في ذلك حُلماً بهيجاً فقط، انطلاقاً من وضع الصين الصعب أنذاك، إلا أن “ماو” رأى غير ذلك بعينه الثاقبة، إذ أنه اختط التدرّج والتطوّر غير المسبوق في ظروف الصين وشعبها، وقفز عن عداء بعض الجوار لها، وحارب في وقت واحد على جبهتين عسكرية ومدنية وثالثة تطوّرية، ودفع بالامة إلى الايمان الأكيد بالمستقبل، وتوظيف كل حسنٍ ومفيد في تاريخ البلاد والشعب وفلسفته المتوارثة، ونشر مفاهيم التكاتف وقِيم التضامن بين جميع القوميات والألسن، وترسيخ وحدوية ووطنية الصين والصينيين.
وببساطة، فقد دعا الزعيم شعبه إلى أن يشعر كل مواطن منهم بأنه قائد في موقعه، وعليه تقع مسؤولية كبرى وتقريرية، وبجهود الجميع وتنفيذهم لمسؤولياتهم الجسيمة، تمكنوا من خلق جماعية مُبتكرة، وتضامن حول فكرة قادتَهم الى معارج الرقي ما فوق المُعَاصِر، الذي زاد عليه وطوّر فيه نظرياً وميدانياً الزعيم العظيم والمفكّر الايديولوجي، الصديق “شي جين بينغ”، الذي أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فكره الثاقب وأيديولوجيته وعُمق معارفه في مختلف الحقول وقيادته الفذّة.. فلقد قاد القائد “شي” ويستمر يقود الحزب والدولة التي أذهلت العالم بكل آليات العلوم التقدمية، وأكد بأن لا مستحيلات ولا جُدرٍ قاهرةٍ للانسان المُتحلي بالوعي والايمان والعمل الملتزم، فلكُلٍ موقعه، وفي موقعه يُخلص هذا الكُل ويُنتج لتكون النتائج جماعية ميدانية، تفيض على الكل بكل نتائج قدراتهم المادية والمعنوية.
يؤكد الأمين “شي” على فكر “ماو” وصوابيته من خلال خطابه الاخير بالذكرى السبعين لتأسيس الدولة وقيادة الحزب لها، فقد نوّه “شي” وبقوة في العرض الاحتفالي بالمناسبة السبعينية إلى: إن تأسيس جمهورية الصين الشعبية أدى إلى تغيير مصير الصين البائس تماماً، لكونها كانت فقيرة وضعيفة وتتعرض للتخويف والإهانة لأكثر من 100 عام منذ بداية العصر الحديث. وبيّن “شي” كذلك من على منصة “تيان آن مِن”: “في مثل هذا اليوم قبل سبعين عاماً، أعلن الرفيق ماو تسي تونغ رسمياً للعالم، أن جمهورية الصين الشعبية قد تأسست، وأن الشعب الصيني قد نهض”.. فيا لها من عَظمة صينية يقودها “شي” ومن خلال احترامه الكامل للسلف المؤسس.
في عصر الرفيق شي جين بينغ، أضحت الصين الدولة رقم “1” في العالم، وها هم الصينيون يسيرون خلف قائدهم إلى مزيدٍ من التطوّر والازدهار برؤى الاشتراكية بألوان وروافع صينية في العصر الجديد، “عصر شي”، قاهرين كل المُعيقات بضخامتها في العلاقات الدولية، وفي إطار الجغرافيا، والجيوبوليتيكا، وهم في ذلك يمدون يد المصافحة لاعدائهم حتى، لئلا يكون في مواجهتهم متربّص ومشوِّه ما، وها هم يساهمون فعلاً بتوفير متطلبات النمو لخصومهم بوعي يتمحور حول ضرورات تبريد الازمات الدولية ومشجّعيها، ووقف تسابق أرباب الحروب إلى مبتغاهم بتخسير البشرية المزيد من الارواح والاموال، ولتفشيل مساعي القوى السوداء لسدِّ كوى مستقبل الناس إلى الكفاية المادية في كل مسرب ومنحى، بعدما صارت الصين مصنع العالم، وحقل استثماراته الأوسع بأموال لا شروط عليها سوى الانتاج المقونن، والذي يجب أن يكون نتاجه مُتاحاً للفقراء والمِعوزين والمسحوقين من كل لسان ولون وديانة وفكر.. فالبشرية المؤنسنة بحاجة للانسانية، وبخاصة في شقّها الصيني الملياري، لتتطوّر وتسيّد السلام والآمان لصالح الانتاج الأنفع، الذي نراه اليوم يَعم ناس الكون ويُكسبهم سعادة وحبوراً في الذكرى السبعين للدولة والحزب في صين اليوم والغد.
في الأول من أكتوبر الراهن، نظّمت الصين احتفالاً ضخماً بالذكرى الـ70 لتأسيس الدولة وقيادة الحزب للدولة، وقد استذكرنا سوياً مع الزعيم الكبير “شي” كلماته الرنّانة عن الصحوة الانسانية الكبرى للحزب الشيوعي الصيني، وتصريحاته بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ومنها كما جاء في نشرات القسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI: “أنجز الشيوعيون الصينيون أكثر التحولات الاجتماعية عُمقاً وعظمة في تاريخ الصين، وهيأوا الظروف السياسية الأساسية، ووضعوا الأساس المؤسسي لكل التنمية والتقدم في الصين الآن”، كذلك ستبقى تصريحاته الراهنة حول الصين نبراساً للبشرية، وبضمنها: إنّ الشعب الصيني يتضامن ويكافح محقِّقاً انجازات عظيمة لفتت أنظار العالم خلال 70 عاماً مضت.. وتتصاعد الصين الاشتراكية اليوم من شرق العالم، ولا توجد أية قوة في الكون تستطيع هزّ مكانتها أو إعاقة خطوات تقدم شعبها الصيني وأمتها.. فإن الصين الماضية قد سُجلت في تاريخ البشرية، وإن الصين الحاضرة يجرى بناؤها على أيدي مئات الملايين من أبناء الشعب، وإن الصين المستقبلية ستكون أفضل. ويجب تضامن الحزب والجيش ومختلف القوميات من أبناء الشعب بصورة أوثق وأقوى، ومواصلة توطيد الدولة وتطويرها بصورة أفضل، ومواصلة الكفاح والنضال من أجل تحقيق هدف “الذكريين المئويتين”، وتحقيق الحُلم الصيني لنهضة الأمة الصينية العظيمة.
وفي الختام لا بد لي من تكرار الاشارة الى أن الزعيم “شي” ما توقف يؤكد، وفي خطابه بمناسبة سبعينية التأسيس والحُكم، إلى أهمية الالتزام بِ “المكانة الرئيسية” للشعب الصيني، والتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتنفيذ النظرية والمسار والسياسة الأساسية للحزب، كما ودعا “شي” أيضاً إلى بذل جهود مُضافة لتلبية طموحات الشعب الصيني في حياة أفضل وتحقيق إنجازات تاريخية جديدة.. إنه حقاً زعيم شعبي وعالمي ينشد العدالة للصغير قبل الكبير، وللفقير قبل الغني، وللمسكين قبل القوي، وجميعهم في عينه وعقله متساوون وواحداً أمام القانون والحزب والدولة.
يتميَّز “شي” بالأعمال الصالحة، وهي من وجهة نظر الخاص والعام تعني طغيان الممارسات الإنسانيّةعلى سياساته وفكره، وهو كما يرى الفلاسفة والكتّاب والمتابعون وأصدقاء الصين، تعبير عقلي راجح عن هدف الأخلاق المُتّسقة مع أساس فكرة الواجب عند الإنسان القائد “شي”، الذي تعلو فيه ولديه الإنسانيّة في مجموع الصّفات التي تُكوِّن كائناً اجتماعيّاً نافعاً لغيره، قبل أن يكون نافعاً لنفسه، لكونه يفتدي غيره بنفسه ويُقدّم غيره على ذاته.
#يلينا #ريزونينكو_المومني: كاتبة ومُنسّقة شعبة اللغة الروسية في الجامعة الاردنية، وعضو مُتخصّص في قيادة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين.
جمهورية الصين الشعبية العظمى صديقة وحليفة الجزائر والبلاد العربية
مقالة كبيرة ومهمة جدا وتعكس اهتمام صاحبة المقالة بالشأن الصيني
من المهم جدا أن يتم تكثير عديد السيدات.. الاستاذات.. من الكاتبات والصحفيات في هذا الموقع الجديد الذي ينطق بإسم الفرع الجزائري النشط للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين بقيادة الاستاذ عبد القادر خليل.. فنصف المجتمع الجزائري.. الذي يتشكل من السيدات.. مدعو للكتابة عن الصين والمناداة بالصداقة معها..